تباين أسعار العملات الأجنبية في بداية تعاملات اليوم 10 مايو    أسعار السمك في مطروح اليوم الجمعة    وزارة التموين: استلام 2.3 مليون طن قمح محلي من المزارعين حتى الآن    تنفيذ 364 قرار إزالة علي أملاك الدولة والأراضي الزراعية بكفر الشيخ    البيئة تنظم الجلسة التشاورية الأولى للشراكة بين القطاعين العام والخاص في إدارة المخلفات الصلبة    تصويت مرتقب في الأمم المتحدة اليوم بشأن عضوية فلسطين    «جاهز وواقف على رجله».. نجم الأهلي السابق: شوبير هو الحارس في نهائي أفريقيا    الأمن العام يضبط عنصرًا إجراميًا بحوزته 5 بنادق خرطوش بالبحيرة    النيابة تطلب تقارير الحماية المدنية والأدلة الجنائية حول حريق شركة الإسكندرية للأدوية    إصابة 3 أشخاص إثر انقلاب دراجة بخارية بالمنيا    إلهام شاهين: أعتز بدراستي للمسرح في أكاديمية الفنون المصرية    إسرائيليون يشعلون النار في محيط مجمع الأمم المتحدة بالقدس    وزير العمل يتابع إجراءت تنفيذ مشروع "مهني 2030" مع "اللجنة المختصة"    موعد نهائي دوري المؤتمر بين أولمبياكوس وفيورنتينا    اليوم.. آخر فرصة للتسجيل الإلكتروني لاستمارات امتحانات الدبلومات الفنية 2024    ضبط عنصر إجرامي بالبحيرة لقيامه بالإتجار في الأسلحة النارية وبحوزته 5 بنادق خرطوش    كولر يحاضر لاعبي الأهلي بالفيديو استعدادًا لمواجهة البلدية    معلومات عن البلوجر محمد فرج بعد زواجه من الإعلامية لينا الطهطاوي (فيديو)    د. الخشت يترأس لجنة اختيار المرشحين لعمادة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة    الإسكان تناقش آليات التطوير المؤسسي وتنمية المواهب    سعر متر التصالح في مخالفات البناء بالمدن والقرى (صور)    10 علامات ابحث عنها.. نصائح قبل شراء خروف العيد    «الأوقاف»: افتتاح 21 مسجدًا اليوم منها 18 جديدًا و3 صيانة وتطويرًا    «التنمر وأثره المدمر للفرد والمجتمع».. موضوع خطبة الجمعة اليوم بالمساجد    حماس: الكرة الآن في ملعب الاحتلال للتوصل لهدنة بغزة    مصرع ضابط شرطة إثر اصطدام «ملاكي» ب«جمل» على الطريق ببني سويف    قانل جارته فى النهضة باكيا: ادخل السجن ولا اشهدش زور ..هروح فين من ربنا    القسام تعلن مقتل وإصابة جنود إسرائيليين في هجوم شرق رفح الفلسطينية    وزير الري يلتقي المدير الإقليمي ل«اليونسكو» لتعزيز التعاون مع المنظمة    أدباء: حمدي طلبة أيقونة فنية وأحد رواد الفن المسرحي    عقب صلاة الجمعة.. يسرا اللوزي تشيع جثمان والدتها لمثواها الأخير بمسجد عمر مكرم    463 ألف جنيه إيرادات فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة في يوم واحد بدور العرض    فريدة سيف النصر ضيفة عمرو الليثي في «واحد من الناس».. الإثنين    فضل يوم الجمعة وأفضل الأعمال المستحبة فيه.. «الإفتاء» توضح    الاستغفار والصدقة.. أفضل الأعمال المستحبة في الأشهر الحرم    «صحة مطروح» تتابع تنفيذ خطة القضاء على الحصبة والحصبة الألماني    شخص يطلق النار على شرطيين اثنين بقسم شرطة في فرنسا    تركي آل الشيخ يعلن عرض فيلم "زهايمر" ل عادل إمام بالسعودية 16 مايو    نشوب حريق بمصفاة نفط روسية بعد هجوم أوكراني بالمسيرات    حماس: لن نترك الأسرى الفلسطينيين ضحية للاحتلال الإسرائيلي    تاو يتوج بجائزة أفضل لاعب من اتحاد دول جنوب إفريقيا    لمواليد 10 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    الناس بتضحك علينا.. تعليق قوي من شوبير علي أزمة الشيبي وحسين الشحات    أول مشاركة للفلاحين بندوة اتحاد القبائل الإثنين المقبل    دعاء يوم الجمعة لسعة الرزق وفك الكرب.. «اللهم احفظ أبناءنا واعصمهم من الفتن»    رئيس الحكومة اللبنانية يبحث مع هنية جهود وقف إطلاق النار في غزة    تعرفي على الأعراض الشائعة لسرطان المبيض    الصحة: أضرار كارثية على الأسنان نتيجة التدخين    3 فيروسات خطيرة تهدد العالم.. «الصحة العالمية» تحذر    طبق الأسبوع| مطبخ الشيف رانيا الفار تقدم طريقة عمل «البريوش»    هل قول زمزم بعد الوضوء بدعة.. الإفتاء تجيب    مايا مرسي تشارك في اجتماع لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب لمناقشة الموازنة    عبد الرحمن مجدي: أطمح في الاحتراف.. وأطالب جماهير الإسماعيلي بهذا الأمر    ما حكم كفارة اليمين الكذب.. الإفتاء تجيب    إصابة 5 أشخاص نتيجة تعرضهم لحالة اشتباه تسمم غذائي بأسوان    رد فعل صادم من محامي الشحات بسبب بيان بيراميدز في قضية الشيبي    اللواء هشام الحلبي يكشف تأثير الحروب على المجتمعات وحياة المواطنين    نهائي الكونفدرالية.. تعرف على سلاح جوميز للفوز أمام نهضة بركان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عكاز بالإيجار.. وجبيرة بالعمولة:
التسول بالأمراض.. أسرع طرق الثراء
نشر في الجمهورية يوم 31 - 03 - 2014

علي رصيف محطة مصر وفي قطارات المترو يقف عشرات المتسولين يستعرضون أمراضهم ويشكون ظروفهم ويستجدون عطف الركاب لكسب أموال طائلة من وراء تلك الإصابات.
وما بين عاجز ومشلول ومعاق ومبتور ومبتلي ومحروق تدار مافيا من نوع خاص تجني الملايين يومياً من وراء الاتجار بالأمراض والاعاقات انضم إليهم سريحة أحدثوا عاهات في أجسادهم بعد أن وجدوها أسهل وسيلة للثراء السريع.
تقول مني محمد - موظفة انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة المتسولين بالمرض حيث نجدهم في كل مكان داخل عربات المترو وعلي الأرصفة وأمام المؤسسات والمصالح والمستشفيات والعيادات الخاصة يستعطفون المارة ويؤكدون أنهم في أمس الحاجة للمساعدة وللأسف لم يعد التسول بالمرض يتوقف علي سن معيناً أو نوع حيث نجد حالياً داخل عربة السيدات بمترو الأنفاق شاباً في الثلاثين من عمره يتكئ علي عكازين يقوم ببيع المناديل الورقية ويدعي أن قدميه تعثرت ويسقط علي الأرض مما يجذب تعاطف السيدات معه ويقمن برفعه من الأرض وتنهال المساعدات عليه بعد ذلك.
يتفق معها محمد خلف وسمير هنداوي - طالب بكلية العلوم إن الخارجين علي القانون من البلطجية ومعتادي الإجرام هم من احترفوا التسول بالمرض حيث انتشروا بالشوارع بأوراق مزورة لأشعة وتحاليل تثبت أنه مصاب بمرض خطير ويحتاج للمساعدة بل يتحرشون بالمارة بشكل مسيئ ومفزع للغاية لذلك نطالب باتخاذ إجراءات مشددة للحد من انتشارهم.
وتعتبر شوقية عبدالحميد - مهندسة - أن الإعلانات التي تذاع علي شاشات التليفزيون للجمعيات الخيرية والمستشفيات ويتم استخدام الأطفال المرضي لجذب تعاطف المشاهدين أمر غير مقبول ويعد تسولا بمرض هؤلاء الضعفاء وتتضاعف إذاعتها في شهر رمضان والأعياد والمواسم الدينية فمن الممكن أن يتم الإعلان عن هذه المستشفيات بدون أن يظهر المرضي حرصاً علي مشاعرهم.
تقول مروة عبدالحميد - طالبة - يبتكر المتسولون داخل عربات المترو حيلا لإقناع الركاب بمرضهم فتجد سيدة تصطحب طفلاً صغيراً وتدعي أنه مصاب بالسرطان ويحتاج لتغيير الدم وتطالبنا بالتبرع لشراء أكياس من الدم وتقول إن سعر الكيس الواحد من الدم يباع ب 170 جنيهاً وهذا يفوق طاقتها مما جعلها تسأل الناس لعلاج طفلها. وأخري تقوم بوضع طفل علي كرسي متحرك وتدعي أنه مصاب بضمور بخلايا المخ ولا تستطيع علاجه وتقول إن ليس له علاج بالداخل وتجمع تبرعات حتي تتمكن من علاجه خارج البلاد. والأطرف من ذلك أن هناك أشخاصاً يدعون أنهم من فلسطين وقد أصيب أحدهم في حادث قطار وتم بتر ذراعيه ويحتاج لمساعدة حتي يستطيع العودة إلي وطنه.
يقول حامد عليمي ومحمد إبراهيم إن التسول أصبح حرفة يجيدها الكثير من العاطلين المتواكلين الرافضين للعمل من عشاق صرف المساعدات سواء من الشئون الاجتماعية أو الجمعيات الخيرية فتجدهم يقومون بإحداث عاهة مستديمة بأجسادهم ويتسولون بها أو هناك من يستخرج شهادات طبية مزورة تفيد بأنه مصاب بمرض مزمن يمنعه عن العمل.
تشكو هدي سيد - بكالوريوس تجارة من انتشار المتسولين داخل المساجد الكبري التي يتهافت الزائرون من جميع أنحاء العالم علي زيارتها كمسجد السيدة نفسية والسيدة زينب حيث إنهم يتواجدون داخل المسجد ويفسدون علي الزائرين الأجواء الروحانية فتجد إحدي السيدات تسأل المصلين وتحمل بيدها عبوة دواء مرتفعة الثمن لمرض مزمن وتطلب مبلغاً مادياً يساعدها علي شرائها فيضطر المصلون منحها الصدقة حرصاً منهم علي عدم رد يد السائل كما أمرنا ديننا الحنيف وأن هناك حديثاً شريفاً يؤكد أنه يجب منح السائل حتي لو كان "يركب فرساً".
بينما يشير علاء محمد محام ومحمود سراج ماجستير اقتصاد إلي أن الفقر وتدهور الأحوال الاقتصادية من أهم الأسباب التي أدت لانتشار المتسولين لذا لابد من قيام الدولة بعمل مشروعات كبري يتم من خلالها تشغيل الشباب بدلاً من استسهالهم التسول كمصدر للدخل.
الدكتور أحمد يحيي استاذ علم الاجتماع جامعة قناة السويس يري أن التسول أحد الأمراض الاجتماعية التي تشير بشكل واضح لوجود خلل في مستويات المعيشة والإشباعات الإنسانية لفئة معينة بالمجتمع المصري فيلجأون للتسول لتوفير احتياجاتهم المعيشية وهناك من قاموا باستغلالها كمهنة للحصول علي المال بدون بذل أي جهد فتطوروا في استخدام أساليب التسول كاستغلال الأطفال والمرضي وذوي العاهات وتاجروا بظروفهم الصحية للتأثير بها لاستدرار عطف الناس في سبيل الحصول علي الأموال مؤكداً أن المرض والعاهة صنعت هذا الأسلوب في التسول لإهمال الدولة لهؤلاء وعدم رعايتهم أو معالجتهم رغم أن القانون المصري ينص علي معاقبة هؤلاء لكن لم يتم تفعيله كما يجب لمنع الاستغلال والفساد.
يضيف يحيي للأسف هؤلاء المتسولين يكنزون الأموال الطائلة سواء في صورة شقق فاخرة أو أموال في البنوك من جراء هذا العمل غير المشروع الذين اتخذوه مهنة.. وهناك مثال درامي علي ذلك فيلم لعادل إمام المتسول فهو قصة حقيقية تعبر عن الواقع المرير الذي تعيشه هذه الفئة وهناك أمر آخر نجد حوادث خطف الأطفال وإحداث عاهة بهم عمداً سواء حريق أو بتر أحد الأطراف لكسب الأموال بطريقة أسرع.
لذلك أطالب بتفعيل القوانين الخاصة بهذا الشأن وأن تقوم الحكومة بمعالجة هذا الأمر بصورة جدية كما يجب علي المواطنين الامتناع عن التبرع لمثل هؤلاء والتبرع للمؤسسات الخيرية والمستشفيات الحكومية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.