بدأت مصر تدخل مرحلة الاستقرار وهناك خارطة طريق يقودها الرئيس السيسي لتنشيط السياحة وفق تنسيق بين الوزارات المختلفة المنوط بها العمل من أجل تنشيط السياحة بمصر خاصة وأن مصر تمتلك مزارات وآثارًا عظيمة تفوق دولا أخري تضع السياحة في مقدمة اهتماماتها مثل تركيا التي استطاعت أن تسوق لها وتحفل الذاكرة الدرامية سينمائية كانت أم تليفزيونية بمئات الأمكنة التي كانت مطمورة بالنسيان فباتت تنافس النجوم في الشهرة بفضل أعمال سلط الضوء عليها ولعل الدراما التركية بما تنقله كاميراتها من أماكن سياحية وطبيعية تعتبر أفضل مثال علي الدور الذي تلعبه الدراما في الترويج للبلدان التي انتجتها. وعن كيفية استخدام الدراما في التسويق للسياحة يقول دكتور حسن عماد عميد إعلام القاهرة السابق إن مهمة الدراما في الوقت الحالي تتركز في الوصول إلي حل حقيقي لهذه الأزمة التي عانت منها السياحة وعاني منها صناع الدراما. فقديما سلطت أعمال كاتبنا العظيم الراحل نجيب محفوظ الضوء علي عدد من الأماكن الشعبية المصرية مثل "السكرية" و"بين القصرين" و"زقاق المدق". ومن الذي يجهل "زيزينيا" و"ليالي الحلمية" لأسامة أنور عكاشة.. وبالتوالي أماكن أخري مثل الغنايم في "الكومي" لخيري شلبي وغيرها من الأماكن مثل المنيرة. الجمالية. شارع السد. شارع محمد علي. الباطنية. الكيت كات. جنينة ناميش. حارة برجوان.. فقد استفادت كل هذه الأماكن والبلدان من الدراما التي صنعت شهرتها وسلطت الأضواء عليها وهذا ما استخدمته الدراما التركية فسلطت الضوء علي المزارات وعدد من الأماكن ربطتها الأحداث بشخصيات العمل ورأينا أن المنزل الذي كان يعيش فيه مهند أصبح مزارات ونحن نحتاج إلي كتاب سيناريو قادرين علي فعل ذلك. يقول المخرج مجدي أبوعميرة نحتاج دراما تخدم علي دعم للسياحة المصرية لإبراز المعالم السياحية من خلال التقاء صناع الدراما والسياحة مع رجال الأعمال والمستثمرين في المجال السياحي والفني لحل المشاكل التي تواجههم في التسويق السياحي أو التصوير الدرامي خاصة وأن هناك قيودًا علي التصوير في القصور التاريخية والأماكن الأثرية أضف إلي ذلك أن المنتج يدفع دم قلبه في التصوير في المطار مثلا أو في أماكن أثرية وهذه التكلفة تعيق صناع الدراما عن عمل أعمال تسويقية لمصر فيلعب الديكور دورا فعالا في إثراء العمل الدرامي خاصة التاريخي منه لقدرته علي مزج الحقيقة بالخيال بما يجعله البطل الرئيسي في الدراما التاريخية فما بالك لو كنا نصور في أماكن طبيعية في معابد أو في قصور فالدراما مغيبة تماما عن الترويج للمقاصد السياحية العديدة التي تحفل بها مصر ولا يعرف عنها كثير من المواطنين شيئا فضلا عن الخليجيين والعرب والجنسيات الأخري. ويقول المنتج هشام سليمان نحتاج فعلا لقرار سيادي يخفف العبء عن المنتج حتي يستطيع أن يقدم أعمالا يخدم بها بلده من خلال تسويق للسياحة من خلال دراما يتم تداولها وعرضها علي الشاشات العربية مثلما فعلت تركيا وهناك العديد من الأعمال وهناك خطط ممكن تدخل حيز التنفيذ لو وجدت الدعم من الدولة فإظهار مثل هذه الأماكن من خلال الدراما مهمة وطنية موضحا أن من الطبيعي أن يكون المكان بطلا في العمل الدرامي والروائي قبلها مشددا علي أن المكان يحفظ الزمان وينتج الإنسان كما أن الناس دائما يشبهون أماكنهم ويشبهون بيوتهم التي نشأوا بين جدرانها إضافة إلي أن للمكان أهمية كبري في الأحداث موضحا أن هناك أعمالا فنية يأخذ المكان فيها أهمية أكبر من الحدث نفسه وكذلك من الشخصيات ما يؤكد أن للمكان تأثيرا كبيرا في الحدث الدرامي بحيث يلعب دورا حيويا في السياق الفني بصورة تتساوي مع الفنانين حيث يكون المكان نجما مثل الفنانين والمخرج وذلك يرجع إلي قيمة الحدث نفسه وإبراز جماليات المكان أو ارتباطه بحدث معين للدرجة التي تجعله مؤثرا في المشاهدين بشكل يدفعهم إلي زيارته والتعرف إليه والتعمق في تفاصيله. وأشار هشام سليمان إلي أن المغرب استطاع استثمار الطبيعة والأماكن الأثرية وأصبحت الأفلام العالمية تتجه للمغرب للتصوير هناك وهناك أفلام عالمية كانت تدور أحداثها في مصر وتم تصويرها في المغرب بسبب المغالاة في إيجارات الأماكن الأثرية والجمارك وغيرها من المعوقات التي تعيق صناعة السينما العالمية للعمل علي أرض مصر وهناك الأعمال التي لو جاءت للتصوير في مصر كانت ستستخدم للتسويق للسياحة المصرية عالميا. ويقول الخبير السياحي ضياء هاشم نحتاج إعادة صياغة لأشياء كثيرة أهمها فتح الأماكن الأثرية والقصور التاريخية للتصوير بالمجان وحث كتاب السيناريو علي كتابة أعمال درامية ترتبط فيها المكان بالحدث وأن ينظر لقوانين مدينة الإنتاج الإعلامي ووزارة الاستثمار حتي نفتح الباب أمام السينما العالمية للتصوير في مصر وأن يكون هناك تنسيق بين كل الوزارات لتذليل العقبات أمام الإنتاج الدرامي المصري والعالمي كما فعلت تركياوسوريا حيث كانت تمنح منتجي الدراما كل التسهيلات لإنتاج دراما سورية حققت نجاحات في الخليج وفتح آفاق للسياحة العربية لزيارة سوريا.