** سادت في السينما المصرية هوجة لأفلام تخاطب غرائز الجمهور وخرج منتجوها يدافعون عنها بعبارة "الجمهور عايز كده" وهي العبارة التي أدت إلي تدني مستوي الأفلام فنياً وأتاحت الفرصة لظهور نوعية أفلام السبكي التي تحقق الإيرادات وتدمر الذوق العام. ** الغريب أن ينتقل هذا المفهوم للإعلام وتحديداً في برامج التوك شو الفضائية والتي يتحكم بشكل كبير في موضوعاتها وسائل التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر وغيرها ليتحول الإعلام من قائد وموجه ومؤثر في الرأي العام إلي منقاد يخاطب ود مجموعة معينة وفئة محدودة من الشعب المصري هي التي تجيد التعامل مع تلك الوسائل وتمتلك من الوقت والمال ما يمكنها من الجلوس علي الفيس 24 ساعة يومياً والغريب أن يتعامل الإعلام معهم عي أنهم الجمهور المصري بكل طبقاته وفئاته ليصبح ما يثار في إطارها هو المحرك للأحداث ويكفي عمل هاشتاج ضد وزير معين أو مسئول ما لإقالته من منصبه في غمضة عين أو عمل هاشتاج حول موضوع محدد أو عنوان مثير سواء كان صحيحاً أم خطأ ليتدافع جمهور الفيس نحوه ويلهث للمشاركة في هذا الهاشتاج ومن خلفه الإعلام الذي تأثر بشكل كبير بثقافة الهاشتاج فراحت برامج التوك شو تضع الهاشتاج لمضمون حلقتها علي الشاشة أملاً في جذب المزيد من المشاركات والتعليقات معتقدين أنه كلما زادت تلك المشاركات علي الهاشتاج كانت نسبة المتابعة أكبر وهو ما يصب في مصلحة مقدم البرنامج الذي يسعي لجني الإعلانات ويقنع نفسه ومن حوله بأنه أصبح مؤثراً في الرأي العام وكلها طبعاً أشياء غير علمية أو مدروسة لأن جمهور الهاشتاج ليس المعبر الحقيقي عن رأي جموع المشاهدين مع الوضع في الاعتبار التفاوت الثقافي والاجتماعي والفكري والمعتقدات والرؤي فهناك من يشارك بقصد السخرية أو التسلية وهناك من يشارك بجدية وهناك من يطلق آراء لا يؤمن بها ولكن من أجل الفرقعة والسباحة ضد التيار وطبعاً كلها عوامل تخرج نتائج الهاشتاج عن الموضوعية والتعبير الحقيقي لاتجاهات الجماهير. ** فهل من المنطقي عندما يتناول برنامج ممكن موضوعا عن الصحافة المصرية وبالمناسبة هو نفس عنوان الهاشتاج الذي اتخذته الحلقة عنواناً لها أن ينقل مقدم البرنامج خيري رمضان تعليقات وردت إليه علي الفيس وكلها تجاوز ضد الصحافة واتهامات غير موضوعية وفيها خلط غريب بين ما تقوم به الصحافة الورقية والتي مازالت تحتفظ بتقاليد راسخة ولم تتأثر بهوجة الإنفلات السائدة في الفضائيات بل مازالت الصحافة تقود الرأي العام وتعبر إلي حد ما عن آراء كل فئات المجتمع دون التحيز لفئة الهاشتاج أو أي فئة علي حساب الأخرين. ** شعرت من متابعة الحلقة بأنها هجوم علي الصحافة ومحاولة اقحامها في خطايا ما تمارسه بعض القنوات الخاصة نقلاً عن مواقع مجهولة الهوية تنشر الخبر وتكذبه بعد دقائق أكثر منها مناقشة موضوعية للصحافة المصرية الآن ومشاكلها ومعوقاتها وما تحتاجه للارتقاء بدورها. ** عموماً نأمل أن يعود الإعلام الفضائي لدوره الحقيقي في أن يقود وينقل نبض الواقع الحقيقي دون الاستسهال والاعتماد علي مشاركات جمهور الهاشتاج. ** آفة ماسبيرو في ثلاث كلمات هي لجنة ودورة ولائحة فعندما تختفي اللجان وتكون الدورات التدريبية للارتقاء بمستوي الأداء وليست لمجرد الترقي فقط وعندما تختفي اللائحة التي تساوي بين من يعمل ولا يعمل ساعتها سيتخلص ماسبيرو من مشاكله. ** مش عارف هنصوم رمضان إزاي وسط هذا الكم من المسلسلات بعد أن تحول شهر العبادات إلي شهر المسلسلات.