أرسل اليوم "هدية" لا تتكرر كثيرا.. وربما لن تتكرر.. في هذه الأيام.. هدية للتليفزيون.. خاصة للأخ الصديق عصام الأمير الوزير بالنيابة.. فقد قرأت هذا الأسبوع ربما طوال أيام الأسبوع كتابين متتاليين للرجل الريفي الأصيل الذي سافر إلي أمريكا ودرس علم التخطيط علي أعلي مستوي وعاد ليرسم "نهضة مصر".. فحاربه من لا يريد أن يعمل ولا يريد غيره أن يعمل.. انها قصة "تاريخ مصر".. وما يجري وراء الأبواب المغلقة.. يا ريت يستطيع الأخ الصديق عصام الأمير أن يقنع الدكتور كمال الجنزوري بأن يحول كتابيه الرائعين "طريقي.. مع سنوات الحلم.. والصدام.. والعزلة.. رحلة من القرية إلي رئاسة مجلس الوزراء" يحولها إلي أحاديث اسبوعية.. قصة حقيقية بالأسماء والأماكن وكافة التفاصيل أعتقد ان خير من يرويها كاتبها.. لجذب كل مصري يهتم بمصر.. ليسمع ويري قصة مصر خلال الثلاثين عاما مضت.. ومن من؟!! من الذي عاش الأحداث كتبها بكل أخلاقيات القرية علي رأي أنور السادات حاربوه بشراسة ولكن كتابة موضوعية.. لم ينزل إلي مستوي الحارة وظل محافظا علي أخلاق مصر.. أخلاق القرية.. رغم كل ما عاناه. ثم تحت ضغط معظم مثقفي مصر ألف الكتاب الثاني عن مشروعاته العملاقة التي سد الرجل الطريق أمامها وهو كتاب "مصر والتنمية" فيه التفاصيل للمشروعات وكيفية عرقلتها لأن صاحبها يمتاز بالشفافية مع الصدق والمصداقية ولم يكن هذا مألوفا في تلك الفترة؟!! الناس في هذه الأيام في أشد الحاجة لمعرفة الماضي والحاضر.. ماذا حدث.. حتي لا يحدث مرة أخري.. الناس الآن تركوا ما يسمونه "التوك شو" الذي هبط مستواه كثيرا.. الناس اعرضوا الآن عن هؤلاء الذين لا يحترمون الكبار ولا يوقرون العلماء ويعطون المثل السيئ لرجال الإعلام الذين هم "المفروض" انهم قادة الرأي العام.. أتمني أن ينجح الأخ عصام الأمير في اقناع العالم الكبير بأن يحكي سيرته العطرة وطريق الشوك الذي سار عليه وقصص الأحقاد الشخصية التي دفع الشعب ثمنها.. نريد من الدكتور الجنزوري أن يفتح الملفات القديمة اسبوعيا لتعلم الأجيال الحالية ما فاتهم من عدة سنوات محسوبة من العمر. *** ما هي أسعد ساعات الكاتب؟؟ حينما يقرأ لا حينما يكتب.. وأسعدني العملاق الذي عاش عن قرب من أعلي السلطة.. وعن قرب في القرية.. عشت معه اسبوعا كاملا.. وكأني أشاهد فيلما تسجيليا لمصر يروي تاريخ أكثر من ربع قرن.. لا يكفي وضع كل هذا بين "دفتي كتابين" لابد من تسجيله بالصوت والصورة لأجيال مقبلة.. وهو في نفس الوقت اثراء لمكتبة التليفزيون واضافة ضخمة لتراث البرامج. *** عزيزي القامة والقيمة.. الذي عملت رئيساً للوزراء دون مرتب سنوات في أحلك ظروف مررت بها.. أحد فلذات الكبد جذب كل أفراد الأسرة معه للعلاج في الخارج وانت وحدك في منزلك تخدم نفسك بنفسك.. اندمجت في العمل ليلا ونهارا لتضع كل هذه الظروف وراء ظهرك وتبرعت بمرتبك تقربا للسماء.. كنت بطلا ومازلت بإذن الله. صدقوني كتابان لابد من يقرأهما ويسمعهما الجميع.. لقد تكلم "الرجل الصامت" وأصبح علينا أن نقرأ ونسمع.. ما رأي الأخ الفاضل عصام الأمير؟!