لك الله يا شباب مصر من أبناء هذا الجيل وأجيال الثلاثة عقود السابقة فكثير من الشباب الذين يحلمون بيوم التخرج والاتجاه إلي حمل مسئولية الأسرة والوطن والاندماج في إطار العمل وفقاً لمؤهله أو طموحه أو حتي هوايته يصدم بالواقع الأليم. فكثير من هؤلاء الشباب يجدون ان حديقة العمل الذي يحلمون بها خاوية علي عروشها في أنحاء المؤسسات التي كانت بالماضي تعج بالعمال المؤهلين والمدربين. فأصبحت الآن عبارة عن أعشاش "للبوم والغربان والخارجين علي القانون" في ظل موجة من الاغتيالات الممنهجة لشركات القطاع العام في العقود الأخيرة وهو القطاع العام الذي استوعب كثيراً من شباب مصر في ظل احساس الشباب بالانتماء للوطن. فالقطاع العام استطاع تحمل أعباء كثيرة في فترة الصمود والتحدي ما بين عامي 67 حتي حرب أكتوبر .73 واستطاعت الدولة بفضل دوره الفعال في الجبهة الداخلية. نجده اليوم متهم من أصحاب المصالح بضعف الانتاج وعدم الكفاءة والجودة الانتاجية. وعليه يجب اطلاق رصاصة الرحمة واغتياله بطريقة مهينة وهو "ما يطلق عليه برصاصة الخصخصة" اللعينة التي تبرز فشل هؤلاء من قاموا بإدارته ولم يجدوا بداً بأن يتم بيعه بأرخص الأسعار. بل ولم يكتفوا بذلك ولكن قاموا بتشويهه. إلي أن أصبح عالة علي الدولة ويجب الخلاص منه في أقرب وقت بدلاً من أن ينهضوا بتطويره وتحديثه. وعلي الرغم من ذلك لم يجد شباب مصر فرص العمل المناسبة لهم. ولكن في وظائف معينة محجوزة فيما يسمي ب "أبناء العاملين" داخل بعض مؤسسات الدولة. وهذا المصطلح المسمي بأبناء العاملين هو صورة من صور التوريث الذي استحدثها النظام الأسبق علي المجتمع تكرئيساً لعملية التوريث في كل مجالات العمل حتي أصبح الآن كثيراً من المؤسسات تدار بشكل عائلي. فبدلاً من أن تتوجه لإحدي المؤسسات لانهاء بعض الأعمال يجب عليك أن تتوجه لكبير العائلة الذي يدير هذه المؤسسة. ولك الله يا شباب مصر.