وسط جدول أعمال شديد الازدحام، نجحت الأهرام فى اقتناص نصف ساعة من وقت دكتور طارق شوقى أمين عام المجالس التخصصية فما بين الزيارات الخاطفة لمساعديه ومكالمات الهاتف تحدث د.طارق عن الخطوط العريضة لمشروع «بنك المعرفة» المصرى والذى سيطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى قريبا كأحد المشروعات القومية لإتاحة كم هائل ومتنوع من مصادر المعرفة والثقافة مجانا للمصريين كافة. خلال الحديث تطرق د. طارق للمفاوضات التى أجراها أعضاء المجلس التخصصى مع أكثر من 27 دار نشر عالمية والمحرك البحثى الذى يتم تصميمه حاليا لإتاحة تصفح كل هذه المواقع المتعددة . المشروع كما أكد أمين عام المجالس التخصصية ثورة ثقافية نسعى من خلالها لتوفير المعرفة لكل مصرى، كما ستتم إقامة مئات الندوات وورش العمل، بدءا من العام المقبل فى مختلف محافظات الجمهورية لتعريف المجتمع بسبل الاستفادة من بنك المعرفة المصري. فى البداية هل من الممكن أن تعرفنا ما بنك المعرفة المصرى؟ بنك المعرفة المصرى هو أحد مشاريع مبادرة الرئيس «نحو مجتمع مصرى يتعلم ويفكر ويبتكر» التى أطلقها الرئيس العام الماضى خلال عيد العلم حيث نسعى لإتاحة أكبر قدر من المحتوى المعرفى للمواطنين فى مصر وعلى ذلك توجهنا للجهات والدول حيث توجد المعرفة سواء كانت علوما أساسية أو تطبيقية أو تقنية أو فى العلوم الإنسانية أو علوم الإدارة والمحاسبة أو حتى كتب الثقافة العامة بما فى ذلك الكتب الموجهة للأطفال وحاولنا أن نحصل على أكبر كم من المحتوى وانتهى الأمر إلى أننا تعاقدنا مع أكثر من 27 دار نشر عالمية مثل السيفير وسبرينجر والجمعية الملكية البريطانية للكيمياء المعنية بالنشر العلمى ولديها مئات الألوف من الكتب فى مختلف التخصصات إضافة إلى امتلاكها أهم المجلات والدوريات العلمية العالمية منذ عام 1824 حتى يومنا هذا بالإضافة إلى مؤسسات تصدر دوريات متخصصة مثل تومسون رويترز وناشيونال جيوجرافيك والبى بى سى والمكتبة البريطانية ودار نشر أكسفورد ودسكفرى وغيرها، وهو ما يعنى أن كل مصرى سيمتلك حق الدخول والتصفح مجانا لأكبر مكتبة إلكترونية فى العالم تجمع كل الجهات العالمية المنتجة للمعرفة . واضاف انه إلى جانب ذلك نسعى حاليا للتعاقد مع دور النشر الكبرى من مصر والسعودية والإمارات ومختلف الدول العربية لإتاحة ما تنتجه من معارف فى مختلف التخصصات. واشار الي ان هذه الباقة المتنوعة من المعرفة من إصدارات متخصصة للأكاديميين أو دراسات تحليلية للمعنيين بسوق المال والتجارة أو كتب فى الأدب والثقافة العامة أو حتى كتب ومكتبات سمعية وبصرية متنوعة لمختلف المراحل التعليمية ومناهج دراسية مبهرة. كيف أقنعتم دور النشر بإتاحة المحتوى لكل أفراد الشعب ؟ من المتعارف عليه أن الإتاحة للمعرفة فى المكتبات الإلكترونية تكون مقابل اشتراكات سنوية مدفوعة، ما سعينا لتحقيقه كأعضاء للمجلس التخصصى خلال مفاوضاتنا مع دور النشر العالمية هو بمثابة صفقة تعاقدية مع الدولة تتيح كما هائلا من المعرفة مجانا لكل المصريين على مدى 4 سنوات ولقد قرر الرئيس عبد الفتاح السيسى أن تتكفل الدولة بنفقات هذا التعاقد أملا فى أن يستفيد الناس من طلبة وشباب ومدرسين وأساتذة وكل من يسعى لتنمية قدراته ويستزيد علما. باختصار ما نسعى إليه هو ثورة ثقافية على مستوى فئات الشعب ولك أن تتخيل على سبيل المثال كم المحتوى من برامج وأفلام فيديو وصور توضيحية ستتاح للمدرسين لشرح المناهج الدراسية، وبالتالى من الممكن أن تستفيد وزارة التربية والتعليم بهذا المحتوى لتطوير النظام التعليمى وتزويد الكتاب المدرسى ببرمجيات ووسائل إيضاح ليستفيد بها الطالب والمعلم. ماذا يتم هذه الأيام بالنسبة لهذا المشروع؟ هناك شق تقنى نعمل على تنفيذه حاليا، وهو أن تكون هناك نافذة واحدة أو محرك بحثى واحد يتيح للمستخدم عند كتابة أى من الكلمات الدالة مثل كلمة فضاء مثلا حيث سيقوم المحرك البحثى بانتقاء وعرض كل المراجع والفيديوهات والبرامج الدالة على كلمة فضاء من كل هذه المكتبات ودور النشر التى تم التعاقد معها. كما قمنا منذ عدة أيام بزيارة معرض فرانكفورت الدولى للكتاب والالتقاء بالناشرين لاستكمال مناقشاتنا معهم وفى ذات الوقت حرصنا على الالتقاء بناشرين آخرين فى العلوم الإنسانية والآثار. متى يتم إطلاق موقع بنك المعرفة المصرى ؟ وفقا لبرنامج العمل من المقرر أن يلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسى قريبا بممثلى دور النشر العالمية لتوقيع العقود النهائية وبالتوازى يتم تصميم المحرك البحثى وآلية الدخول وانتقاء المحتوى من أكثر من 27 دار نشر مختلفة ومع انتهاء كل هذه المراحل الفنية فمن المقرر أن يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسى بإطلاق الموقع رسميا فى الأول من يناير المقبل. هل وضعتم خطة لتعريف المجتمع بسبل ومجالات الاستفادة من البنك وإدراج المشروع ضمن خطط الوزارات المختلفة؟ نقوم حاليا بتشكيل مجلس أمناء لإدارة هذا المشروع وسيضم ممثلين عن كل دور النشر العالمية والجهات الرسمية بالدولة بالإضافة إلى الجامعات والمراكز البحثية حيث ستكون مهمة هذا المجلس وضع برامج وآليات لتفعيل سبل استفادة المجتمع من كل هذا المحتوى مثل إقامة ندوات عامة وورش عمل بمختلف محافظات الجمهورية فى الجامعات ومراكز الشباب وقصور الثقافة والأندية والمدارس. واضاف أننا اشترطنا على دور النشر أن تتبرع بمبلغ محدد سنويا لإقامة مئات الأنشطة التوعوية من ندوات وورش عمل للتعريف بالمحتوى المعرفى المتاح لنا، مشيرا الي ان هذه الحملة من التدريب والتعريف المجتمعى لن نتمكن من تنفيذها وحدنا بدون مساعدة الأهرام وجميع وسائل الإعلام لتعريف مختلف فئات الشعب بالكنز المتاح لنا. أغلب المحتوى بالإنجليزية وبالتالى لن يستفيد به إلا من يجيد هذه اللغة فكيف ستتغلبون على تلك المشكلة ؟ المعرفة المتاحة عالميا خاصة فى العلوم الأساسية والتطبيقية هى باللغة الإنجليزية، هذا أمر واقع ويجب أن نعترف به ونطور من إمكاناتنا اللغوية للاستفادة مما هو متاح ومتداول عالميا، ومن الممكن أيضا مع مرور الوقت أن نقوم بترجمة بعض الموضوعات ذات الأولوية خاصة ما يمكن الاستفادة به فى المراحل التعليمية الأساسية، إلى جانب ذلك هناك عدد من دور النشر العربية والتى ستتيح قدرا لا بأس به من المحتوى وقواعد البيانات للأبحاث والدراسات باللغة العربية. وبشكل عام نأمل من خلال ما سيتاح من معرفة أن تتم بالتوازى زيادة الاهتمام بجودة تدريس اللغات فى مراحل التعليم المختلفة خاصة اللغة الإنجليزية لأنها من أهم مفاتيح التعلم والتواصل مع العالم، ونقل الخبرات والمعرفة. ألم يكن من الأجدى التركيز على الشرائح المجتمعية الأكثر استفادة من دور النشر العلمية والمكتبات الإلكترونية بدلا من اتاحة كل العلوم لجميع المصريين؟ - الفكرة فيما يتم أنه مشروع قومى لإتاحة المعرفة وإحداث ثورة ثقافية فى المجتمع بمختلف شرائحه الفكرية والتعليمية ولذلك كان من المهم حشد كل دور النشر العالمية والإقليمية التى تنتج ثقافة ومعرفة بما يسهم فى توفير كم هائل ومتنوع من المعارف تلبى احتياجات جميع الشرائح المجتمعية على اختلاف اهتماماتهما ومستوياتهما الثقافية والتعليمية. هل من الممكن أن تؤثر هذه الإتاحة المجانية للمعرفة على سوق الكتب ؟ بالعكس أعتقد أنها ستثرى سوق الثقافة والمعرفة. هناك أمية تكنولوجية بين فئات الشعب سواء من حيث استخدام الكمبيوتر أو تصفح الإنترنت أضف إلى ذلك صعوبة فى توافر خدمة إنترنت جيدة لإنزال البرامج والكتب والأفلام التعليمية فكيف ستتغلبون على هذا الأمر؟ يجب ألا ننسى أن ثلثى المجتمع من الشباب وبالتالى فإن الرهان على الشرائح العمرية الأصغر التى لديها قدرة أكبر على التعلم واكتساب المهارات المعرفية والتقنية فى وقت قياسى والتغلب على جميع العراقيل التى ذكرتها. وبشكل عام ما نقدمه هو مبادرة ونأمل أن تحرك ساكنا وتدفع الطلبة والشباب للاهتمام أكثر بالمعرفة وبكل ما هو جديد فى العالم فى شتى مجالات الثقافة والعلوم، وأعتقد أن هذه المبادرة خطوة ومن الممكن تقييمها بعد عدة أشهر ورصد مدى تفاعل المجتمع مع ما هو متاح ونوعية المعارف التى يهتم بها المجتمع المصرى، وكيف تمت الاستفادة بها. وأضاف أن تلك الإتاحة مهمة جدا للمؤسسات التعليمية والجامعات والمراكز البحثية والتى تتكبد سنويا عبر المجلس الأعلى للجامعات والشبكة القومية للمعلومات والجامعات الخاصة مبالغ طائلة للاشتراك فى نسبة ضئيلة جدا مما نتيحه اليوم عبر بنك المعرفة المصرى وبالتالى من الممكن أن توجه تلك الجهات البحثية ميزانيات الاشتراكات بالدوريات فى قطاعات أخرى لدعم وتطوير البحث العلمى والتعليم الجامعى بشكل عام. كما سنتيح تطبيقات للدخول على هذه المواقع عبر الهواتف والأجهزة الذكية، هذا التنوع فى آليات الوصول للمعرفة سيساعد الأفراد وآلاف المؤسسات بالدولة فى الاستفادة المثلى مما نقدمه من معرفة.