** ثمة وجه شبه بين الكاتب المصري - القامة والقيمة - محمد حسنين هيكل والإمام محمد متولي الشعراوي - طيب الله ثراه - وخلاصة القول اني استمتع للغاية بمشاهدة الإمام - صوتا وصورة - وهو يفسر أي الذكر الحكيم بقدر استمتاعي بقلم هيكل وهو يفسر ما يحدث خلف الكواليس في ساحة السياسة وعندما يتحول الإمام إلي كاتب وتدور المطابع بخواطره الإيمانية بواسطة آخرين أجدني أمام شخص آخر لا استطيع ان استوعب كتاباته وفي المقابل فإني أرفع القبعة للأستاذ في مقالاته ومؤلفاته ولكني أجد صعوبة شديدة في استيعاب حواراته التليفزيونية وأجدني اتفاعل معها باعتبارها دردشة صحفية ليس أكثر ولكن حواره الأخير الذي أدلي به لقناة "سي بي سي" الجمعة الفائتة يتجاوز بمراحل حدود الدردشة الصحفية ويصب في خانة الحوارات الصادمة وواقع الحال ان الأستاذ هيكل أمام الشاشات يتناقض بعض الشيء مع الأستاذ هيكل الكاتب المرموق فإذا به يبحر بك بعيدا عن شاطيء الأمان بشكل لا تستطيع معه ان تفرق بين ما هو تاريخ وما هو سياسة وعلي عكس كتاباته فأنت لا تستطيع أن تتبين الخيط الرفيع بين الانطباعات الشخصية والتحليلات السياسية القائمة علي حقائق في حواراته التليفزيونية. وبعد ساعات من حواره المذكور صدرت جريدة الأهرام السبت الفائت باشارة بارزة في أعلي يسار الصفحة الأولي للتنويه عن نص الحوار بالصفحة الخامسة ويبدو ان اعداد الحوار للنشر قد تم في عجالة فإذا بالنص المنشور يفرغ الحوار من مضمونه ويتناقض مع المهنية فالأهرام عندما تنشر لهيكل تتعامل معه باعتباره أحد أبرز محللي السياسة في الشرق الأوسط قبل كونه أحد الآباء العظام من بناة قلعة الأهرام الصحفية وأظن انه كان يفضل عدم النشر بهذا الشكل وقد حرصت علي متابعة الحوار التليفزيوني بامتداد مائة دقيقة وتزيد فاكتشفت الخلل في العرض الصحفي فقد عبر الرجل عن رؤيته بوضوح ورأي ان الحل في خروج مصر من أزمتها السياسية والاقتصادية يتمثل في المصارحة والمكاشفة ولخص الموقف ببيت شعر لأبي العلاء المعري قائلا: في اللاذقية فتنة.. بين طه والمسيح هذا ناقوس يدق.. وهذا أذان يصيح ودعونا نتأمل بعض عباراته في الحوار المنشور - اختلفنا معه أو اتفقنا - وبدون تعليق: * سمعت من زوجة السفير البريطاني السابق ضيقها الشديد جدا من إجراءات الأمن حول السفارة. * إسرائيل تقوم بدراسة عن حزام الفقر المحيطة بالقاهرة.. إسرائيل تريد تحويل حزام الفقر إلي حزام من نار. * لا أحد يملك شجاعة المواجهة والجميع يخشي الابتزاز والاتهام. * هناك فوضي عقلية واقتصادية وسياسية في مصر فأنا أري أننا عدنا إلي عصر المماليك. * حسين سالم لغز من الغاز التاريخ السياسي المصري ومفتاح ما جري في فترة مبارك. * السادات قال لكيسنجر: جيل يوليو انتهي. فاضل منه الحاج حسين الشافعي وهيمشي. * ثقافة مبارك هي محصلة معاركه كلها والمشهد الأخير في ثقافته - مشهد المنصة - السادات مقتولا ومبارك يخرج بظهره هاربا من المشهد. * اعتقد ان ثروة مبارك ليست في البنوك والموضوع عايز تحقيق. * هناك عودة واضحة لرجال مبارك لدرجة تستدعي الشك. * جملة "لا عودة للوراء" يجب ان تدعمها دلائل علي الأرض. * ألوم علي بعض الفضائيات التي سمحت لنفسها أن تتحول إلي أحزاب. * الخلاف لا يحل بالقانون ويحل بأن نقول ان 25 يناير ثورة. لأن من يدين 25 يناير يلغي 30 يونيو. ** آخر الكلام: المادة 156 من الدستور تضع مجلس النواب القادم في مأزق فالدستور صريح في وجوب عرض ومناقشة واقرار كل القوانين التي صدرت في غيبة مجلس النواب والا سيزول بأثر رجعي ما كان لها من قوة القانون والقوانين التي لن تناقش خلال اسبوعين طبقا لنص المادة سيتم اسقاطها وزوال اثرها ومن هذه القوانين قانون البورصة وقانون الضريبة العقارية وقانون المعاشات اضافة إلي قانون التظاهر ولعلها فرصة للخروج من النفق المظلم.. المشكلة ان عدد تلك القوانين حوالي مائتي قانون!