من اللحظة التي عين فيها تشاك هيجل وزير الدفاع الأمريكي العام الماضي بدأت العلاقة المضطربة بينه وبين فريق الأمن القومي الذي يعمل مع الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض ويشكل دائرة محكمة.. ومع اشتداد القصف في العراقوسوريا اشتدت مشاكل هياجل. ويصف مسئولون أمريكيون مطلعون علاقة هيجل بادارة أوباما بأنها أخذت منحي متوتراً علي نحو متصاعد بين وزارة الدفاع في ظل هيجل والبيت الأبيض رغم أن هذا لم يكن الحال في علاقة أوباما نفسه بهيجل. ورغم أن البيت الأبيض صور رحيل هيجل المفاجئ بأنه قرار تم الاتفاق عليه مع أوباما فقد وصف المسئولون سلسلة من المشاكل المتفاقمة ومن ذلك مطالبة هيجل في الفترة الأخيرة باستراتيجية أكثر تحديداً للتصدي لداعش في العراقوسوريا كما أوضحت مذكرة سرية. ويسمح عزل هيجل لأوباما بضخ دماء جديدة في فريقه في وقت يواجه فيه تحديات متعددة في الخارج في عاميه الأخيرين في السلطة بما في ذلك امكانية تعيين أول وزيرة للدفاع في الولاياتالمتحدة فمن أبرز المرشحين لخلافة هياجل ميشيل فلورنوي الوكيلة السابقة لوزارة الدفاع. وأشار مسئول أمريكي إلي القيود التي فرضتها الادارة علي هيجل فقبل عام أدلي وزير الدفاع بخطاب مهم في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وهو من المراكز البحثية المرموقة في واشنطن. بينما منع الوزير بناء علي أوامر من البيت الأبيض فيما يبدو من فتح الباب أمام الحاضرين للرد علي أسئلتهم بعد الخطاب. وقال مسئول رفيع في الادارة الأمريكية ان أوباما وهيجل بدأ في منتصف أكتوبر يبحثان مستقبل وزير الدفاع مشيرا الي ان هيجل هو من بدأ الحديث في هذا الموضوع. وقال جوشش ايرنست المتحدث باسم البيت الأبيض ان المهمة التي جاء بهيجل لانجازها وهي انهاء الحرب في أفغانستان والاشراف علي ميزانية وزارة الدفاع المتقلصة تغير مع تنامي خطر الدولة الاسلامية. وحتي قبل هزيمة الحزب الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في الرابع من نوفمبر كان أوباما يتعرض لضغوط لتعديل فريق الأمن القومي مع تصاعد الانتقادات بسبب أسلوب البيت الأبيض في التعامل مع داعش وتصرفات روسيا في أوكرانيا وأزمات أخري. كماجاء قرار تغيير هياجل في أعقاب تسريب مذكرة خاصة مهمة في الشهر الماضي كتبها وزير الدفاع لسوزان رايس مستشارة أوباما للأمن القومي وشكك فيها في استراتيجية الادارة في سوريا. وبحسب مسئول في الكونجرس فان هيجل جادل في المذكرة بأن الولاياتالمتحدة تحتاج إلي توضيح نواياها بشأن الرئيس السوري بشار الأسد وشكك أيضا في سياسة أوباما في الاعتماد علي الضربات الجوية وحدها في مهاجمة مقاتلي داعش في العراقوسوريا. من جانبه قال كريس ديكي المحلل السياسي لدي موقع "ديلي بيست" ان خطوة استقالة وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل كانت متوقعة. معتبرا ان الوزير السابق لم يمتلك قدرة ادارة ملفات الحروب المتعددة التي تخوضها أمريكا خاصة وأنه وصل منصبه بظروف مختلفة. متمنيا علي أوباما تعيين المسئولية الأمنية ميشال فلورنوي. خلفا له لتكون أول امرأة تتولي المنصب. وقال ديكي ان أمريكا لديها داعش ومواجهة وباء ايبولا وحرب أفغانستان. ولا أظن أن هيجل هو الشخص المناسب لادارة هذه المرحلة. وأظن أن الرئيس أوباما عندما قال انه لا يمتلك استراتيجية لمواجهة داعش انما كان يقصد هيجل ضمنيا وينتقد افتقاده لاستراتيجية. في الوقت نفسه قالت صحيفة نيويورك تايمز ان وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل قد استقال تحت ضغوط مبينة ان استقالة هيجل تأتي كأول أزمة تواجه حكومة أوباما بعد خسارته الأغلبية بمجلس الشيوخ. وقال مسئولون للصحيفة ان قرار أوباما بخروج هيجل من منصبه يأتي اعترافا بخطر تنظيم داعش والذي تتطلب مواجهته مهارات وخبرات أخري بخلاف تلك التي يملكها هيجل والتي وظفها في مواجهة التنظيم.