احتفل السينمائيون هذا الأسبوع بعيد الميلاد الثمانين للمخرج الكبير هاشم النحاس متعه الله بالصحة وهو واحد من الرموز السينمائية بالنسبة لجيلنا والأجيال القادمة. دخل السينما من باب "ندوة الفيلم المختار" في خمسينيات القرن الماضي مع الأديب الراحل يحيي حقي. لذلك فإن هاشم النحاس دخل السينما من باب الثقافة وهو خريج قسم الفلسفة بكلية الآداب عام 1956 وفي سنة تخرجه يقوم بترجمة كتاب "كيف تعمل المؤثرات السينمائية". قادته الثقافة السينمائية إلي تأسيس جمعية الفيلم عام 1960 مع أستاذنا الكبير أحمد الحضري ومجموعة من شباب تلك الفترة. وقدم للمكتبة السينمائية مجموعة كبيرة من الكتب منها كتاب "يوميات فيلم" الفريد من نوعه في المكتبة العربية يكتب يومياً كواليس إعداد وتصوير فيلم "القاهرة 30" للمخرج الراحل صلاح أبوسيف عن رواية للأديب صاحب نوبل نجيب محفوظ ومن يومها ارتبط بصداقة كبيرة بهذين العملاقين كل في مجاله. وقدم كتاب نجيب محفوظ علي الشاشة في أكثر من طبعة وكتاباً آخر لحواراته مع صلاح أبوسيف. ويتجه هاشم النحاس إلي إخراج الأفلام التسجيلية بعد بدايته الرائعة مع الثقافة السينمائية. فأصبح نموذجاً للمخرج المثقف وقدم فيلمه الشهير "النيل أرزاق" الذي أتمني أن يكون مقرراً علي طلاب المدارس خاصة في هذه الأيام التي نكافح فيها من أجل حقنا في مياه هذا النهر العظيم الذي لولاه ما كانت مصر. وقد اختار مهرجان كليرمون فيران فيلم "النيل أرزاق" كواحد من أفضل 100 فيلم تسجيلي في العالم وهو من إنتاج عام 1972 واستطاع أن يصمد في الذاكرة حتي اليوم. ووصل عدد الأفلام التي أخرجها النحاس إلي 41 فيلماً وحصل علي 18 جائزة مصرية وعالمية. وعندما يكتب هاشم النحاس عن أحد الأفلام الروائية أو التسجيلية تظهر بوضوح ثقافته وخبرته الطويلة بأسلوب لا تقل فائدته عن مشاهدة الفيلم ذاته. تحية للمخرج والمثقف الكبير هاشم النحاس في عيد ميلاده ونتمني أن تعيد سلسلة "آفاق السينما" طبع كتبه التي نفدت وأن يعرض التليفزيون أفلامه للأجيال الجديدة.