بأي حق.. تشترط وتقترح.. تطالب وتنادي.. وتحاول فرض الوصاية؟!.. من أين لها القوة والتأثير.. حتي تنتقد وتحاسب.. بل وتضع معايير التقييم وتحدد مقاييس الأداء!!.. وما المنطق الذي يدفعها تتحدث نيابة عن أناس.. لا هم أوكلوا اليها الأمر.. ولا حددوا لها متطلباتهم واحتياجاتهم.. ولا حتي لديهم أدني معلومة عمن يتحدث باسمهم!! فعلا.. حالها غريب.. فمعظم الأحزاب المصرية.. ان لم يكن جميعها.. ليس لها أدني وجود في الشارع المصري.. وكيانها عبارة عن رئيس وهيئة مكتب ومقر لا تزيد مساحته علي حجرة.. وكلها تعاني أمراضا واحدة.. تتلخص في هشاشة التأسيس.. وانعدام الشعبية وضعف الكوادر.. وعلي الرغم من أن عددها اقترب من المائة.. الا ان مجموع المنضمين اليها لا يتجاوز نصف مليون عضو.. في بلد يتخطي عدد سكانه ال 90 مليون نسمة..!! اذا كان لديها برامج وأهداف.. فغالبا علي الورق فقط.. أما الواقع والظروف الراهنة فلا تمت له بأي صلة.. دائما ترسم الأحلام الوردية.. وتقدم الوعود الخيالية.. بعد أن تشوه الانجازات والمكتسبات.. وفي نفس الوقت تعجز عن تقديم حل واحد لاحدي قضايا الوطن الملحة.. وتقتصر القدرة علي وضع مقترحات بديلة لأي مشكلة مزمنة تحاول الحكومة اقتحامها وفك طلاسمها..!! يكتفي قادتها بالفرجة والنقد والتجريح.. يتحدثون بطلاقة ولا يفعلون.. يقترحون بإسهاب ولا يطبقون.. يهاجمون بلا منطق.. يعارضون دون سند.. يتفوقون في التراشق والجدال.. ويخفقون في الحوار البناء.. والنقاش الهادف..!! هوايتهم الصراع والنزاع.. فلا يوجد حزب الا وتمزقه الخلافات.. وتقطع أوصاله "الفتنة".. فضلا عن أن أغلب القيادات الحزبية تتسابق وتتباري وتقدم الدرس العملي في كيفية التنكيل بالخصم.. والتسفيه من المنافس.. كل هذا من أجل الاستئثار بالسلطة.. والاحتفاظ بالنفوذ.. وتصفية كل من يتجرأ ويحاول الاقتراب من "كرسي" القيادة!! يعشقون الجلوس أمام الكاميرات.. وتصدر الصفوف في أي احتفال أو مناسبة.. يتظاهرون بالوطنية. يتشدقون بالديمقراطية.. يتمسحون في الحرية.. هدفهم الأول والأخير.. تحقيق المآرب الذاتية.. والأهواء الشخصية.. ولو علي حساب المصالح القومية..!! إذن.. كيف تتحقق القائمة الموحدة لكافة الأحزاب والقوي السياسية.. التي ستشارك في انتخابات البرلمان..؟!!.. بينما العراك والصدام والتشتت ينخر في الأركان والمقرات.. ويهد كيان معظم الأحزاب؟!. أبدا.. لن يلقوا بالخلافات جانبا.. ولن يعرفوا الطريق الي التوحد في قائمة وطنية.. لأن المآرب متعارضة.. والأهداف متصادمة.. والأهواء الشخصية أعلي تأثيرا وأكثر سيطرة من العقل والحكمة.. والتطلع الي السلطة والجاه.. أهم من التكاتف والتماسك والاصطفاف.. والأنا والنرجسية.. أقوي وأجدي لديهم.. من الايثار والغيرية!!! لقد اثبتوها قولا وعملا.. "لا أمل في النخبة والأحزاب".. فقد انكشف الأداء.. وظهرت النوايا.. وانتشرت المعارك.. وتوالت المآسي.. وبالتالي يستلزم الأمر الاعتماد علي "المواطن" وحده.. بعد اطلاعه علي الحقائق.. والمامه بالصورة كاملة.. لكي يختار بوعيه العالي. وعقله الراجح. ويده النظيفة.. من يمثله تحت قبلة البرلمان.. بعيدا عن عشاق المظهرية.. ودعاة الوطنية.. وهواة "شق الصف"..!!!