سيناء تلك البقعة الغالية من الوطن التي تستحق منا كل عناية ورعاية وتعمير تبلغ مساحتها 60 ألف كم2 أكبر من فلسطين ومن دلتا النيل وتشكل مفرزة متقدمة لمصر لصد وردع التهديدات التي تأتي من الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي لمصر ويجب ألا تظل خالية هكذا رغم ما بها من موارد هائلة. وطبوغرافية سيناء معروفة للمتخصصين في مصر من رجال الموارد المائية والري والباحثين عن كنوز المعادن وعن السياحة وعن الزراعة سواء علي الأمطار والسيول أو علي ترعة السلام. هضبة التيه تغطي محافظة جنوبسيناء ويقل الارتفاع تدريجيا كلما اتجهنا شمالا للبحر حتي تصل أرضها إلي منسوب البحر وهو الصفر. من هضبة التيه تبدأ روافد وادي العريش في الانحدار شمالا وتتلاقي عند التمد ونخل وبئر تمادا وتلتقي هذه الروافد عند جبل الحزم وعند طلعة البدن مع الروافد القادمة من جبال الحدود الدولية وتستمر الروافد في التجمع حتي شمال جبل ضلفة حيث يقع بالقرب منه سد الروافعة أقدم وأكبر السدود في سيناء وفي وادي العريش. وتبلغ مساحة حوض وادي العريش حوالي 20 ألف كم2 تتجمع فيها السيول والأمطار وتتجه شمالا لتصب عند العريش هذا الوادي تجمعت فيه يوم 17/1/2010 كمية تبلغ 200 مليون م3 بحساب معدلات المطر والمساحة ولم يقو سد الروافعة القديم والمهمل علي تحمل هذه الأمطار والسيول وعبرت المياه من فوقه لتجد طريقها للعريش وتقسمها إلي نصفين وتهدم المباني الحديثة في مجري السيل. ويغذي وادي حريضين ووادي الأزارق القادمين من الحدود المجري المتجه شمالا للعريش ويزيد من المياه المتدفقة إليها. كمية الأمطار الهائلة التي تقع في وادي العريش والوديان الفرعية الأخري التي يصب بعضها في خليج العقبة والبعض الآخر في خليج السويس تحتاج إلي دراسة متعمقة لاختيار أماكن السدود اللازمة لحجز هذه المياه وتخزينها والاستفادة بها في تعمير وتنمية سيناء وليس لمجرد التخلص من هذه المياه أو الوقاية منها ومن المعروف أن متوسط المطر السنوي علي وادي العريش يتراوح من 50 - 150مم في السنة. ويمكن إنشاء سلسلة سدود وبحيرات خلفها آخرها شمالا سد الروافعة وتكون هذه السدود مرتبطة بشبكة قنوات ومناطق زراعية وعمرانية حولها وتصب في البحر المتوسط بطريقة آمنة. وسد الروافعة موجود منذ حوالي 60 عاما ولكن لا تجري عليه أية صيانة أو تقوية رغم أن قطرة الماء الآن تساوي وزنها ذهبا بدلا من إهدارها إلي البحر المتوسط ومن الروافعة يجب إعداد قناة حتي البحر تمر وسط مدينة العريش بطريقة حضارية ومنسقة مع العمران ويجب إعادة بناء هذا السد من الأحجار أو الخرسانة المسلحة مع وجود بوابات لفتحها وغلقها عند اللزوم وللتحكم في المياه. ومن البديهي أنه يجب تجهيز كل طرق سيناء بالبرابخ التي تعبر بمياه الأمطار من تحت الطريق بدلا من أخذ مجراها الطبيعي والعبور فوق الطريق وقطعه بعد ذلك. ومن البديهي أيضا أنه يجب تحديث الخرائط المساحية والكنتورية لسيناء مع خرائط لصلاحية التربة للزراعة والاستصلاح وإنشاء الطرق. ويجب التشديد علي عدم البناء في مجاري السيول مهما كان السبب لأنه لا يمكن مقاومة الطبوغرافيا والطبيعة في مساحة هائلة مثل سيناء وقد فطن لذلك سكان مطروح فليس هناك بيت واحد مبني في مخرات السيول أو مجاري الوديان.