بنظرة سريعة علي أسماء وقوائم المرشحين لانتخابات البرلمان القادم يتأكد ان المصريين دائماً وأبداً قادرون علي صنع المعجزات حيث نجحوا في هذه الفترة العصيبة من تاريخ الوطن في إعادة عجلة الزمن للوراء علي عكس نواميس الكون. هذا البرلمان الذي طال انتظاره لأكثر من عامين نجح في إعادة الزمن لخمس سنوات ماضية من خلال أعضاء ونجوم برلمان 2010 من رجال المال والأعمال الفاسدين الذين استحلوا لأنفسهم أموال وثروات هذا البلد والمثير للدهشة هذا الظهور المكثف لهؤلاء النواب علي كافة وسائل الإعلام ليتحدثوا عن تاريخهم البرلماني وخدماتهم الجليلة لدوائرهم وهم علي ثقة من ضعف ذاكرة الشعب المصري. في نفس الوقت اختفي تماماً شباب ثورة 25 يناير وأهدافها من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية ولاحقتهم الاتهامات بالعمالة والخيانة ليصل الأمر بكثير منهم خلف القضبان. حتي الأحزاب التي تحسب نفسها علي ثورة يناير تجاهلت الشباب تماماً ولا أتحدث عن برامج للتأهيل وبناء الكوادر السياسية بين الشباب فهذه أشياء ليس لها وجود لا في أحزاب جديدة ولا حتي الأحزاب القديمة التي كان لها تاريخ عريق في النضال السياسي تخلت عن مبادئها وأيديولوجياتها السياسية وأعلنت بكل صراحة انها علي استعداد لكي تبيع كل شئ في سبيل الوصول للبرلمان. أما عن مهازل هذه الانتخابات فحدث ولا حرج وكأنه سوق للنخاسة يعرض فيه النائب نفسه لمن يشتري ويدفع أكثر فهذا مرشح يعرض نفسه بما يملك من نفوذ وسطوة وبلطجة وآخر يعتمد علي اسم عائلته وثالث يتباهي بقربه من صناع القرار ورابع يراهن علي ظهوره المكثف في الفضائيات وغيرهم كثيرون المهم انهم جميعاً علي أتم استعداد لتغيير مبادئهم وانتماءاتهم السياسية كما يغيرون ملابسهم. نعود للشعب المصري المغلوب علي أمره هل يستجيب لكذب وادعاء النواب الفاسدين الذين طالما استغلوا حاجته لمتطلبات الحياة العاجلة والتي لا تزال قائمة بل ربما تزايدت حدتها أم يعود لسابق عهده بالانسحاب والسلبية والإحجام عن المشاركة لتعود البرلمانات المزيفة لتسود الحياة السياسية في مصر.