ترك منذ طفولته اللهو واللعب ووقع في غرام الأوراق والكتب وجمع شخصيته بين الصحافة والأدب وبحث عن الجديد في المعارف والعلوم أينما ذهب. ظهرت مواهبه الأدبية مبكرا وكتب مجموعة تعقبه في أواخر دراسته الاعدادية وأوائل الثانوية وتطلع إلي اليوم الذي يصبح فيه كاتبا مرموقا وأديبا معروفا يجتمع القراء حول ما يكتبه من موضوعات صحفية وابداعات أدبية وكان للحادث الأليم الذي وقع له في هذه السن الكبيرة أكبر الأثر في حياته العملية..فادي متولي 1950 - 1987 صحفي وكاتب بجريدة الجمهورية.. ولد بالجيزة في 30 ديسمبر ..1950 نشأ في حي شبرا ودرس بمدرسة خماروية الابتدائية والسيدة حنيفة الاعدادية ثم مدرسة ناصر الثانوية بالخلفاوي ظهرت مواهبه الأدبية مبكرا وكتب مجموعة قصصية في أواسط العقد الثاني في حياته. طبعتها له أسرته باحدي مطابع حي العتبة كان يوزعها بنفسه علي المكتبات. وقع له حادث سيارة أمام مدرسة التوفيقية الثانوية وقضي شهورا طويلة بعيدا عن الدراسة وادي الامتحانات بمستشفي الهلال الذي يعالج فيه وكان لهذا الحادث الأليم اثر كبير في شحذ ارادته واصراره علي استكمال رحلة الدراسة والعمل والنجاح. ادرك ان حلمه الكبير لن يتحقق إلا بمزيد من الجهد والعمل والقراءة والدراسة والمعرفة والاجتهاد. التحق بكلية الآداب وجامعة عين شمس واختار قسم الفلسفة الذي يتوافق مع ميله للتأمل والتفكير وحب المعرفة.. كان طالبا متفوقا تخرج بتقدير جيد جدا لم يواصل الدراسات العليا لحبه للصحافة كما رأي فيها الطريق المؤدي إلي تحقيق حلمه في الكتابة والوصول إلي أكبر عدد من القراء. التحق فادي متولي بجريدة الجمهورية أوائل السبعينيات من القرن العشرين وبدأ من قسم الحوادث وهو القسم الذي أجمع خبراء الصحافة في الشرق والغرب علي انه أوسع الأبواب للنجاح في عالم الصحافة بأحداثه المتلاحقة ونتائجه الواضحة وزواياه الإنسانية والدرامية. أحرز نجاحا كبيرا في عمله وأصبح نائبا لرئيس القسم "الكاتب الصحفي كمال عبدالجابر" كما عمل في قسم الأدب مع الكاتب الراحل د..فتحي عبدالفتاح وأيضا تولي سهرات ليلية في الديسك المركزي "المراجعة المركزية" الذي يشرف علي اصدار اعداد الجريدة يوميا ثم نقله أكثر من مرة إلي أقسام أخري لاختلاف في وجهات النظر فلم يمهل أو يقصر ولكن مضي كعادته يبذل قصاري جهده كما يفعل في الأقسام التي يحبها ويجيد فنونها. تبني موهبته الكاتب الكبير محفوظ الأنصاري رئيس تحرير الجمهورية 1984 - 1998 وأصبح فادي علي صغر سنه أحد نواب رئيس التحرير. كان يدخل الجريدة في الثامنة صباحا ويغادرها بعد منتصف الليل يبدأ بالحوادث ثم يمر علي الأدب وينتهي في الديسك المركزي وسهراته الليلية. تولي مسئولية أسرته بعد وفاة والده الحاج متولي المراكبي سنة 1975 وهو كبير اخوته وقام بواجبه خير قيام تجاه والدته واخوته. كان فادي متولي هاديء الطبع وعلي خلق يمشي بجوارك فلا تشعر به. قليل الكلام كثير العمل. في أواسط الثمانينيات بدأ الكاتب الكبير محمد العزبي سلسلة في العدد الأسبوعي الجمهورية بعنوان "حكاية جريمة" يروي فيها بأسلوب قصصي جذاب تفاصيل حادثة أو قضية في خلطة أدبية وصحفية ولما أراد ان يتفرغ لمقالاته طلب منه الانصاري ترشيح من يواصل السلسلة فاختار علي الفور فادي متولي الذي كتب 73 قصة تحت نفس العنوان "حكاية جريمة". صدرت في كتاب عن الهيئة العامة المصرية للكتاب سنة 1989 بعد رحيله بعامين.. ترك مكتبة كبيرة تحتفظ بها أسرته حتي الآن وهو شقيق الزميل فتحي متولي محرر الثقافة بالجمهورية وابن أخ الكاتب الصحفي صلاح المراكبي المحرر الأسبق لصفحة حديث المدينة. توفي فادي متولي في الثاني من فبراير سنة 1987 اثر أزمة قلبية 36 عاما وودعه الأهل والزملاء والمعارف والأصدقاء ومجلس نقابة الصحفيين إلي مثواه الأخير. عثر في مكتبه علي سيناريو فيلم كتبه قبل رحيله. رحم الله فادي متولي الكاتب الأديب نائب رئيس تحرير الجمهورية.