لا يجب التهوين من مظاهرات يوم الجمعة القادمة 28 نوفمبر. كما لا يجب التهويل من شأنها أيضا. ومظاهرات 28 نوفمبر هي مظاهرات النفس الأخير للجماعات المتطرفة التي تراهن علي هذا اليوم لإحداث أكبر قدر من البلبلة والفوضي يدعم وضعها ووجودها السياسي. ولأن هناك استعدادات أمنية خاصة لمواجهة مظاهرات هذا اليوم فإننا لا نشعر بقلق أو مخاوف ولكننا نتحدث عن كل الاحتمالات والتوقعات لما يمكن أن يحدث حتي لا تكون هناك مفاجآت غير متوقعة أو عواقب سلبية لهذا اليوم. فهم لا يريدونها مجرد مظاهرات احتجاجية يرفعون فيها المصاحف. ولكنهم يبحثون عن أي شرارة يمكن أن تتحول معها هذه المظاهرات إلي احتجاجات وفوضي مسلحة ينضم إليها قطاعات أخري من الساخطين ومنتهزي الأزمات. وهم يأملون من وراء ذلك إلي حدوث فوضي عارمة تفتح المجال لكل الاحتمالات والتحولات. ولا يمكن التعامل مع هذه المظاهرات من منطلق أنها نوع من التعبير عن الرأي وحق التظاهر لأنها لا تحمل رأياًَ أو فكراً واضحاً تعبر عنه وتترجمه من خلال التظاهر بقدر ما هي استغلال للدين ومحاولة لإحراج وتحييد الأمن بحمل المصاحف في حيلة رخيصة لخوارج الأمة الجدد الذين يسيئون للدين ولكتاب الله العزيز. وإذا كان الأمن قد استعد لذلك جيدا فإننا نأمل أن يكون هناك تعاون من المواطنين بالابتعاد وتجنب مناطق المظاهرات حتي لا يسقط أبرياء في أي مواجهات قد تقع وحتي يمكن محاصرة هذه التجمعات ومنع انتشار الفتنة. وهو يوم يجب أن نكون فيه علي حذر من أي متغيرات أو تطورات أو استغلال للإنشغال الأمني في التعامل مع هذه المظاهرات وهذا يستدعي تأمين المواطنين لمنازلهم ومساعدة رجال الأمن في أداء واجبهم. وقد تكون كل هذه المخاوف مبالغا فيها. ولكن المبالغة في الاستعداد للخطر أفضل من التهاون في مواجهته بكل ما يعنيه ذلك من عواقب قد تكون وخيمة. والأمر علي أي حال ليس بالهين. فهناك تحركات خارجية غامضة ومشبوهة تروّج وتتحدث باستفاضة عن تأثيرات هذا اليوم. ومن بينها العودة اعقاب الظهور الاعلامي للدكتور محمد البرادعي والناشط وائل غنيم. ويقابلها بعض التصريحات الغربية التي بدأت تصدر من بعض قيادات الجماعات السياسية في مصر للدفاع عن الدكتور البرادعي وتلميعه وإعادة التحدث عنه من منطلق دوره القيادي في الثورة. كما أن بعض النشطاء السياسيين في الداخل بدأوا في ترديد مقولات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن ضرورة استكمال الثورة وتدعو إلي التحرك. ونحن علي ثقة من أن 28 نوفمبر رغم كل هذه المحاذير سوف يكون يوما عاديا وإن كانت به الكثير من احتمالات العنف. ولكنه لن يكون علامة فارقة في أي تحول من أي نوع لأن الأغلبية الساحقة من الشعب قد أصابها الملل والضجر من الحراك السياسي الذي لا يهدأ والذي يهدد الناس في معيشتهم ومحاولات لتحريك الاقتصاد وإنعاش السوق. والناس ببساطة زهقت وربما كفرت أيضا بكل من يتحدثون باسم الشعب ويزايدون عليه ويعيشون ويربحون من المتاجرة به والمزايدة عليه. ملحوظة أخيرة ** في الانتخابات البرلمانية القادمة فإن كل القوي السياسية والثورية ستدخل حالة من الصراع السياسي والتشرذم وسيعود رجال مبارك بشكل أو بآخر..! ** "وطن لا نحميه.. لا نستحق العيش فيه". لافتة رفعها أفراد مديرية أمن القاهرة. فيها كل المعاني والأهداف.. وهو ليس شعارهم وحدهم. وإنما هو قسم سيؤديه كل من يعشق هذا الوطن وترابه وعلي استعداد للموت في سبيله.. وتحيا مصر.