وسط موجة من البكاء والعويل والمطالب بالقصاص والأحكام السريعة ودعت كفر الشيخ شهيدها النقيب أشرف القزاز الذي استشهد فجر الأحد علي طريق مصر السويس. تحولت مدينة سيدي غازي إلي سرادق كبير للعزاء واكتست المدينة بالسواد وافترش الأهالي أرض شوارعها حزناً علي ابنهم وتعالت الهتافات المنددة بالإرهاب والإرهابيين. أقيمت صلاة الجنازة علي شهيد الشرطة بمسجد الاستاد الرياضي بكفر الشيخ حيث صلي آلاف المواطنين الجنازة عقب صلاة الظهر وتقدم المصلين المستشار محمد عزت عجوة محافظ كفر الشيخ واللواء أحمد بكر مساعد وزير الداخلية لمنطقة وسط الدلتا واللواء عادل النطاط مدير الأمن وقيادات الشرطة ورجال الدين والأجهزة التنفيذية وافترش المواطنون الشارع الرئيسي أمام مسجد الاستاد لأداء الصلاة. أقيمت جنازة عسكرية للشهيد وسط هتافات المواطنين منددة بالإرهاب ومطالبين بالقصاص من الإرهابيين رافعين أعلام مصر وسط حالات هستيرية مصحوبة ببكاء شديد من الجميع. أكد الإعلامي زايد الزاهد المذيع بالتليفزيون ابن مدينة سيدي غازي مسقط رأس الشهيد أن آخر مرة التقي بالشهيد الجمعة الماضية حيث صلي معهم صلاة الجمعة والتقي بأصدقائه وكأنه يودعهم حيث حرص علي مصافحة الجميع وأضاف أنه متزوج من الدكتورة سارة وله بنتان سارة ثلاث سنوات وسوفانا 7 أشهر. والد الشهيد قال والده الحاج بدير والدموع تنهمر من عينيه إن ابني مات فداء لمصر ولكني أتمني قبل أن أموت أن أعرف من قتلوه ولماذا قتلوه؟ ولكن كلنا فداء لمصر ومستعدون لتقديم أكثر من شهيد من أجل مصر. وطالب والد الشهيد بسرعة المحاكمات للقصاص من الإرهابيين القاتلين حتي تبرد نار أهالي الشهداء. أشار إلي أن ابنه اتصل به قبل استشهاده بساعة ليوصيه علي ابنته المريضة ويطمئن عليها. قال الشيخ سعد الفقي وكيل وزارة الأوقاف بكفر الشيخ أطالب بتنفيذ أمر الله فيهم بالقصاص العادل وكفي ما يحدث في الشارع من فوضي وكفي ما يحدث لرجال الشرطة والجيش فهم يحموننا ويدافعون عن كرامتنا. وأضاف لا حرية مع الإرهاب وبعد صلاة الجنازة تم نقل جثمان الشهيد إلي مدينة سيدي غازي التي تبعد حوالي 20 كيلو متراً عن مدينة كفر الشيخ ليتم دفنه في مقابر المدينة. وفي أسيوط شيع أهالي قرية نزة قرار بمركز منفلوط جنازة شهيد الواجب علاء أحمد عرفات والشهير بعلاء أحمد عبيد من عائلة طايع المجند بقوة قطاع الأمن المركزي. خرجت الجنازة وسط بكاء الأهالي علي فقيد القرية الذي كان يتميز بالخلق الحسن من منزله بمنطقة بحري البلد بالقرية وأدوا الصلاة عليه بمسجد العمدة وتوجهوا به لمثواه الأخير بمقابر العائلة بمدافن الشيخ أحمد بالقرية. ذكر أحد أهالي القرية أن الشهيد شقيق لاثنين وجاءهم خبر استشهاده في الساعات الأولي من الصباح وسافر عدد من أقاربه لاستلام جثمانه لدفنه وسط أهله بمقابر أسرته. مشيراً إلي أن الشهيد غير متزوج ومتبق له سنتان بالخدمة ويعمل والده بالفلاحة. تحقيقات النيابة بدأت نيابة القاهرة الجديدة برئاسة وائل الدرديري رئيس النيابة وبإشراف المستشار مصطفي خاطر المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة تحقيقاتها في حادث استشهاد النقيب أشرف القزاز والمجند علاء فرحات في الساعات الأولي من صباح أمس علي يد مجهولين.. أطلقوا الرصاص عليهما أثناء تواجدهما بكمين مدينة بدر والقوة المرافقة لهما بتقاطع الربيطة بالمنطقة الجبلية بطريق مصر السويس الصحراوي إلا أنهم تمكنوا من الهروب.. أخطر اللواء أسامة الصغير مساعد وزير الداخلية لقطاع العاصمة بالواقعة وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق وكلفت رجال الأمن الوطني بسرعة إجراء التحريات حول الواقعة. كشفت التحقيقات الأولية أن الضابط والمجند ومجموعة من القوات المسلحة كانوا يتفقدون الحالة الأمنية علي طريق السويس الصحراوي وعند الكيلو 54 فوجئوا بخروج إحدي السيارات الملاكي من الصحراء يستقلها 3 أشخاص فحاولوا استيقافها إلا أن الجناة أطلقوا وابلاً من الرصاص من أسلحة آلية علي القوات. وعثر فريق النيابة الذي عاين مكان الحادث علي 45 فارغاً لطلقات نارية مخصصة لبنادق آلية ومسدسات 9 ملي بعد أن قامت النيابة بمعاينة مسرح الجريمة وجمع فوارغ الطلقات التي تحفظت عليها. كشفت التحقيقات بإشراف المستشار مصطفي خاطر المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة أن النقيب القزاز أصيب ب 8 طلقات متفرقة بالجسد ولفظ أنفاسه قبل وصول سيارات الإسعاف وأصيب المجند بطلقة في الرأس كما أصيب أمين شرطة بطلق ناري في القدم وأن الضابط حاول الوصول إلي سيارة المتهمين قبل إطلاق النيران وطلب منهم إظهار أوراق تراخيص السيارة وبطاقات الرقم القومي. أوضحت التحقيقات أن المتهمين خرجوا من "مدق" جبلي علي طريق "القاهرةالسويس" كان علي بعد 80 متراً من الكمين وكانوا يستقلون سيارة جيب دفع رباعي وعندما فوجئوا بالكمين بادروا بإطلاق الرصاص علي القوات وأطلق أفراد الكمين النيران عليهم في محاولة للقبض عليهم. تحفظت النيابة علي أسلحة أفراد الكمين وعرضها علي الطب الشرعي ومضاهاتها بالمقذوفات التي اخترقت جسد الشهيدين. شهود العيان أكد بعض شهود العيان في التحقيقات أنهم فوجئوا بوجود سيارة جيب شيروكي تقتحم الكمين ويطلقون الرصاص علي القوات. من ناحية أخري تكثف أجهزة الأمن جهودها للتوصل إلي مرتكبي الحادث حيث أمر اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بتشكيل فريق بحث من قطاع الأمن الوطني والعام لجمع المعلومات حول الحادث كما كلف اللواء محمد قاسم مدير الإدارة العامة للمباحث العميد ناصر حسن رئيس مباحث قطاع شرق العاصمة بتشكيل فريق بحث لسرعة ضبط الجناة وفحص المسجلين خطر وتجار المخدرات والسلاح المترددين علي المنطقة الجبلية وتمشيطها وتعقب المتهمين. محلب ينعي ويؤكد: عازمون علي مواجهة قوي الإرهاب كتب- محمد فتح الله: نعي المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء بخالص الحزن وعميق الأسي شهداء الوطن من رجال القوات المسلحة والشرطة الذين بذلوا أرواحهم في معركة الكرامة التي تخوضها مصر ضد قوي الارهاب. وآخر هؤلاء الشهداء النقيب أشرف القزاز شهيد كمين مدينة بدر أمس. والرائد محمد جمال شهيد نقطة مرور ميدان لبنان أول أمس.. كما تقدم رئيس الوزراء بخالص التعازي الي أسر شهداء القوات المسلحة والشرطة كافة داعياً الله ان يدخلهم فسيح جناته. وان يلهم ذويهم الصبر والسلوان.. وجدد رئيس الوزراء التأكيد علي ان مصر لن تنسي تلك التضحيات الغالية التي يبذلها رجال القوات المسلحة والشرطة في سبيل حماية أمن الوطن وأبناءه واستكمال تطهير هذا الوطن من عناصر التخريب والارهاب التي تتربص بمصر وتريد بها سوءاً. وشدد رئيس الوزراء علي ان الدولة بكل أجهزتها متيقظة ومستعدة وعازمة علي اتخاذ كل ما لديها من اجراءات لوقف الأعمال الاجرامية التي تمارسها قوي الارهاب ضد الوطن وأبناءه. وأضاف رئيس الوزراء ان تلك العمليات الغادرة لن تثنينا عن السير بخطي ثابتة نحو استكمال خارطة المستقبل وتحقيق آمال وتطلعات هذا الشعب العظيم.