أسعدني كما أسعد كثيرين اهتمام وزارة التربية والتعليم وعلي رأسها الدكتور محب الرافعي الوزير المختص بضرورة تعديل المناهج التعليمية بداية من الحضانة وحتي نهاية المرحلة الثانوية لقد قام السيد الوزير باجتماع العديد من اللجان لتنقيح وتعديل المناهج لجميع المراحل العمرية. ولكن للأسف نري أن جميع المسئولين في إدارة المناهج التعليمية تنظر للمتعلم من الأطفال والكبار علي أنهم عقل فقط وليس لهم أبدان وكثيراً ما يتساءل الآباء والمدرسون لماذا يكره الأطفال المدرسة؟ ولكي نجاوب علي هذا السؤال نسأل سؤالاً آخر.. ما هو دور معلم التربية البدنية الذي أنشئ له في العديد من المحافظات كليات لتخريج معلم ومعلمة التربية البدنية؟ وكيف يمكن بناء أجساد ابنائنا من خلال دروس الرياضيات واللغات والفيزياء والكيمياء؟ كثيرون من دول العالم المتحضر والذينيحتلون المراكز الأولي في إعداد وتربية أجيال الأطفال والشباب ليهتموا بدروس التربية البدنية. والذي من خلاله يتعلم الطفل المشي والجري والقفز.. الخ ومن خلال هذا اللعب يتم تربيته علي حب الوطن وحب مدرسته نظيفة والتعاون الخلاق مع زملائه في الدراسة وفي تحسين أجسادهم وصحتهم. ويحضرني هنا عندما كنت مراسلاً للجمهورية في ألمانيا وأري كيف يتعلم طفل الحضانة معاملة الحيوان من خلال زيارته لأماكن تربية الحيوانات الأليفة وكذلك يتعلم احترام اشارات المرور من خلال درس التربية البدنية فيتعلم كيف يقف عندما تكون اشارة المرور حمراء.. أيضاً يتعلم الأطفال الصغار علي نظافة الشارع. ان دروس التربية البدنية هامة جداً في مرحلة تعديل المناهج.. وكثيراً ما قامت كليات التربية الرياضية بعمل مؤتمرات علمية تؤكد من خلالها ضرورة الاهتمام بوضع مناهج للتربية البدنية ووضع أساليب للعمل علي تحسين لياقة أبدان أطفالنا وشبابنا ليكونوا الدرع الواقية لحماية مصر وأساليب تقييم مدرس التربية البدنية بطرق موضوعية. إن ما نشاهده من قلة لياقة الشباب الملتحقين بالكليات العسكرية بعد الثانوية العامة لدليل علي ضعف البنية الجسدية لأبنائنا.. أننا نري ان هناك فرقاً كبيراً بين أطفالنا في المرحلة الابتدائية وأطفال الدول الأخري التي تهتم ببناء أجساد الأطفال كما يهتمون بعقولهم. ان الطفل الصغير في المدرسة الابتدائية يحب اللعب والجري والقفز والسباحة كذلك طفل المرحلة الاعدادية والثانوية لابد ان يجد له فرصة لممارسة الرياضة والبعد عن السعي وراء الدروس الخصوصية للمواد العلمية بما يؤثر علي صحة وبناء أجسادهم. نحن نتمني من الدكتور محب وزير التربية والتعليم الاهتمام بدروس التربية البدنية للبنين والبنات منذ نعومة أظافرهم حتي الانتهاء من مرحلة التعليم الثانوي وكذلك لابد من تشجيع طلاب الجامعات علي الاهتمام بالتربية البدنية حتي لا ينزلقوا إلي طرق غير سوية. فالحركة المقننة والعلمية المستمرة طوال فترة التعليم قبل الجامعي واجب وطني لاعداد شبابنا من الناحية الصحية والعلمية.