اشتد الجدل داخل الولاياتالمتحدة وخارجها حول الأسباب التى دعت وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل لترك منصبه، وسط كثافة القصف الجوى للتحالف الدولى الذى تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، فى العراقوسوريا. فبحسب وكالة رويترز فإن ما حدث كان «فى جوهره عزل لوزير الدفاع»، على خلفية خلافه مع البيت الأبيض بشأن سوريا ومواجهة داعش على وجه التحديد، على الرغم من العلاقة الشخصية الجيدة التى تجمعه مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما. ونقلت الوكالة عن مسئولين أمريكيين مطلعين رفضوا الكشف عن أسمائهم، أن علاقة هاجل بإدارة أوباما أخذت منحى متوترا على نحو متصاعد بين وزارة الدفاع فى ظل هاجل والبيت الأبيض رغم أن هذا لم يكن الحال فى علاقة أوباما نفسه بهاجل. فهاجل بحسب المسئولين، شعر بالإحباط لعجزه عن استخدام نفوذه فى التأثير فى جوانب رئيسية من الاستراتيجية الأمنية الأمريكية، بما فى ذلك الحرب على تنظيم داعش، ما دفع العلاقة إلى التوتر. ورغم أن البيت الأبيض صور رحيل هاجل المفاجئ بأنه قرار تم الاتفاق عليه مع أوباما فقد وصف المسئولون سلسلة من المشكلات المتفاقمة ومن ذلك مطالبة هاجل فى الفترة الأخيرة باستراتيجية أكثر تحديدا للتصدى لداعش فى العراقوسوريا كما أوضحت مذكرة مسربة. من جهته، قال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الابيض، فى تصريحات لشبكة سى إن إن الأمريكية، فى معرض الثناء على هاجل، إن المهمة التى جىء به لإنجازها، انتهت وهى إنهاء الحرب فى أفغانستان والإشراف على ميزانية وزارة الدفاع المتقلصة، وأن الأمور تغيرت مع تنامى خطر تنظيم داعش. وبحسب مراقبون، فإنه حتى قبل هزيمة الحزب الديمقراطى فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس فى الرابع من نوفمبر الحالى، كان أوباما يتعرض لضغوط لتعديل فريق الأمن القومى مع تصاعد الانتقادات بسبب أسلوب البيت الأبيض فى التعامل مع الدولة الإسلامية وتصرفات روسيا فى أوكرانيا وأزمات أخرى. ومن ناحية أخرى، قال السناتور الجمهورى جون مكين (من أشد منتقدى أوباما) الذى بات فى طريقه ليصبح رئيسا للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ والتى يجب أن تصدق على وزير الدفاع الجديد إنه يأمل أن يرشح أوباما شخصا يتحلى «بقوة الشخصية والحكم الصائب والاستقلالية». وهو أمر، رجحت صحيفة واشنطن بوست، أن يقدم أوباما على اختيار أمرة خليفة لهاجل، من بين ميشيل فلورنوى وكيلة وزارة الدفاع السابقة وآشتون كارتر النائب السابق لوزير الدفاع اللذين سبق أن ترددت شائعات بأنهما من المنافسين على منصب هاجل قبل تعيينه 2012. من جهتها، اعتبرت افتتاحية نيويورك تايمز، أمس، أن استقالة هاجل تفتح الباب لسيطرة البيت الأبيض على السياسة الدفاعية والأمنية بالكامل.