هل أصبح من العبث للحصول علي المال مقابل أي إعلانات مضللة يتم بثها أو نشرها في الصحف أو التليفزيون لهدم المجتمع والاضرار به وسيلة سهلة وهدف تتسابق عليه القنوات الفضائية وتلهث وراءه دون الاهتمام بالمخاطر والاضرار والكوارث التي يمكن أن تتسبب فيها هذه الإعلانات في ظل غياب منظومة الرقابة فهناك سلع ومنتجات يتم الإعلان عنها في التليفزيون غير جيدة ويقبل عليها المستهلكون بثقة نتيجة إذاعتها أو نشرها في الصحف وفي أكثر من قناة فضائية في آن واحد وتكون الضحايا عديدة ويدفعون الثمن غالياً يمكن أن تكلفهم حياتهم أيضا استخدام الدعاية المضللة للفن الهابط والخادش للحياء في مجتمعنا والتي أصبحت منتشرة الآن من الألفاظ السوقية في مقاطع الأفلام التي يتم الإعلان عنها دون المستوي لنسمع مصطلحات ومسميات من خارج القاموس اللغوي تلوث السمع وأصبح يرددها الأطفال وصغار الشباب نتيجة الدعاية الصاخبة في التليفزيون التي تقتحم علينا البيوت والمنازل ولا يمكن السيطرة عليها لحماية أطفالنا والنشء الصغير من هذا التلوث والكلام الخارج والايحاءات المقززة من الواضح أن القنوات الفضائية تلهث وراء أي ماديات للحصول علي الأموال لتمويل المرتبات والأجور التي قفزت إلي أرقام فلكية مهما كانت الضحايا والمقابل المهم الفلوس وبس ولا تفرق معها أي حاجة أخري. لا أدري هل فقدت وزارة الإعلام السيطرة علي التليفزيون والقنوات الفضائية لمنع مثل هذه المهزلة من الدعاية التي تخدش الحياء علي كل القنوات خاصة خلال الاستراحات الإعلانية لبرامج التوك شو بحجة البحث عن تدبير للموارد حتي ولو وصلت إلي تدمير أجيال وهو ما يشجعهم علي السلوك الخاطئ والتقليد الأعمي كأسلوب في التعامل مع الآخرين من المؤكد أن الرقابة علي المصنفات الفنية خارج نطاق الخدمة ولم يكن لها أي دور فعال وحازم للقيام بمنع مثل هذه الأعمال الفنية الرديئة السيئة الهابطة والتي أصبح لها انتشار كبير في المجتمع لأن العائد المادي منها كبير وهو المسيطر علي مجريات الأمور فالثقافة العامة والحياء في إجازة مفتوحة وغير موجودين بالمرة والصراع علي تحقيق أكبر عائد مادي هو الهدف وأصبح من الطبيعي أن تسمع ألفاظاً وكلمات لم نتعود عليها ولكنها تتردد علي مسامعنا من خلال التليفزيون الذي يتواجد داخل كل منزل حيث يطربك بكوكتيل من الألفاظ المتنوعة من خدش للحياء العام والايحاءات بمجرد أن تفتتحه. هذا الانفلات الصارخ في الأخلاق واستخدام الألفاظ غير المحترمة يرجع إلي تدهور أداء وزارة الثقافة وغيابها عما يدور حولها ودليل ذلك لم تتخذ أي إجراءات صارمة لمنع عرض أو نشر أو إذاعة أي مقاطع من أفلام رديئة أو ساقطة للحفاظ علي الذوق العام وحماية الجيل الصاعد من سماع مثل هذه المصطلحات المقززة والهدامة. في الدول المتقدمة أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية لا تسمح بإذاعة أو بث أي دعاية أو نشر لسلع ومنتجات أو مقاطع لأفلام أو أغنيات قبل الحصول علي موافقات جهات عديدة مثل وزارتي الصحة والصناعة والرقابة علي الصادرات والواردات والرقابة علي المصنفات الفنية إلي جانب إجراءات أخري مشددة قبل إذاعتها أو نشرها. فالإنسان له قيمة وثمن في هذه الدول المتقدمة التي تعمل علي توفير الحماية الكاملة وتطبيق قاعدة الوقاية خير من العلاج لكن عندنا في مصر بكل أسف نجري ونلهث وراء المال ونبحث عن المكسب السريع مهما كانت النتيجة فضحايا الإعلانات المضللة بالتليفزيون كثير جداً ولم يدري بهم أحد وذنبهم في رقبة التليفزيون والصحف. لقد آن الأوان لنصحح الأوضاع الخاطئة في كل شيء لنقف علي الطريق الصحيح خاصة بعد ثورتين مجيدتين قام بهما الشعب المصري في زمن قياسي رافضاً الظلم والخضوع رافعاً شعار الحرية والعدالة الاجتماعية ومع ذلك من الواضح أن الثورتين لم تصلا إلي التليفزيون حتي الآن لأن المواطن آخر اهتمامه. فالدور الأكبر في الرقابة يكون لوزارتي الإعلام والثقافة والتي يجب عليهما أن يحددا ضوابط ومعايير للدعاية والإعلان علي شاشات التليفزيون والقنوات الفضائية لحماية المجتمع من هذا المستوي المتدني الهابط في الألفاظ السوقية لمقاطع الأفلام التي يتم بثها وأيضا الدعاية للسلع والمنتجات الرديئة غير المطابقة للمواصفات القياسية.