"فيها سلع رخيصة علي اد الإيد" "أسواق الفقراء والغلابة" بهذه الكلمات البسيطة يصف محدودو الدخل وأهالي المناطق العشوآئية عددا من الأسواق التي تشتهر ببيع السلع الغذائية بأسعار رخيصة مقارنة بأسعارها في المحال التجارية والسوبر ماركت. وعدد قليل منهم فقط هو ما يعرف مدي خطورة السلع التي تباع بهذه الأسواق . حيث تحوي عدداً كبيراً من المنتجات المنتهية صلاحياتها. أو التي اوشكت علي الانتهاء . وتنتشر بها ايضا لحوم بيضاء وحمراء تباع بأسعار "خيالية" تصل نسبة الانخفاض في أسعارها إلي 80% لبعض الأنواع من المأكولات والمشروبات. وعلي الرغم من خطورتها إلا أن نسبة الاقبال عليها في تزايد مستمر. نظرا لتدني أسعارها. ووسط حالة الفقر التي يعيشها المواطنون تجد الآلاف منهم يتخذونها مصدراً أساسياً للغذاء. وفي الوقت الذي أعلنت فيه مديريات ومباحث تموين بجميع المحافظات القيام بالدور الأمثل لضبط هذه السلع من الأسواق إلا أن أسواق السلع الفاسدة في الاسكندرية كان لها موقف آخر في ظل انشغال مديرية المحافظة ومباحثها في أزمة اسطوانات البوتجاز وهو الأمر الذي أدي إلي زيادة هذه السلع في الأسواق بشكل كبير وانتشرت في عدد من المناطق مثل سوق باب عمر باشا بمنطقة محطة مصر وسوق صينية الورديان. وسوق المعهد الديني بمنطقة العصافرة. وسوق المنشية وكرموز والحضرة فأصبحت هذه الأسواق تبيع السلع الصارة بشكل طبيعي وكأها سلع سليمة وذلك بعد عدم الاهتمام بضبط ومراقبة هذه الأسواق. يقول ماجد إبراهيم صاحب محل سوبر ماركت بسوق باب عمر باشا ان نسبة كبيرة من التجار الموجودين في السوق يستغلون امية عدد كبير من قاطني المنطقة وعدم قدرتهم علي قراءة تاريخ الصلاحية المعلبات ويقومون ببيعها. مستغلين حاجة المواطنين إلي شراء السلع بأسعار رخيصة. مشيرا إلي أن فارق السعر بين المنتجات الموجودة بالسوق ومثيلاتها في السوبر ماركت تتراوح من 30 إلي 80%. اضاف صلاح عبد القادر تاجر إن عدم وجود رقابة علي الأسواق والتجار الذين يشتهرون ببيع أنواع كبيرة من السلع التي أوشكت صلاحيتها علي الانتهاء بالاضافة إلي أنواع أخري من الأسماك المملحة غير الصالحة للاستهلاك الآدمي . وغيرها من السلع المصنوعة تحت بير السلم والتي تباع علي مرأي ومسمع من مسئولي التموين وأمام جميع الجهات الرقابية. حيث أدي إلي انتشار السلع بشكل ملحوظ. أكد هشام كامل وكيل وزارة التموين بالاسكندرية ان انتشار السلع الفاسدة في الأسواق يحتاج إلي رقابة كبيرة نظرا لانتشار مصانع بير السلم التي ساهمت في انتشار المنتجات غير الصالحة للاستهلاك الادمي في عدد من الأسواق. لافتا إلي أن طاقة مديرية التموين حاليا موجهة إلي أزمة الاسطوانات. واصف اياها ب "الأزمة القاتلة" والتي تحتاج إلي رقابة كبيرة. أضاف ان المشاكل والأزمات التي تعاني منها المحافظة والمتمثلة في أزمة الاسطوانات والمخابز وغيرها من المشاكل التي تتعلق بالسلع الاستراتيجية خلقت نوع من العجز وعدم قدرة المديرية علي ضبط التجار والأسواق التي تبيع السلع الفاسدة للمواطنين. مشيرا إلي ان خطة مديرية التموين تضع في أولوياتها المشاكل السابق ذكرها. وخاصة في ظل الموارد المحدودة للمديرية. لافتا إلي ان حملات الغش التجاري سيتم البدء فيها بعد الانتهاء من عدد من الازمات التي تعاني منها المحافظة. أوضح ان مشكلة الأسواق التي تبيع السلع الفاسدة في تزايد مستمر نظرا لانتشار حالة من الفوضي وانعدام الضمير. واستغلال فقر المواطنين وعجزهم عن شراء أنواع معينة من السلع بسبب ارتفاع الأسعار. مشددا علي ضرورة تدخل وزارة الصحة لتعريف المواطن بمدي ضرر هذه السلع وخطورتها الكبيرة علي صحة متناوليها . وعمل الإعلانات والدعاية اللازمة ليصبح المواطن هو النافر الأول لمثل هذه السلع . حتي يكون دور التموين رقابياً فقط . لافتا إلي أن المستهلك كان له دور كبير في تشجيع بائعي هذه السلع والترويج لها بهذا الشكل. أوضح انه كلما كانت السلع رخيصة ويوجد فارق كبير بينها وبين مثيلاتها الموجودة في السوبر ماركت فعلي المواطن ان يتأكد انها سلع فاسدة ويجب ان يبتعد عنها. مشددا علي ضرورة مراعاة شكل السلعة ورائحتها والتأكد من صلاحية المعلبات حتي لا يقع فريسة لمعدومي الضمير من تجار السلع الغذائية الفاسدة. ومن جانبه وصف الدكتور ايهاب كمال اخصائي التغذية السلع الفاسدة التي انتشرت في الأسواق ب "القنبلة الموقوتة" حيث تسببت في انتشار أمراض الكبد والفشل الكلوي بنسبة كبيرة. لتصبح مصر في مقدمة الدول التي يوجد بها أكبر عدد من المصابين. مشيرا إلي ان المعلبات الغذائية المنتهية الصلاحية والتي تبيعها المصانع قبل انتهاء صلاحيتها بفترة زمنية قليلة لتنتهي صلاحيتها عند التاجر تسبب في حدوث تسمم غذائي يمكن أن يؤدي بحياة من يتناولها. وأوضح ان اللحوم والكبدة وغيرهما من المأكولات المجمدة تتحول إلي أمراض بمجرد إذابة التجميد وهو ما يقوم به تجار هذه السلع فيقومون بعرضها ثم تجميدها . مشيرا إلي ان عملية التجميد والإذابة تساهم في قتل المواطن بالبطئ وهو الأمر الذي يحتاج إلي تدخل فوري لازالة هذه الأسواق نظرا لخطورتها الكبيرة علي صحة المواطنين. وأكد العميد عزت عبد القادر مدير شرطة التموين والتجارة الداخلية ان الفترة الماضية شهدت وجود عدد كبير من مصانع بير السلم غير المرخصة لأنواع عديدة من السلع مثل بسكويت الأطفال ومعلبات الصلصة وأكياس الأرز والمكرونة. وغيرها من السلع التي تحتاج إلي رقابة كبيرة. مشيرا إلي انه يتم مداهمة المصنع ومصادرة كل الكميات الموجودة به في حالة تلقي أي بلاغات. حيث تشارك في الحملات التي تقوم بها مباحث التموين رقابة الأغذية بمديرية الصحة لافتا إلي ان أسواق السلع الغذائية يليها مصانع التعبئة من أكثر الأماكن التي يوجد بها كميات من السلع الفاسدة والتي لا تصلح للاستهلاك الآدمي.