بعد أربعة أيام من المفاوضات الصعبة. توصلت القوي الكبري وطهران إلي أول اتفاق تاريخي لاحتواء البرنامج النووي الإيراني في جنيف. يحمل أملا بالخروج من أزمة مستمرة منذ أكثر من 10 سنوات. أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والفرنسي لوران فابيوس ان السداسية الدولية وإيران توصلتا إلي اتفاق في جنيف بشأن البرنامج النووي الإيراني لكن ظريف وهو كبير المفاوضين النوويين أكد علي ان البرنامج النووي الايراني سيستمر ويجب الا تقوم الدول الاخري بخلق عقبات. وأعلن مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. في تدوينة علي موقع تويتر التوصل إلي اتفاق من دون تقديم مزيد من التفاصيل. وقالت إيران إن الاتفاق بين طهران والقوي الكبري يتضمن "اعترافا" ب"برنامج التخصيب" الإيراني. وذكر دبلوماسي غربي أنه سيكون بإمكان إيران الحصول علي 4.2 مليار دولار من النقد الأجنبي في إطار الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه مع القوي الكبري. وكان نائب وزير الخارجية الإيراني. عباس عراقجي. قال إن المفاوضات أحرزت تقدما بنسبة 98 بالمائة. في مفاوضات الملف النووي الإيراني التي تجري في جنيف. ولم يتبق سوي بعض النقاط العالقة.. مشددا علي التمسك بما اسماه "حق إيران في تخصيب اليورانيوم". وأجري دبلوماسيو مجموعة "5«1" التي تشمل الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. مفاوضات مع إيران في جنيف منذ العشرين من نوفمبر الجاري علي اتفاق لتحجيم برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية عليها. وفي تعقيبه علي التوصل الي اتفاق بشأن البرنامج النووي الايراني قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما في كلمة تلفزيونية إن الاتفاق مع طهران "يغلق الطريق الأوضح" باتجاه تصنيع ايران قنبلة نووية. وشدد الرئيس الامريكي علي أن الولاياتالمتحدة ستتيح تخفيض العقوبات علي إيران مع مواصلة برنامج العقوبات الأساسي. وذكر أن الاتفاق النووي الإيراني يسمح ببقاء مشتريات النفط الإيراني عند مستوياتها المخفضة الحالية. أضاف أن الاتفاق النووي خطوة أولي مهمة في اتجاه التوصل حل شامل للبرنامج الإيراني. وهدد الرئيس الأمريكي بأنه إذا لم تف ايران بالتزاماتها خلال فترة 6 أشهر. فإن الولاياتالمتحدة ستوقف تخفيف العقوبات عنها وتزيد من الضغوط .وشدد علي أنه لا يمكن لإيران أن تستخدم الجيل المقبل من أجهزتها للطرد المركزي بموجب الاتفاق النووي. وحذر من أن إيران ستدخل في حالة من العزلة إذا لم تلتزم بالاتفاق. ملمحا إلي أن طهران سيكون لديها الفرصة لتطوير برنامج نووي سلمي. من جانبه . كشف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تفاصيل الاتفاق الذي توصلت إليه ايران مع القوي الكبري. مؤكدا أنه سيتيح وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% دون الاعتراف بامتلاك إيران حق التخصيب أساسا. كما سيضمن أمن إسرائيل وسائر حلفاء أمريكا بالمنطقة. مقابل تخفيف بعض العقوبات الاقتصادية. وقال كيري في مؤتمر صحفي عقد عقب التوصل الي الاتفاق مع ايران ان الخطوة التالية ستكون أصعب.. واشار إلي أن العقوبات هي التي مكنت القوي الدولية من التوصل إلي هذا الاتفاق. من جانبه .أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن جوهر الاتفاق بين "السداسية" وايران يستند إلي فكرة طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال لافروف ان المفاوضات حول الملف النووي الايراني كانت صعبة وطويلة.. وتم التوصل الي اتفاق يتوج الاتصالات التي جرت علي مدي سنوات .وأشار الي أنه مع وصول رئيس جديد لايران شعرنا بأن الاعلان عن الرغبة لحل هذه المعضلة يحمل تحت طياته أساساً جاداً. أما الرئيس الايراني حسن روحاني فقد أشاد بالاتفاق الذي تم التوصل اليه بين بلاده والغرب في جنيف. ونقلت شبكة "سكاي نيوز" عن روحاني قوله. إن تصويت الشعب لصالح الاعتدال والالتزام البناء والجهود الحثيثة لفرق المفاوضين ستفتح آفاقا جديدة . اوضح روحاني ان الاسلوب الدبلوماسي مع الشعب الايراني اعطي ثماره وان التهديد والعقوبات لن تجد نفعا. ونقلت وكالة انباء ارنا الايرانية عن روحاني قوله في مؤتمر صحفي بمناسبة الاتفاق النووي ان "التعامل مع العالم اليوم يجب أن يبني علي الثقة المتبادلة". مضيفا ان "معاهدة حظر الانتشار النووي تكفل حق ايران في مجال التخصيب" كما أشاد علي خامنئي بالاتفاق. وفي اسرائيل ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاتفاق النووي الذي توصلت اليه القوي الكبري مع إيران وقال إنه خطأ تاريخي جعل تصنيع الأسلحة النووية في متناول طهران. وابلغ نتنياهو الذي عارض بشدة اي تخفيف للعقوبات الاقتصادية المفروضة علي إيران مجلس وزرائه بأن حكومته لن تلتزم بالاتفاق مع إيران. وكرر تهديدا إسرائيليا مستمر باحتمال القيام بعمل عسكري ضد إيران حتي مع اعتراف عضو في حكومته بأن الاتفاق المؤقت مع إيران قوض هذا الخيار. وقال نتنياهو ان ما تحقق في جنيف ليس اتفاقا تاريخيا وانما هو خطأ تاريخي وان العالم اصبح اكثر خطورة لان اخطر نظام في العالم اتخذ خطوة مهمة صوب الحصول علي اخطر سلاح في العالم.