كثيرا ما كتبنا عن إعلانات الأدوية المضللة والمجهولة المصدر, وإعلانات أخري خادشة للحياء, وكثيرا ما تناولت الصحف الألفاظ والإيحاءات والمقاصد من وراء الكثير من البرامج والمداخلات والإعلانات, أما أن يصل الأمر الي إعلان عن طلاق متبوعا بكافة تفاصيله علي الشاشة فهو أمر صعب الاستيعاب, ففي طريقة طلاق هي الأغرب في مصر قام جمال مروان صاحب مجموعة قنوات ميلودي بتطليق زوجتة جيلان سمنهود في اعلان علي شاشة القناة, وانتشرت مقاطعه علي اليوتيوب تحت مسمي طلاق مصري أم الاجنبي وكأنها استكمال لأجزاء إعلانات الأفلام التي تعرض علي قناته للأفلام وكان شعارها أفلام مصري أم أجنبي وقد حظي بمساحة نقاش كبيرة ومشاهده عالية من غرابة الإعلان. وعن اثر هذا الإعلان نفسيا يقول د. يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة: إن اختراق الحياة الخاصة ونشر تفاصيلها علي الملأ هو عدوان صارخ وانتهاك لحق الزوجة وتشهير للطرف الآخر, ومن المفترض أن الفضائيات تعمل علي بناء الأسرة المصرية أو الحفاظ علي تماسكها علي الأقل وان لا تكون مجالا لنشر الخلافات الأسرية وهدم كيان الأسرة التي تعد من مقومات المجتمع الرئيسية, ناهيك عن اثر من هذه الإعلانات علي الأطفال وأبناء من يقومون بمثل هذه الإعلانات, فأطفالهم معرضون للإصابة بالاكتئاب, وعلاقتهم بالآخرين قد لا تكون سوية, وقد يعيشون بقية عمرهم في عزلة من المجتمع, ومثل هذه الإعلانات يجب أن تجرم لان أثرها النفسي علي المجتمع شديد الخطورة. وتقول د. هالة منصور أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها: ان هذا الإعلان وغيره من الإعلانات المشابهة التي قد تظهر مستقبلا تعكس نوعا من عشوائية التصرف وعدم احترام المشاهد ولا الالتزام بأخلاقيات المهنة, ووضع المصلحة الشخصية فوق مصالح المجتمع العامة, ولو كان هناك ميثاق شرف للعمل الإعلامي الخاص بالفضائيات لما وجدنا مثل هذا الإعلان الذي لا يحترم الجمهور ولا المشاهد, وعلي طريقة بفلوسي فان صاحب القناة الذي هو صاحب الإعلان يفرض حياته الشخصية التي قد لا تهم الآخرين عليهم بالقوة ويدس للمشاهد الإعلان وسط الرسالة الإعلامية التي من المفترض ان تحترمه ولا تقحمه في مثل هذه الأمور, ونسي صاحب هذه القناة انه يملك القناة ولكنه لا يملك المشاهدين, ولا يصح أن برر أحد ما حدث علي طريقة اللي مش عاجبة يحول القناة وهي جملة صفوت الشريف في العهد البائد فأقول له: المشكلة انك حتي تحول القناة ستكون قد شاهدت مالا تحب أن تشاهده أنت أو احد أبنائك, إضافة الي الهدف الأول للكثير من القنوات الفضائية بشكل عام أصبح الربح المادي فقط باي وسيلة كانت وهو ما يؤثر سلبا علي المجتمع خصوصا مع ظهور ألفاظ ومشاهد تقود المجتمع الي منحني اخلاقي خطير وبعضهم يستغل مسمي حرية الإبداع لتمرير مثل هذه الإعلانات, كما يستغل أصحاب القنوات الثقافة القانونية الضعيفة للمشاهد البسيط إضافة الي معرفته بان حقوق التقاضي تتطلب مالا ووقتا لا يتوفران عند اغلبنا لكي يبثوا لنا محتوي لا علاقة له بالرسالة الإعلامية كالإعلان الذي نتحدث عنه. أما الناقدة ماجدة خير الله فتقول: الإعلان بصفة عامة قد لا يهم المشاهد, ولكن طبيعة هذه القناة بالذات في بث الإعلانات لها طبيعة خاصة وإعلاناتها مختلفة عن بقية إعلانات اي قناة مصرية اخري, ومشاهديها يحبون هذا التونع من الإعلانات ويتقبلونه, والبعض اعتبر الإعلان نكتة من نكات القناة, كما أن معظم جمهور القناة يحب النميمة ويهتم بها, ومثل هذا الاعلان يلبي لهم مايحبون, ولا تنسي ان نقاش الناس حول اي اعلان هو نجاح له, ومعروف عن صاحب هذه القناة انه يصنع إعلانات مثيرة للجدل ويفجر بها قنابل في مجال الفضائيات, ولو كان غرضه هو جذب الناس فقد نجح, بدليل أننا نتحدث عنه الآن.