أعاد خبر مشاركة الرئيس الشيشاني الحالي "رمضان قاديروف" في الفيلم الروسي "المشط السحري" إلي الاذهان الحديث عن مدي ارتباط السياسة بعالم الفن الأمر الذي جعل العديد من نجوم السينما أسماء لامعة في عالم السياسة. تدور أحداث الفيلم الذي سيجسد فيه الرئيس الشيشاني دور البطولة إلي جانب عدد من نجوم السينما الروسية حول قصة رجل يجد خوذة سحرية تنقل من يرتديها عبر الزمن. فيقرر البطل العودة إلي الماضي لتبدأ مغامراته المثيرة. وبعيدا عن الشيشان يظل الرئيس "رونالد ريجان" الحاكم الاربعين للولايات المتحدةالأمريكية هو الفنان الاشهر في عالم السياسة. حيث دخل ريجان في عام 1981 البيت الأبيض حاملا معه لقب الرئيس الممثل. وحتي قبل أن يكون الحاكم رقم 33 لولاية كاليفورنيا من عام 1967 إلي عام 1975 كان ريجان يعمل بمجال التمثيل. "النمساوي الاصل" ارنولد شوارزنيجر بطل ادوار الاكشن في الافلام الأمريكية هو الآخر سار علي نفس درب ريجان حيث عمل بالفن لفترة طويلة قبل أن ينتخب في عام 2003 ليكون الحاكم رقم 38 لولاية كاليفورنيا. وفي مصر لم يختلف الأمر كثيرا حيث شهدت الحياة السياسية منذ مطلع السبعينيات مشاركة واسعة من نجوم الفن في الحياة السياسية بدأها الفنان القدير محمود المليجي حيث كان ضمن أعضاء مجلس الشوري الذين اختارهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات كانت تلك هي الاولي من نوعها لاختيار فنانين لعضوية أحد مجلسي البرلمان. وبعد رحيل المليجي تم اختيار موسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب ليحل محله واستطاع الموسيقار الراحل أن يترك بصمة واضحة حيث كان دائم الحضور ولم يمنعه عن ذلك سوي مرض أيامه الاخيرة. بل انه كان صاحب مقولة شهيرة وهي ان الفنان إذا لم يكن فنانا فمن الممكن أن يكون سياسيا. وعقب وفاة موسيقار الاجيال تم اختيار الفنانة أمينة رزق واهتمت طوال عضويتها بالتشريعات الخاصة بالضريبة الموحدة وتجارة المخدرات والعقوبات التي توقع علي المدمنين وكذلك قضايا المرأة والاحوال الشخصية والفنية. حتي أنها قدمت استجوابا ذات مرة لوزير الثقافة وقتها فاروق حسني عن حالة المسرح المصري الذي اصبح لا يصدر الفن الراقي للخارج بل يصدر الفنون الشعبية وكأن بلدنا بلد "رقص" علي حد قولها. وبعد سبع سنوات من عضوية أمينة رزق جاءت الفنانة مديحة يسري التي اعتبرت هذا المنصب اكبر جائزة بحياتها. وحرصت من خلال وجودها في المجلس علي المشاركة بأكثر من لجنة مثل لجنتي الآثار والإعلام. كما حفلت احاديثها بأهمية الاهتمام بالسينما. فاقترحت إنشاء قسم لفنون السينما داخل مكتبة الإسكندرية وقسم آخر للقصائد والأغاني وإنشاء بنك يدعم السينما المصرية وتكاليفها الباهظة. ولم تخرج الفنانة فايدة كامل زوجة وزير الداخلية الاسبق النبوي إسماعيل عن قائمة الفنانين المشتغلين بالسياسة حيث اصبحت نائبة مجلس الشعب في عهد الرئيس الراحل أنور السادات لعدة دورات متتالية بعد أن توقفت عن الغناء. وفي مطلع التسعينيات استطاع الموسيقار الراحل كمال الطويل اختراق عالم السياسة حين صار نائبا تحت قبة البرلمان عن حزب الوفد وكان صوتا حقيقيا للمعارضة. وقدم وقتها العديد من الاستجوابات التي شهدت توجيه انتقادات حادة للحكومة. كذلك استطاع الفنان حمدي أحمد النجاح في الانتخابات البرلمانية عن حزب العمل. ورغم ابتعاد العديد من الفنانين عن العمل السياسي بشكل مباشر خاصة مع بداية الألفية الثالثة إلا أن ثورة 25 يناير فتحت الباب أمام كثيرين منهم لطرح أسمائهم علي الساحة السياسية حيث شهدت الانتخابات البرلمانية قبل الاخيرة ترشح العديد من الاسماء أبرزها الفنانة تيسير فهمي التي أعلنت قبل ثلاث سنوات تأسيس حزب المساواة والتنمية مع زوجها المنتج أحمد أبوبكر وترشحت فيه علي مقعد دائرة قصر النيل إلا أن الفشل كان حليفها. وتكرر الأمر مع الفنانة سميرة أحمد عن دائرة باب الشعرية والمطرب مصطفي كامل عن دائرة مصر القديمة والفنانة هند عاكف التي رشحت نفسها عن دائرة جنوبالقاهرة ضمن القائمة التابعة ل "حزب مصر القومي" ولاقت الفشل. كذلك الحال بالنسبة للمطرب سامح يسري الذي ترشح عن دائرة مصر الجديدة إلا أنه لم ينل النجاح المطلوب. وحاليا تحرص بعض الاسماء الفنية علي التواجد علي الساحة السياسية ابرزها إعلان المخرج خالد يوسف عن ترشحه في الانتخابات البرلمانية المقبلة وهو ما دفعه للقيام بجولات متواصلة بمسقط رأسه "كفر شكر" من اجل حسم المقعد لصالحه. كذلك إعلان الفنانة إلهام شاهين نيتها دخول معترك الحياة السياسية خلال الايام المقبلة.