أسواق اليوم الواحد استغلت ظاهرة ارتفاع الأسعار واختفاء السلع من الأسواق نتيجة توقف الشاحنات عن توصيل البضائع خوفاً من أعمال البلطجة للغياب الأمني وطرحت مئات الكيلوات من البضائع مجهولة المصدر والأغذية منتهية الصلاحية والتي أقبل عليها الجمهور بسبب اختفاء منتجات الألبان والعصائر وبعض أنواع المعلبات. تقول سماح عبدالمغني طالبة أسواق اليوم الواحد بالمناطق العشوائية ظهرت بها بكثافة السلع الغذائية التي يعاد تعبئتها في مصانع "بير السلم" وللأسف يقبل عليها معدومو الدخل خاصة الحلويات التي يتمناها أطفالهم ولا يملكون ثمن شراءها. محمود أحمد موظف يقول: شركات الأغذية استغلت الموقف وتخلصت من السلع التي قاربت مدة صلاحيتها علي الانتهاء وعرضتها بأسعار مخفضة لتجد قبولاً من المواطنين خاصة في ظل الحالة الاقتصادية التي تشهدها البلاد وغالباً لا يعبأ المستهلك بمراجعة تاريخ الصلاحية. أين الرقابة؟ عبدالوهاب يؤكد ظهور العديد من السلع الغذائية المستوردة مثل العصائر والبسكويت مطبوع عليها تاريخ الصلاحية تباع علي الأرصفة بأسعار أقل من مثيلاتها المعروفة بالسوق المصري وهي في الغالب مهربة من الجمارك فكيف نضمن جودتها دون مرورها علي جهة رقابية صحية. محاسن علي ربة منزل تقول: إنها تتابع العروض الأسبوعية التي تقدمها سلاسل المحلات الموجودة في مصر منذ فترة طويلة ومعروفة بجودة منتجاتها وبأسعار أقل من الموجودة بالأسواق وهي تري أنها تعين المواطن المصري علي مواجهة غول الأسعار الذي توحش هذه الأيام ليقضي علي أي زيادات في الدخل وأكدت أن هذه العروض لسلع قاربت صلاحيتها علي الانتهاء ولكنها لا تقل عن خمسة أشهر وهي فترة كافية وآمنة ونشتريها للاستهلاك الشهري وليس بغرض التخزين. تخالفها الرأي انتصار عباس موظفة فلديها تجارب سيئة مع عروض السلع الغذائية وقررت عدم الشراء منها مرة أخري حيث إنها اشترت علب جبن أبيض من أحد المحال الكبري وعند فتحها اكتشفت وجود عفن بها وفي هايبر معروف هناك عروض وقتية فقد تم الإعلان في الإذاعة الداخلية عن وجود عرض علي اللحوم تباع بنصف سعرها وعند فحص البيانات المدونة عليها اكتشفت أن صلاحيتها أربعة أيام فقط من تاريخ يوم العرض وقليل من المستهلكين الذي يراجع تاريخ الصلاحية. الدكتور محمود عمرو رئيس المركز القومي للسموم يقول إن الغذاء الفاسد يكلف خزانة الدولة المليارات وقد يؤدي إلي فقدان الشخص لحياته وهناك إحصائية تؤكد أن حوالي 15 ألف شخص يموتون سنوياً بسبب التسمم من جراء تناول أغذية تالفة ومنتهية الصلاحية بعد أن زاد انتشارها بسبب ضعف الدور الرقابي للدولة فالمسئول عن الرقابة يقتصر دوره علي مشاهدة السلع علي الأرفف وأخذ عينة للتحليل في المعامل والنتيجة تظهر بعد أكثر من أسبوع وفي هذه الفترة يكون قد تناول هذه السلع الكثير من المواطنين وللعلم لدينا معملان فقط في مصر أحدهما بوزارة الزراعة والآخر الصحة لذا يجب تشديد الرقابة علي الأسواق والمستوردين خاصة فهم مسئولون عن غزو السلع الفاسدة للسوق المصرية حيث يشترونها بأرخص الأسعار وهناك طريقة الحفظ والتخزين فالكثير من السلع تحتاج إلي درجة حرارة معينة وإذا تغيرت تتلف قبل انتهاء مدة صلاحيتها بفترة لذا يجب مراعاة شروط الحفظ والتخزين عند نقل كافة السلع. الدكتور سمير نيروز أخصائي التغذية يقول إن تناول الأطعمة منتهية الصلاحية يسبب خطورة شديدة علي صحة المواطن وقد تؤدي إلي الإصابة بالسرطان لأن تلف الأغذية يعني حدوث تغيرات كيميائية وتهاجم المادة الوراثية داخل الخلايا وهناك مؤشرات لفساد الأغذية مثل تغير في الشكل والطعم والرائحة إذا وجد المواطن أحد هذه التغيرات يمتنع عن تناولها كما يجب عليه التأكد من تاريخ الصلاحية قبل الشراء. وعن مواجهة أحمد يحيي رئيس شعبة المواد الغذائية قال إن دور الغرفة التجارية في هذا الشأن يقتصر علي تقديم البلاغات للجهات الرقابية المختصة في حال اكتشاف مواد غذائية مجهولة المصدر أو منتهية الصلاحية وتوعية التجار بعد التعامل في هذه الأصناف فنحن لا نملك حق الضبطية القضائية للتحفظ علي تلك السلع. سلوي شكري رئيس جمعية حماية المستهلك بمصر الجديدة وعضو جهاز حماية المستهلك إن المواطن له دور كبير في التصدي لغش التجار فعليه الامتناع عن شراء السلع منتهية الصلاحية أو التي قاربت مدة صلاحيتها علي الانتهاء وبالتالي لا يجد التاجر الغشاش من يشتري هذه السلع المعيبة وبالنسبة لدور الجمعية أننا نقوم باستمرار بالمرور علي الأسواق التجارية للتأكد من صلاحية المنتجات والتأكد من أن تاريخ الصلاحية مطبوع علي المنتج وليس مجرد ورقة ملصقة عليه لأن ذلك مخالف للقانون وإذا وجدناه في منشأة نقوم بتحرير محضر مخالفة لها ويتم مخاطبة مباحث التموين وجهاز حماية المستهلك الذي يمتلك حق الضبطية القضائية وبالفعل قامت الجمعية بغلق قسم كامل للأسماك في سوبر ماركت شهير كان يعرض سالمون وأسماك فاسدة. وبسؤال المهندس محمد أنور وكيل وزارة التموين بالجيزة أكد أن المديرية تقوم بإرسال مفتشي تموين إلي الأسواق التجارية بصفة يومية ودورهم هو التعرف علي مدي صلاحية المنتجات والتأكد من طبع تاريخ الإنتاج وانتهاء الصلاحية علي المنتج وإذا وجد تلاعب يتم تحرير محاضر.. انتهي حديث وكيل الوزارة بينما آلاف السلع مازالت علي الأرصفة يشتريها الناس رغم أنها فاسدة ومنتهية الصلاحية.