في الأسبوع الماضي أتيحت لنا فرصة زيارة شرم الشيخ ليوم واحد لحضور ندوة لغرفة شركات السياحة لمناقشة أوضاع السياحة في جنوبسيناء..من المطار توجهنا مباشرة إلي نادي الرياضات البحرية.. حيث كان لقاؤنا مع المحافظ اللواء خالد فودة الذي كان يترأس في ذلك الوقت اجتماعا أسبوعيا يسميه "المجعد" أو "المقعد".. وهو مأخوذ عن فكرة بدوية يتجمع فيه رؤساء القبائل وكبار رجالها لحل المشكلات والفصل في النزاعات.. وقد ابتكر المحافظ فكرة مماثلة فهو يجمع في كل أسبوع كل رؤساء أجهزة المحافظة للبت في كل المشكلات أو المقترحات علي الطبيعة مباشرة.. وفي وجود أصحاب الشأن من المستثمرين وغيرهم.. ومن خلال "المقعد" أمكن.. ويمكن حل الكثير من المشكلات وحسمها علي وجه السرعة.. وهيِ تجربة أشاد بها كل المستثمرين. والمناسبات السياحية لا تتوقف في جنوبسيناء.. وشرم الشيخ تشهد احتفاليات عديدة ومثالية.. ما بين بينالي شرم الشيخ.. وملتقي الشباب العربي.. واحتفالات في حب مصر.. ومشروعات عديدة يجري الاستعداد لها.. بعضها بدأ بالفعل العمل فيه مثل مشروع تطوير هضبة في شرم الذي يتكلف ثمانين مليونا من الجنيهات تسهم فيها السياحة والتخطيط والمحافظة والمستثمرون.. ومثل مشروع تغطية كل شرم الشيخ بالكاميرات لتأمينها تماما.. ومثل تطوير طريق السلام.. وإنشاء مضمار لسباقات الهجن وقرية للتراث البدوي. المحافظ اللواء خالد فوده لا يتوقف عن التفكير في مناسبات ومشروعات.. ويتابع في أنحاء محافظته المترامية تنفيذ العديد منها.. مسافات قد تمتد لأكثر من ثمانيمائة كيلومتر.. البعض ممن حضروا معي ندوة مع المحافظ نظمها حسام الشاعر رئيس غرفة السياحة في شرم الشيخ قالوا ان تنقل المحافظة للمتابعة في المسافات الشاسعة يحتاج إلي طائرة هليكوبتر.. البعض عقب أيضا.. وما المانع أن تكون هناك طائرة هليكوبتر للأمن في المحافظة.. يستخدمها المحافظ ويستخدمها الأمن كذلك.. والبعض أضاف ان المحافظات الحدودية مثل البحر الأحمر ومطروح تحتاج بالفعل إلي وجود مثل هذه الطائرات للأمن وكذلك المحافظة.. هي ليست نوعا من الترف.. بل هي لتحقيق الكفاءة في الإدارة.. وفي الأمن أيضا.. فلماذا لا نفكر في هذا بالفعل.. ويمكن أن يتضامن في هذا المستثمرون مع أجهزة الدولة. الندوة التي شارك فيها المحافظ اللواء خالد فوده كان أيضا من المتحدثين فيها حسام الشاعر رئيس غرفة شركات السياحة ومنظم الندوة.. وهشام علي رئيس جمعية مستثمري جنوبسيناء واللواء محمود الحفناوي مدير أمن جنوبسيناء. الندوة حضر من القاهرة للمشاركة فيها ناصر تركي نائب رئيس غرفة السياحة وثلاثي السياحة الدينية من أعضاء مجلس إدارة الغرفة: إيهاب عبدالعال وباسل السيسي وعلاء الغمري وكذلك محمد فايز رئيس فرع الغرفة في جنوبسيناء وأسامة عمارة الأمين العام لغرفة السياحة. في الندوة كانت هناك أحاديث عن أفكار جديدة لتنمية السياحة في جنوبسيناء.. وتنمية المحافظة بشكل عام.. ومناقشة لمشاكل السياحة في المحافظة.. ومحاولة للوصول إلي حلول لها. المحافظ أعلن عن قرب الانتهاء من مخطط استراتيجي لتنمية شرم الشيخ خلال العشرين عاما القادمة.. وأعلن أيضا عن التوقف عن إضافة غرف فندقية جديدة في شرم الشيخ حتي عام 2017 بعد أن بلغ العدد الآن أكثر من 56 ألف غرفة في شرم الشيخ. فضلا عن عشرة آلاف غرفة تحت الإنشاء.. وقال إن ما تم تنميته في شرم الشيخ يصل إلي 23% من مساحتها وسيسمح الآن بإنشاء مشروعات خدمية ترفيهية تخدم الحركة السياحية. ظاهرة "الخرتية".. وهي طائفة تتخصص في محاولة جذب السياح للبازارات والمطاعم أو المشاركة في رحلات لا تنظم بغير الطريق الشرعي عن طريق شركات السياحة المرخص لها بذلك.. هذه الطائفة التي تعاني منها كل مقاصدنا السياحية في مصر. أصبحت أحد المشاكل المتفاقمة في شرم الشيخ.. وكلما قبض علي أحد منهم.. أفرجت عنه النيابة.. مما استدعي من المحافظ اللواء خالد فوده بحث المشكلة من الناحية القانونية.. وتحرير المحاضر لهم بناء علي التكييف القانوني لجريمتهم.. وبالتالي أصبحوا الآن تحت مقصلة القانون.. مما أدي إلي تراجعهم بعض الشيء. حسام الشاعر رئيس غرفة السياحة أوضح أن ظاهرة "الخرتية" وسماسرة الرحلات يمثلون خطرا داهما علي صناعة السياحة وسمعة مصر الدولية. خاصة وأن هؤلاء السماسرة لا يخضعون لأي رقابة من أية جهة ولا يلتزمون بالمواصفات ومعايير الأمن . أما شركات السياحة فتلتزم بإخطار وزارة السياحة وأجهزة الأمن ببيانات الرحلات والسائحين وإذا أخطأت الشركة فهناك عقوبات مشددة من قبل وزارة السياحة والغرفة تصل إلي إلغاء ترخيص الشركة في حالة تعرض حياة السائحين للخطر. وحول سبل حل هذه المشكلة أكد حشام الشاعر ان الحل يتمثل في تفعيل القرار الوزاري الذي يلزم بعدم تنظيم أية رحلات اختيارية للسائحين إلا من خلال شركات السياحة وإصدار تصريح بالرحلة من مكتبي وزارة السياحة وغرفة السياحة بشرم الشيخ وهو نفس النظام المتبع في مدينة الغردقة منذ سنوات .. حسم اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء الموقف بتأكيد انحيازه أولا للقانون والإجراءات القانونية وثانيا انحيازه الشديد لأية إجراءات تقضي علي انتشار السماسرة والخرتية بشوارع شرم الشيخ واساءتهم لسمعة المدينة مما يؤدي لتراجع الأعداد الوافدة. معلنا تأييده لتطبيق قرار وزير السياحة بمنع السماسرة والخرتية من تنفيذ الرحلات الاختيارية. في الندوة أيضا جرت مناقشة للقانون 14 لعام 2012 المعروف بقانون تملك الأراضي والمشروعات بسيناء حيث شرح هشام علي رئيس جمعية مستثمري جنوبسيناء التأثيرات السلبية للقانون علي الاستثمار بسيناء عامة والمدن السياحية فيها بشكل خاص مؤكدا علي أن هذا القانون ولائحته التنفيذية طارد للاستثمار رغم تأكيد الدولة عقب صدور القانون انه لن يطبق بأثر رجعي ولكن اللائحة التنفيذية للقانون تضمنت بنودا تمثل عائقا شديدا أمام الاستثمار السياحي سواء القائم بالفعل أو المرتقب وأن أهم تلك المعوقات تتمثل في بندين خطيرين أولهما النص علي أن مدة حق الانتفاع للمشروعات والوحدات السياحية 30 عاما فقط وهذا يقضي تماما علي جذب الاستثمارات الجديدة لأن دورة رأس المال بالمشروعات السياحية تحتاج فترة أطول أما البند الثاني كما أوضحه هشام علي فهو يتعلق بمزدوجي الجنسية ومنعهم من تلك الأراضي والمشروعات بسيناء موضحا ان هذا البند لا يفرق بين حالتين الحالة الأولي هو المصري من أب وأم مصريين ثم اكتسب جنسية أخري فهذا مواطن كامل الأهلية. أما الحالة الثانية للمواطن الذي اكتسب الجنسية المصرية إلي جانب جنسيته الأساسية غير المصرية وهذا ما يجب أن يكون فقط المستهدف من القانون مطالبا بضرورة مراجعة تلك الملاحظات حماية للاستثمار. وكان جهاز تنمية سيناء موضع شكوي المستثمرين حتي أن حسام الشاعر وصفه بأنه جهاز وقف تنمية سيناء حيث أصبح جهة إضافية تضيف عوائق إدارية جديدة للاستثمار ويمد أجل إنهاء الإجراءات دون مبرر. لتدخله في ظل وجود جهات منح الترخيص للبناء من المحافظة وهيئة التنمية السياحية التي تحفظ حقوق الدولة. كان هناك في الندوة أيضا حديث عن تنمية باقي المقاصد السياحية في جنوبسيناء.. وتطرق الحديث إلي نويبع واقتراح المحافظ اللواء خالد فودة بإنشاء منطقة حرة فيها تعمل مع الميناء وتنشط الحركة إليها إلي جانب مشروع إنشاء منطقة مبردات علي مساحة 220 ألف متر مربع. الندوة أيضا تناولت الارتفاع بمستوي أسعار الفنادق للسائح لتعظيم العائد السياحي.. وطلب المحافظ التسويق لنوعيات جديدة من السياح.. وأشار حسام الشاعر إلي تأييده لوضع حد أدني لأسعار الفنادق حتي لا يتأثر الدخل السياحي.. ولا تهبط جودة المنتج السياحي.