أكد السفير المصري لدي بكين الدكتور مجدي عامر ان زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لبكين التي تبدأ اليوم "الثلاثاء" لحضور احتفالات الصين بالذكري ال 70 للانتصار في الحرب العالمية الثانية تعد الثانية في غضون أقل من عام. مما يبرهن علي متانة وقوة العلاقات المصرية - الصينية ويعكس مدي تميزها. وقال السفير المصري خلال مقابلة خاصة اجرتها معه وكالة انباء "شينخوا" مؤخرا ان الرئيس السيسي سيلتقي خلال زيارته الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ حيث ستشهد المحادثات الثنائية مع القيادة الصينية بحث العلاقات بين البلدين في شتي المجالات وكذا القضايا الدولية الهامة مثل سوريا واليمن وليبيا والأوضاع في آسيا بوجه عام وقضيتي الأمن الاقليمي ومكافحة الإرهاب. وأضاف ان التوقيع خلال زيارة السيسي الأولي للصين في ديسمبر 2014 علي وثيقة الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلي شراكة استراتيجية شاملة اعطي من ناحية زخما كبيرا للتنسيق بين البلدين في جميع الموضوعات السياسية واسهم من ناحية أخري في تقوية التعاون الاقتصادي الذي سيشهد في الفترة القادمة طفرة كبيرة تتمثل في اقامة مشروعات صينية عديدة في مصر ولاسيما في اطار خطة تنمية منطقة قناة السويس منوها إلي أهمية لقاء السيسي بمجتمع رجال الأعمال والشركات الصينية الكبري خلال زيارته المرتقبة. ولدي وصفه العرض العسكري المقرر اقامته في العاصمة الصينية بمناسبة مرور 70 عاما علي النصر في الحرب العالمية الثانية بأنه يمثل اهمية خاصة. شدد مجدي عامر علي مشاركة الجيش المصري بفرقة مؤلفة من حوالي 85 فردا في هذا العرض الضخم الذي ستقيمه الصين في الثالث من سبتمبر يعد أول مشاركة من نوعها للجيش المصري خارج نطاق الدول العربية. وتابع بقوله ان هذه المشاركة تأتي انطلاقا من كون مصر من الدول الرئيسية التي شاركت في الحرب العالمية الثانية ومن المنتصرين فيها ومدينة العلمين بشمال مصر والتي دارت علي أرضها معارك كبري خلال هذه الحرب تعد شاهدا علي ذلك لذا تحرص مصر علي المشاركة في احتفالات ذكري النصر مستشهدا بحضور الرئيس السيسي للاحتفالات التي اقيمت في موسكو في مايو الماضي في هذا الاطار. وعلاوة علي ذلك شدد مجدي عامر علي ان مشاركة مصر في العرض تنبع من رغبة الجيش المصري الذي خاض معارك في الحرب العالمية الثانية رغبته في تقاسم الصين الاحتفال بذكري الحرب وتؤكد بشدة ايضا عمق العلاقات المصرية - الصينية ونموها بوتيرة سريعة في هذه الفترة. ويتوقع السفير المصري ان يكون العرض العسكري الذي سيقام في ميدان تيانانمن الميدان السماوي بوسط بكين مبهرا وضخما بما يتناسب مع ثقل هذه المناسبة ومع حجم الصين كدولة عظمي وثاني أكبر اقتصاد في العالم. وحول التعاون المصري - الصيني في اطار مبارة "الحزام والطريق" الصينية الطموحة أوضح مجدي عامر ان موقع مصر الاستراتيجي يجعلها نقطة ارتكاز مهمة علي هذا الطريق مشيرا إلي انه خلال زيارة الرئيس السيسي الأولي للصين تم التوقيع علي أكثر من 20 مذكرة تفاهم لاقامة مشروعات صينية في مصر وستنطلق الآن مرحلة بدء تجسيد هذه المشروعات علي أرض الواقع في مجالات عدة من بينها السكك الحديدية والطاقة والزراعة. واستطرد قائلا ان المرحلة التالية التي ستأتي قريبا وذات صلة وثيقة بمبادرة "الحزم والطريق" تكمن في مشروعات تنمية منطقة قناة السويس التي ستقام بعدما افتتح مشروع قناة السويس الجديدة العملاق مؤخرا لافتا إلي وجود اهتمام بالغ من الشركات الصينية بالمشاركة في هذه المشروعات ومتوقعا اقبالا كبيرا منها عند الاعلان عن المشروعات وهو ما سيشكل تطورا مستقبليا مهما في العلاقات الثنائية في اطار المبادرة الصينية. وحول البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية التي انضمت إليه مصر كعضو مؤسس قال السفير المصري انه في اطار اهتمام البنك بمشروعات التكامل الاقليمي عبر تعزيز شبكة المواصلات بين الدول والمناطق من خلال فتح خطوط طيران وتشييد خطوط سكك حديدية وبناء طرق وغيرها تأتي قناة السويس من بين أكبر المشروعات التي تدخل في اطار هذا الترابط البيني بين آسيا وبقية انحاء العالم ومن ثم يبدي البنك اهتماما بالاستثمار مستقبلا في منطقة قناة السويس لأن ذلك سيخدم آسيا بوجه خاص والعالم بوجه عام.