بترقب وحذر ينتظر الشارع المصري بدء انتخابات مجلس النواب التي يفصلنا عن إقامتها أسابيع قليلة.. وإلي جانب أهمية الانتخابات التي تمثل أهمية خاصة لاستكمال "خارطة الطريق" التي حددها المصريون والجديد والقديم في هذا الأمر محاولة الفنانين اقتناص مقاعد تحت قبة البرلمان فقد حصل عدد من الفنانين علي لقب "البرلماني" في عدة دورات سابقة. القائمة ضمت عددًا من أشهر نجوم الفن سواء في مجلس الشعب أو الشوري. وكان الفنان حسين صدقي من أوائل الفنانين الذين خاضوا انتخابات مجلس الأمة عام 1961 بعد أن وافق علي الترشح لعضوية المجلس بعد اعتزاله الفن بناء علي طلب من أبناء منطقته إلا أن المجلس تم حله بعد عام واحد فقط. ليعتزل صدقي الحياة السياسية أيضا. الراحلة فايدة كامل كانت أشهر فنانة حصلت علي لقب "البرلمانية" والتي ترأست لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الشعب وترشحت عن دائرة حي الخليفة بالقاهرة عن الحزب الوطني المنحل لعدة دورات. ورغم النجاحات التي حققتها فايدة كمطربة بدءا من الخمسينيات حتي السبعينيات إلا أنها فضلت التوقف واعتزال الحياة الفنية والتفرغ تماما للبرلمان والعمل السياسي والتحاقها في أمانة المرأة في الحزب المنحل. وفايدة كانت أول فنانة تنال عضوية مجلس الشعب لتحتفظ بلقب النائبة طوال 34 عاما قضتهم تحت قبة مجلس الشعب بعد فوزها بأول انتخابات نواب عام 1971 عن دائرة حي الخليفة بحصولها علي حوالي 93% من جملة الناخبين لتستمر بعدها في عضوية المجلس حتي عام .2005 وإلي جانب عدد من الأعمال الفنية الناجحة في السينما والتليفزيون والمسرح مارس الفنان حمدي أحمد العمل السياسي بعد انتخابه عضوا بمجلس الشعب عام 1979 عن دائرة بولاق بالقاهرة عن حزب العمل الاشتراكي لدورة واحدة من 1979 إلي 1984 ويفتخر بها الفنان القدير التجربة ليؤكد في أحد تصريحاته أنه دخل البرلمان سياسيا وخرج منه ممثلا. مجلس الشوري وإلي جانب مشاركة الفنانين في مجلس الشعب كان هناك عدد آخر من الفنانين الذين انضموا إلي مجلس الشوري والذي حاول النظام السابق إثبات وجود الفنانين فيه لتعويض المشاركة الضعيفة لهم في مجلس الشعب فمنذ إنشاء مجلس الشوري عام 1980 أصبح هو المكان الأنسب للاحتفاء بالفنانين ليكون الفنان محمود المليجي هو أول فنان يتم تعيينه من قبل الرئيس الراحل أنور السادات بعد أن تم تعيينه في نفس عام إنشائه ليصبح بذلك هو أول فنان يشارك في مجلس الشوري ليكون بذلك هو رائد الفنانين في مجلس الشوري ليظل عضوا به لثلاث سنوات كاملة حتي وفاته عام .1983 الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب هو ثاني شخصية فنية تحظي بمقعد داخل مجلس الشوري خاصة أنه كان علي علاقة بعدد كبير من السياسيين.. كما كانت تربطه علاقة قوية بالرئيس السادات الذي منحه رتبة اللواء الشرفية عام 1979 ليقود الأوركسترا بعزف السلام الوطني مرتديا البدلة العسكرية.. فبعد رحيل محمود المليجي وقع الاختيار من الرئيس الأسبق مبارك علي الموسيقار الراحل خلفا للمليجي في مجلس الشوري ليتم تعيينه عام .1983 وإلي جانب مشوارها الفني الكبير بما لها من شعبية جماهيرية كانت القديرة أمينة رزق هي أول فنانة تدخل مجلس الشوري كعضوة عام ..1991 ليقع عليها الاختيار من نظام الرئيس الأسبق كنوع من أنواع التكريم لمشوارها الفني إلا أنها استطاعت أن تلعب دورا مؤثرا بالمجلس لتكون مشاكل الناس علي أولويات موضوعاتها واهتمت بالتشريعات الخاصة بتجارة المخدرات والعقوبات التي توقع علي المدمنين وقضايا المرأة والأحوال الشخصية والفنية كما قدمت استجوابا لوزير الثقافة وقتها فاروق حسني عن حالة المسرح المصري التي رأت أنه تراجع عن دوره وأصبح يصدر الفن الهابط. الفنانة الكبيرة مديحة يسري اقتنصت أيضا عضوية مجلس الشوري بعد تعيينها عام 1998 لتشارك في أكثر من لجنة داخل المجلس مثل لجنتي الآثار والإعلام كما كانت السينما علي رأس أولوياتها دائما وهو ما ظهر في اقتراحاتها داخل المجلس بإنشاء قسم لفنون السينما داخل مكتبة الإسكندرية وإنشاء بنك يدعم السينما المصرية وتكاليفها الباهظة لتستكمل الحياة السياسية أيضا بانضمامها لعدد من الجمعيات الخيرية إلي جانب مجلس الشوري وحضورها لعدد من المناقشات السياسية طوال عضويتها داخل المجلس. ثورة يناير وفي أعقاب ثورة 25 يناير ظهرت المشاركة السياسية لعدد كبير من الفنانين سواء مؤيدين كانوا للنظام السابق أو معارضين له أمثال عمرو واكد وخالد النبوي وخالد الصاوي وعمرو مصطفي وطلعت زكريا إلا أنهم فضلوا الابتعاد عن خوض انتخابات مجلس الشعب لعام 2012 ليترشح عدد قليل من الفنانين كان علي رأسهم الفنانة تيسير فهمي مؤسسة حزب المساواة والتنمية والفنانة هند عاكف التي خاضت الانتخابات ضمن قائمة حزب مصر القومي.. والفنان سامح يسري الذي ترشح كنائب مستقل عن دائرة مصر الجديدة. ومع اقتراب إجراء انتخابات مجلس الشعب لعام 2015 أعلن عدد من الفنانين اعتزامهم الترشح للدورة القادمة للمجلس جاء علي رأس القائمة المخرج خالد يوسف الذي أعلن أنه سيترشح للبرلمان عن دائرة كفر شكر بمحافظة القليوبيةمسقط رأسه وجاء قرار ترشح يوسف بعد مشاركته في لجنة إعداد الدستور ليصرح بعدها عن اعتزامه الترشح من واقع إيمانه بثورتي 25 يناير و30 يونيو وأنه لن تسطيع الثورة تحقيق أهدافها إلا ببرلمان قوي يضم من آمن بثورتي الشعب المصري. الفنان محمود قابيل أعلن أيضا اعزامه الترشح في الانتخابات البرلمانية القادمة ليحاول بذلك تمثيل المصريين بالخارج خاصة بعد اختيار الاتحاد الأوروبي للجاليات المصرية الشهر الماضي ليكون ممثلا للمصريين بالخارج ويؤكد قابيل بأنه قد حان الوقت ليكون هناك ممثلا للمصريين في الخارج تحت قبة البرلمان منتظرا بدء الإجراءات لتقديم أوراق ترشحه. الفنان حمدي الوزير قرر هو الآخر خوض الانتخابات البرلمانية عن دائرة المناخ ببورسعيد مؤكدا أنه مشاركته في الانتخابات القادمة تأتي مساهمة منه في بناء مستقبل مصر ومساعدة أبناء دائرته وأن يكون ممثلا للفنانين داخل المجلس. أما سما المصري فهي آخر فنانة تعلن نيتها للترشح في الانتخابات القادمة لتخلق حالة من الجدل خاصة بعد عدد من التصريحات لها عن نيتها إنشاء حزب جديد الهدف منه مناقشة الحريات التي يجب أن يتمتع بها المواطن المصري وأعلنت سما عن نيتها الترشح عن دائرة الأزبكية وأنها لن تكون ممثلة لأبناء دائرتها فقط وإنما ستهتم بالقضايا الفنية التي تري أنها ثروة مصر الحقيقية التي يجب استغلالها.