مراقبون: صحوات (اتحاد القبائل العربية) تشكيل مسلح يخرق الدستور    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    «البيطريين» تُطلق قناة جديدة لاطلاع أعضاء النقابة على كافة المستجدات    توفيق عكاشة: الجلاد وعيسى أصدقائي.. وهذا رأيي في أحمد موسى    سلوي طالبة فنون جميلة ببني سويف : أتمني تزيين شوارع وميادين بلدنا    250 مليون دولار .. انشاء أول مصنع لكمبوريسر التكييف في بني سويف    برلماني: تدشين اتحاد القبائل رسالة للجميع بإصطفاف المصريين خلف القيادة السياسية    سعر الذهب اليوم في السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 4 مايو 2024    وكالة فيتش ترفع آفاق تصنيف مصر الائتماني إلى إيجابية    هل تقديم طلب التصالح على مخالفات البناء يوقف أمر الإزالة؟ رئيس «إسكان النواب» يجيب (فيديو)    استقرار سعر السكر والأرز والسلع الأساسية بالأسواق في بداية الأسبوع السبت 4 مايو 2024    تقرير: 26% زيادة في أسعار الطيران السياحي خلال الصيف    وكالة فيتش ترفع نظرتها المستقبلية لمصر وتثبت تصنيفها عند -B    وكالة فيتش ترفع نظرتها المستقبلية لمصر إلى إيجابية    الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    استشهاد فلسطينيين اثنين خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي بلدة دير الغصون شمال طولكرم    أحمد ياسر يكتب: التاريخ السري لحرب المعلومات المُضللة    كندا توقف 3 أشخاص تشتبه في ضلوعهم باغتيال ناشط انفصالي من السيخ    حسين هريدي ل«الشاهد»: الخلاف الأمريكي الإسرائيلي حول رفح متعلق بطريقة الاجتياح    السودان وتشاد.. كيف عكرت الحرب صفو العلاقات بين الخرطوم ونجامينا؟ قراءة    تصريح دخول وأبشر .. تحذير من السعودية قبل موسم الحج 2024 | تفاصيل    سيول وفيضانات تغمر ولاية أمريكية، ومسؤولون: الوضع "مهدد للحياة" (فيديو)    مصرع 37 شخصا في أسوأ فيضانات تشهدها البرازيل منذ 80 عاما    رسالة محمود الخطيب لسيدات السلة بعد التتويج بكأس مصر    أول تعليق من الخطيب على تتويج الأهلي بكأس السلة للسيدات    فوزي لقجع يكشف حقيقة تدخله في تعيين الحكام بالاتحاد الأفريقي.. وكواليس نهائي دوري أبطال 2022    أول تعليق من رئيس مكافحة المنشطات على أزمة رمضان صبحي    طارق خيري: كأس مصر هديتنا إلى جماهير الأهلي    فريدة وائل: الأهلي حقق كأس مصر عن جدارة    سيدات سلة الأهلي| نادين السلعاوي: التركيز وتنفيذ تعليمات الجهاز الفني وراء الفوز ببطولة كأس مصر    ملف يلا كورة.. اكتمال مجموعة مصر في باريس.. غيابات القطبين.. وتأزم موقف شيكابالا    أمن القليوبية يضبط «القط» قاتل فتاة شبرا الخيمة    حالة الطقس اليوم السبت.. «الأرصاد» تحذر من ظاهرتين جويتين مؤثرتين    "التموين" تضبط 18.8 ألف طن دقيق مدعم و50 طن سكر مدعم بالجيزة    مصرع طفلين إثر حادث دهس في طريق أوتوستراد حلوان    احتراق فدان قمح.. ونفوق 6 رؤوس ماشية بأسيوط    لا ضمير ولا إنسانية.. خالد أبو بكر يستنكر ترهيب إسرائيل لأعضاء الجنائية الدولية    قناة جديدة على واتساب لإطلاع أعضاء "البيطريين" على كافة المستجدات    وقف التراخيص.. التلاعب فى لوحة سيارتك يعرضك لعقوبة صارمة    بالفضي والأحمر .. آمال ماهر تشغل السعودية بأغاني أم كلثوم    حظك اليوم برج الجدي السبت 4-5-2024 مهنيا وعاطفيا    استعدادات لاستقبال شم النسيم 2024: الفرحة والترقب تملأ الأجواء    شيرين عبد الوهاب : النهاردة أنا صوت الكويت    مينا مسعود أحد الأبطال.. المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    رشيد مشهراوي عن «المسافة صفر»: صناع الأفلام هم الضحايا    آمال ماهر تتألق بإطلالة فضية في النصف الثاني من حفلها بالسعودية    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    حدث بالفن| مايا دياب تدافع عن نيشان ضد ياسمين عز وخضوع فنان لجراحة وكواليس حفل آمال ماهر في جدة    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    5 فئات ممنوعة من تناول الرنجة في شم النسيم    فريق طبي يستخرج مصباحا كهربائيا من رئة طفل    في عيد العمال.. تعرف على أهداف ودستور العمل الدولية لحماية أبناءها    حسام موافي يوجه نصائح للطلاب قبل امتحانات الثانوية العامة (فيديو)    بالصور| انطلاق 10 قوافل دعوية    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدين للحياة
يقدمها: فريد إبراهيم
نشر في الجمهورية يوم 06 - 11 - 2015

أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف: ان مؤتمر تفكيك الفكر المتطرف ورؤية الأمة في التجديد هو امتداد لجهود وزارة الأوقاف في مواجهة عمليات تغييب العقل من قبل بعض الجماعات واستخدام الشباب كوقود في صناعة الارهاب باقناعهم بالعنف باعتبار انه الاسلام وانه الموصل الي الجنة والاسلام من كل ذلك براء.
واضاف اننا اذا كنا قد أوضحنا في المؤتمر الماضي حقيقة المصطلحات التي يستغلها المتطرفون في اغواء الشباب بتحميلها معان غير المقصودة منها كمصطلح الخلافة. والتكفير. ونظام الحكم والمتاجرة بقضية الخلافة والحاكمية والجهاد. والمواطنة. والارهاب والجزية ودار الحرب فاننا في هذه المرة تقوم بتعرية الفكر التكفيري أمام الأئمة الذين يمثلون جنود هذه المعركة الفكرية التي تخوضها أمام تنظيمات مدعومة ماديا بشكل قد تعجز عنه بعض الدول أي اننا أمام مؤامرة ضد الاسلام يقوم بها بعض من ينتسبون للاسلام ويرفعون رايته ويدعون حمايته.
وقال: ان اختيار الأقصر مكانا لانعقاد المؤتمر للتأكيد علي ان مصر بلد آمن وليس ما يرويه البعض من تخويف زائري مصر من الحضور. اليه اذن المؤتمر يروج للسياحة بشكل عملي لأننا نستضيف 45 شخصية عالمية فضلا عن الاعلاميين دون أي أزمة وسوف ينقل الاعلام فعاليات المؤتمر. كما ان اختيار الأقصر التي بها أعلي نسبة من الآثار بالنسبة لأي مدينة في العالم أردنا به الرد علي داعش التي تدمر الآثار بدعوي انها أصنام والحقيقة انهم ينهبونها ويهربونها الي الخارج بدعوي تدميرها والتخلص منها فأردنا أن توصل رسالة الي العالم نؤكد فيها ان الاسلام ليس ضد الحضارة بل ان المسلمين الأوائل احترموا حضارة السابقين وحافظوا عليها فلم يهدموا معبدا أو أثرا أو تمثالا رغم قيام بعض الحضارات السابقة عليها بفعل ذلك.
واذا كان المسلمون حطموا الأصنام حول الكعبة فلأنها كانت تعبد أما التماثيل المعبرة عن تاريخ السابقين فلم يمسها أحد بسوء.
وأشار الي ان المؤتمر يدور حول رؤية الأئمة في تجديد الفكر الديني وتفكيك الفكر المتطرف ضرورة للوقوف علي الجندي الذي يلتحم بالجماهير التحاما مباشرا ويواجه دعاة العنف وجها لوجه بالفكر الذي يدحض رؤاهم وأكاذيبهم مشيرا الي أن الدعوة كالطفل الذي يتم تربيته فلا يلاحظ ابواه نموه لكنه ينمو كذلك اعداد المربي من خلال احتكاكه في الحوارات والمناقشات وكذلك لقاءاته بالجماهير.
وأضاف: اننا في الوزارة نقوم بالكشف عن الكنوز العقلية من الأئمة ونعدها لمواقع الصدارة فنحن نقوم بلقاءات مع الحاصلين علي درجات الماجستير والدكتوراه وكذلك الذين يجيدون اللغات للافادة منهم في مجال الترجمة كترجمة خطبة الجمعة مثلا وكذلك باشراكهم في مثل هذه المؤتمرات حتي يتدربوا علي فنون الرد كما اننا سنقوم بتوزيعهم في الأماكن التي يتردد فيها السائحون ليقوموا بخطبة الجمعة بلغة ثانية بالاضافة للعربية مثل شرم الشيخ والغردقة والأقصر حتي يتسني للسياح المسلمين سماع خطبة الجمعة.
وأشار الي أن الوزارة ستيسر للمتميزين من الأئمة منح دراسية لاستكمال دراستهم بالخارج حتي يصبح من السهل ارسال علماء متميزين مستوعبين لثقافات الشعوب التي يزورونها فضلا عن لغتهم لذلك تقوم باعداد مركز للترجمة بالوزارة يشارك فيه الأئمة بالاضافة الي مركز الترجمة بالمجلس الأعلي للشئون الاسلامية. وخلال فترة ليست كبيرة سيكون لدينا أعداد كبيرة من الأئمة قادرة علي الظهور اعلاميا متسلحين بالآليات الفكرية والشخصية للتعامل مع الاعلام الذي يختلف في كثير من جوانبه عن المنبر.
وقال الوزير ان وزارة الأوقاف لم تشتر مترا واحدا من السجاد تنتجه شركات غير مصنع سجاد دمنهور وما يأتي من بعض الشركات يأتي تبرعا سواء من الشركات نفسها أو من مواطنين يشترون منها مشيرا الي أنه تم توزير 100 ألف متر سجاد للوزارة وسوف يتم تسلم 73 ألف متر قبل نهاية العام.
21 بحثاً و45 وزيراً مفتيا ومتخصصا بمؤتمر تفكيك الفكر المتطرف
جلسات استماع نوعية للاعلام والأئمة والمرأة ووزراء الأوقاف
تبدأ في الرابع عشر من الشهر الجاري أعمال المؤتمر الدولي الخامس والعشرين للمجلس الأعلي للشئون الاسلامية حول "تفكيك الفكر المتطرف وذلك بمدينة الأقصر علي مدي يومين يناقش فيها المشاركون 21 بحثا في الجلسات العامة فضلا عن أربع جلسات نوعية تتناول الدعوة والاعلام وآليات مشاركة الاعلام في تفكيك الفكر المتطرف كذلك جلسة الامام ومشكلاته ودوره في هذه المواجهة وآليات اعداده. ثم جلسة لوزراء الأوقاف والشئون الدينية تناقش آليات التنسيق فيما بين الوزارات المعنية ثم جلسة المرأة ودورها في المواجهة.
أما الأبحاث التي يناقشها المؤتمر فهي: احياء مدارس الأولين امانة لفكر المتطرفين للشيخ أحمد تميم مفتي أوكرانيا. والعادات والتقاليد والمعتقدات الشعبية مدخل للتصدي لعقبات التجديد في الخطاب الديني للدكتورة نجوي عبدالحميد "مصر" ونظرات في تجديد الفكر والعلوم الاسلامية للدكتور محمد بن أحمد بن الصالح "السعودية" والتطرف المنسوب الي الدين بواعث ومعالجات ومداوات للدكتور أحمد محمود كريمة "مصر" ورؤية حول تجديد الخطاب الديني للدكتور ابراهيم نجم "مصر". والأسباب الفكرية الداعمة لانبات التطرف وعلاجها للدكتور عبدالحي عزب "مصر" ومعوقات تجديد الخطاب الديني وسبل ازالتها للدكتور جمال فاروق "مصر" ودور المجتمع في تفكيك الفكر التكفيري للدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم "مصر والتطرف والتعصب والارهاب من منظور تربوي "النشأة والتشخيص والوقاية والعلاج للدكتور مصطفي رجب "مصر" وواقع الخطاب الديني المعاصر مقارنة في الوصف والحل للدكتور ابراهيم الهدهد نائب رئيس جامعة الأزهر "مصر" ومفهوم تجديد الخطاب الديني للدكتور عبدالمنعم صبحي شعيشع "مصر" والتطرف والغلو من الأسباب وطرق العلاج للشيخ محمد أحمد حسين المفتي العام بالقدس وخطيب المسجد الأقصي "فلسطين" ودور الجامعات في تفكيك الفكر التكفيري للدكتورة مهجة غالب "مصر" وعقبات التجديد للخطاب الديني ووسائل ازالتها للدكتور مصطفي عرجاوي "مصر" وعوائق تجديد الخطاب وتغييب العقل كآلية اعاقة للدكتور جمال رجب سيدبي "مصر" وعوائق التجديد للدكتور حامد أبو طالب "مصر" وحرفية الفهم عقبة في التجديد للدكتور محمد سالم أبو عاصي "مصر" واستراتيجية مواجهة ظاهرة الارهاب رؤية في ضوء خصائص الصعيد للدكتور جمال شكري "مصر" وتجديد الخطاب رؤي واقامة للدكتور السيد محمد الديب "مصر" وآليات تفكيك الفكر للدكتور عبدالله مبروك النجار "مصر" ومفهوم التكفير وأثره علي واقع الاقليات المسلمة للدكتور محمد بشاري "فرنسا".
يشارك في المؤتمر وزراء ومفتيو 24 دولة منها الدكتور محمود صدقي عبدالرحمن قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس للشئون الدينية وعلي مويني مكوو الممثل الشرعي للجمعية الاسلامية بالكونغو. والسيد عبدالحليم محمد هاشم وزير الشئون الدينية والمالية بسيريلانكا والشيخ أمين كيمياكي توكوماسو رئيس جمعية مسلمي اليابان والسيد نزار الجبتي وزير الدولة للأوقاف والارشاد الشيخ محمد روكارا مستشار رئيس الجمهورية ببورندي. والشيخ محمد يوسف رئيس المشيخة الاسلامية والمفتي العام بصربيا. والدكتور أحمد كاوبيسا سنغندو مدير الجامعة الاسلامية بأوغندا والشيخ أحمد زياد وزير الأوقاف بالمالديف والدكتور سليم علوان الحسيني مفتي استراليا والدكتور فريد بن يعقوب وكيل وزارة العدل بمملكة البحرين. وأحمد العبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب. والشيخ عمرو مالم نجبرينغ رئيس المجلس الأعلي للشئون الاسلامية بالكاميرون والشيخ رياض فتار النائب الأول لرئيس القضائي بجنوب افريقيا والدكتور حسين حسن أبكر رئيس المجلس الأعلي للشئون الاسلامية بتشاد والدكتور أحمد النور الحلو مفتي تشاد. والدكتور محمد قريش شهاب رئيس رابطة خريجي الأزهر فرع اندونيسيا والشيخ أسد الله موالي مفتي زامبيا والسيد سردار محمد يوسف وزير الشئون الدينية بباكستان والدكتور مختار عباس نافقي وزير الشئون البرلمانية بالأقليات بالهند. والسيد علي بن السيد عبدالرحمن آل هاشم مستشار الشئون القضائية والدينية بوزارة شئون الرئاسة.
د. أحمد عجيبة :هدفنا إعداد إمام قادر علي مواجهة الأفكار الخاطئة
تفكيك فكر المتشددين.. البداية لانقاذ شباب العالم
فتحي الصراوي
إذا كان العالم الإسلامي يعاني بل وينزف بسبب هذه الأفكار المتطرفة التي تحولت الي أسلحة مدمرة تنفجر في وجه الشعوب الإسلامية هنا وهناك واشتباكات مسلحة بين أبناء الأمة تحصد آلاف البشر وتحول آلافا غيرهم إلي عجزة ومصابين بعاهات مستديمة فان مؤتمر الأوقاف يحاول ان يكشف الأساس الذي انطلق منه هذا الفكر لوضع برامج علمية ودعوية لمواجهته.. ولكن السؤال المهم والذي يطرح نفسه في هذا الخصوص.. هل تملك وزارة الأوقاف فعلاً أئمة مؤهلين علمياًومهنياً وسلوكياً لدراسة هذا الفكر ومناقشته وتفنيده ووضع الأمة علي الطريق الصحيح.. وإذا كان هذا صحيحاً فما هي الآليات التي سيتم وضعها في هذا الخصوص للاستفادة منها.. وهل ستشهد الأيام القادمة عقب المؤتمر تفعيلاً لمنابر الجمعة التي تعد بالآلاف لتغيير سلوكيات الجماهير نحو السلوك الإيماني الصحيح وابعادهم عن الأفكار المتطرفة التي تهدم بنيان الأمة وتقدم صورة إرهابية سوداء أمام فضائيات العالم تسميها الإسلام؟
وضعت هذه الأسئلة أمام الدكتور أحمد عجيبة أمين عام المجلس الأعلي للشئون الإسلامية ومقرر المؤتمر وتحاورت مع أحد أقطاب الدعوة في مصر الدكتور محمد عبد العاطي عباس عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالأزهر عما يريده العلماء من المؤتمر وكيفية تفعيل توصياته؟
قال الدكتور أحمد عجيبة إننا قمنا بالاعداد للمؤتمر قبل ذلك بعقد ندوات لمناقشة آليات تجديد الخطاب الديني مع الأئمة واستمعنا الي العديد من الأفكار والمقترحات في هذا الخصوص وكنا حريصين علي سماع جميع وجهات النظر للاستفادة القصوي من الأئمة الذين يعملون علي أرض الواقع ويواجهون العديد من المشاكل ويعرفون عن طريق ما يشاهدونه من سلوكيات الجماهير المسلمة في المساجد كيف يفكر هؤلاء الناس وما هي المشاكل الدينية التي يواجهونها ولماذا يؤثر الفكر المتطرف فيهم.
سألته.. هل سيكون المؤتمر مجرد حديث وتوصيات؟
أجاب إننا وحرصاً منا علي معرفة كل كبيرة وصغيرة ومناقشتها بفكر وروية استمعنا الي آراء الأئمة في هذا المجال لنضع جميع المقترحات أمام الحضور في المؤتمر لنخرج بتوصيات صحيحة أقرب الي أرض الواقع ويمكن تنفيذها حتي لا يكون المؤتمر مجرد كلام.
كما أنه واستكمالاً لهذا الاعداد المهم للمؤتمر يقوم رئيس قطاع الدعوة بوزارة الأوقاف الشيخ محمد عبد الرازق بعقد اجتماع أخير اليوم "الجمعة" مع عدد من علماء الدين والأئمة لوضع التصورات والمقترحات الأخيرة والتأكيد عليها للتحاور بشأنها ومعرفة ما إذا كانت هناك أفكار جديدة تصلح للعرض علي المؤتمر لنتفق علي آخر المستجدات في مجال الدعوة والمشاكل التي يمكن ان تقابلها.. ذكر اننا نهدف من كل ذلك الي مواجهة الفكر التكفيري مواجهة علمية عن طريق اشراك المجتمع كله في هذه المواجهة لمساعدة المؤسسات الدينية والتنسيق الكامل بين كل أجهزة الدولة المختلفة للمعاونة كل فيما يخصه لأننا جزء من منظومة متكاملة ولن نستطيع وحدنا مواجهة هذا الفكر الذي يتم تغذيته وتشجيعه من اعداء الأمة وامداده بالأموال والشباب المتطرف لتدمير الأمة.. ولذلك فان المواجهة لابد ان تكون عملية عن طريق اشراك الأمة كلها ليشعر الجميع بمدي الخطر الذي يواجه الأمة في الداخل والخارج.
هل سيتم الاستعانة بخطة إعلامية معينة للمواجهة؟
أجاب ان هذا أيضاً سنناقشه لنعرف كيفية الاستخدام الإعلامي الصحيح ومدي الضرر أو الاستفادة التي يحققها الإعلام في هذا المجال.
سألته ألا تحتاجون الي قنوات تليفزيونية خاصة لمواجهة الآلة الإعلامية العالمية التي تروج لأفكار المتطرفين؟
أجاب نعم نحتاج الي ذلك قطعاً ولكن الأزهر في سبيله الي ذلك.. ونحن في الأوقاف سنفكر في ذلك أيضاً لأن هذا يحتاج الي ميزانيات ضخمة لتنفيذه ولكنه في الحسبان لأنك إذا أردت المواجهة فعليك ان تمتلك الأدوات.
سألته بصراحة.. هل لدي وزارة الأوقاف أئمة لديهم القدرة العلمية والمهنية لمواجهة الأفكار المنحرفة والمتطرفة والرد علي كل كبيرة وصغيرة في هذا الخصوص؟
أجاب.. إننا نقوم بتأهيل الأئمة علي جميع الأصعدة ونعقد دورات تدريبية علي مستوي عال لهم منذ فترة كبيرة بل إننا نشركهم في دورات ندعو فيها كل أطياف المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ليتعرف الأئمة علي كيفية تفكير كل هذه الأطياف ليكون حديثهم دائماً مطابقاً لمقتضي الحال وليتعرفوا علي مشاكل المجتمع في الواقع وفي كافة المجالات ليضعوا لها الحلول المناسبة.
سألته.. معني حديثك أننا مقبلون علي فترة مهمة سوف تشهد فيها منابر الجمع حديثاً علي مستوي عال من الفكر والعلم يجذب كل أطياف الأمة ويجيب الشباب علي كافة الأسئلة التي يبحث عنها؟
أجاب.. لا شك أن الفكر النظري غير التطبيق العملي.. إننا نضع الأفكار والمقترحات وندرب الأئمة ونضع خططاً قابلة للتنفيذ وننتظر التطبيق العملي لنعرف المشاكل التي يمكن ان تواجه هذا التطبيق حتي نصل الي أفضل طريقة ممكنة ولكن من المؤكد ان ما يحدث الآن من تأهيل مهم للأئمة لم تشهده وزارة الأوقاف قبل ذلك ونحن نتمني ان نحقق نجاحاً يقضي علي كل الأفكار المتطرفة ولكن نحتاج الي مساعدة كل مؤسسات المجتمع وعلي رأسها الإعلام والمؤسسات التربوية والتعليمية والأجهزة الرقابية.
سألت الدكتور محمد عبد العاطي عباس عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر عن كيفية تفكيك الفكر المتطرف وكيف يصل مؤتمر الأوقاف الي خطة منهجية في هذا الخصوص؟
قال.. إن أهم من الحديث هو التنفيذ وآلياته.. ولا يجب ان يقتصر حديثنا علي الحجرات المغلقة بل لابد بصراحة ان يكون لدينا إعلام قوي يواجه الآلة الإعلامية الجبارة لأعداء الأمة الذين يساندون الأفكار المتطرفة.. ومادام أئمة المنابر هم العصب الرئيسي في هذا المؤتمر فان عليهم لا شك دوراً كبيراً للنهوض بالدعوة.. لأن منبر الجمعة من أهم أدوات الدعوة كما انه يمثل الإعلام الشخصي الملتصق بالجماهير ولذلك فان اعداد الإمام هو من أهم الأنشطة التي يجب ان توليها الأوقاف كل اهتماماتها وأعتقد ان هذا المؤتمر هو خطوة صحيحة في هذا المجال بشرط وضع توصياته موضع التنفيذ.
سألته.. وأين الأزهر؟
أجاب ان الأزهر منذ انشائه وهو يفكك الفكر المتطرف لأنه لا يتبني اتجاهاً واحداً وإنما يقوم بتدريس جميع الاتجاهات والأفكار بداية من المذاهب الفقهية لأهل السنة وانتهاء بفقه الشيعة.. ولا توجد مؤسسة دينية في العالم تقوم بهذا العمل غير الأزهر.. ذكر ان بعض الدول تقتصر دراستها ودعوتها علي مذاهب معينة تكرس لها كل جهدها وتعتبر أي فكر آخر مخالف خطأ يجب التخلص منه.. وهذا في الأساس هو بداية التطرف.. وللأسف يذهب بعض المبعوثين في الخارج لهذا المجال أحياناً.. غير ان هذا ليس منهج الأزهر.
قال ان التعددية المذهبية التي يحرص الأزهر علي تدريسها هي التي جعلته أهم مؤسسة دينية في العالم وجعلته قبلة لجميع الوافدين الذين يريدون ان يتعلموا الإسلام وفي العالم كله وهو يمد الأوقاف وغيرها بكافة العلماء الذين يصلحون للمجال الدعوي.. ولكن علي الأوقاف ان تتواصل مع الإمام بالبرامج العلمية والدعوية المستمرة وان يطلع علي كل جديد ليستطيع مواكبة التطورات التقنية والعلمية في العالم ويكون لديه الاجابة علي كل الأسئلة.. لأن هذا أيضاً ما يفعله المتطرفون.
سألته وماذا يفعل الأزهر بالتراث الذي يهاجم الآن من جهات عديدة؟
أجاب ان المهاجمين للتراث لم يقرأوه.. كما ان بعض أتباع هذا التراث يسيئون لأئمته مثل المتطرفين الذين يفسرون منهج ابن تيمية كما يريدون ويستشهدون به علي واقع يختلف عما أراده الإمام فيسيئون له ويقدمونه ضحية يهاجمونه من لا يعرفون شيئاً عن علمه وقيمته وأفكاره.
أضافة الي ذلك فاننا نحتاج الي خطة إعلامية قوية تستطيع مواجهة الآلة الإعلامية التي تهاجم الوسطية وتساند المتطرفين.
الدكتور سيف رجب قزامل عميد كلية الشريعة السابق وأستاذ الفقه بجامعة الأزهر يطالب بأن يكون المؤتمر تنشيطاً للأئمة والخطاب الديني وان يهتم بالاضافات الجديدة ويستكمل الخطوات السابقة.
ذكر انه لابد من ان يكون المؤتمر تدعيماً للمؤتمرات السابقة ومسايراً للواقع ويضع خطة بالاشتراك مع الإعلام والثقافة والأجهزة التربوية والتعليمية للنهوض بالدعوة ومواجهة الفكر التكفيري بمنهج علمي دعوي صحيح.
شومان في كلية الدراسات الاسلامية :
قانون للفتوي يمنع الباحثين عن الشهرة
عمر عبدالجواد
أكد د. عباس شومان وكيل الأزهر أن الأزهر الشريف يحمل عبء نقل امانة الوسطية ونشر الفكر المعتدل إلي العالم. خاصة في تلك المرحلة التي تموج فيها الفتن كقطع الليل المظلم.
وأكد وكيل الأزهر خلال كلمته في الندوة التي عقدتها كلية الدراسات الاسلامية والعربية بالقاهرة تحت عنوان "ضبط الفتوي وأثره علي تفكيك الفكر المتطرف" في إطار افتتاح الموسم الثقافي للكلية أن هناك خلطا كبيرا أو خطأ شائعا بين الناس تنقله وسائل الإعلام المختلفة وهو عدم التفرقة بين الرأي والفتوي فكل ما يصدر من غير المتخصصين لا يسمي فتوي بل رأي مشددا أنه لا ينبغي أن تتعامل وسائل الإعلام مع غير المتخصصين في الافتاء وتروج لأقوالهم غير المنضبطة منوها إلي أن الافتاء لا يخرج إلا من الجهات الرسمية التي يقوم عليها متخصصون في هذا الأمر وهي "دار الافتاء المصرية ومجمع البحوث الاسلامية وهيئة كبار العلماء بالأزهر".
شدد وكيل الأزهر علي ضرورة تقنين الفتوي في مصر وإصدار قانون خاص بها يمنع الباحثين عن الشهرة من اطلاق أحكام وآراء تشوه حقيقة الدين مؤكدا أن مثل هؤلاء فتحوا الباب أمام أعداء الاسلام للنيل منه فنتج عن فكرهم التطرف والإرهاب متسائلا في تحد: هل يعرف أمثال هؤلاء مصطلحات التكييف الفقهي. وأصول الفقة وغيرها من المصطلحات.
نوه وكيل الأزهر في كلمته إلي الجهود التي يبذلها الأزهر الشريف لضبط العملية التعليمية وإصلاح المناهج في مرحلة التعليم قبل الجامعي مشيرا إلي حجم التي يواجهها الأزهر من أجل اتمام عملية الإصلاح التي تتم تحت إشراف مباشر ومتابعة دقيقة من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر.
بينما أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن الإرهاب نتيجة طبيعية للفكر المتطرف المبني علي الفتاوي المضللة والشاذة. لأن هذه الفتاوي هي الأساس والمحرك لهؤلاء المتشددين باعتبارها ضهيراً لهم موضحاً أن هذا يحتم علينا ضبط هذه العملية مشيراً إلي أن العلماء ضبطوا أمور الإفتاء ضبطاً تاماً للحيلولة دون تسرب هذه الأفكار المتطرفة إلي الأمة.
أضاف المفتي في كلمته أن أساس الافتاء هو التخصص المبني علي صلاحية العقل وتأهيله لكي يتعامل مع أدلة الشرع المعتبرة والتي تتمحور حول القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة لأن العلماء قد بنوا أحكامهم علي ما استنبطوه من أدلة من القرآن والسنة.
أوضح المفتي أن الاساس في ضبط الفتوي يكون من خلال ضبط الشخص والجهة التي تصدر الفتوي والتي يجب أن يكونا متخصصين وهو ما يعني صلاحية العقل وتأهيله لكي يتعامل مع أدلة الشرع المعتبرة وهذا يتطلب تدريباً خاصاً علي الفتوي لأن تصور الواقع وفهمه أمر أساسي في إصدار الفتوي وإذا لم تنضبط الفتوي في تلك الجزئية لن تكون صحيحة.
موضحا أن أصحاب الأفكار المبعثرة والشاذة أرادوا أن يأخذوا الكثير من المصطلحات الشريفة المستقر عليها في فهم المسلمين إلي معني بعيد عن سياقها وقواعدها مثل مصطلح الجهاد الذي اختزلوه في القتال والحرب. علي الرغم من أن هذا المعني الذي جاء في قوله تعالي: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" يشمل جميع مناحي الحياة والتي منها العلم الذي يعد قوة لا يستهان بها وبدونه لا تتقدم أي أمة لأنه سلاح الأمم المتقدمة.
ووجه مفتي الجمهورية حديثه لطلاب جامعة الأزهر قائلاً: أنتم تتحملون مسئولية كبيرة ستدركونها فيما بعد لحماية منهجية الأزهر الشريف ونحن نعول كثيراً عليكم لأخذ هذا البلد إلي مصاف الدول المتقدمة مشيرا أن تاريخ الأزهر هو خير شاهد علي عبقرية هذا الصرح العلمي الذي لم يكتف بتعليم أبناء مصر وحدها وإنما علم الدنيا بأكملها فهو صرح علمي كبير خالد عبر ما يزيد عن ألف عام وعلماء الأزهر الشريف هم خير شاهد علي عبقرية هذا الصرح الكبير والذين يجوبون بقاع الأرض كلها لتعليم الناس دينهم السمح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.