يسافر وفد من المشرعين الأوروبيين إلي واشنطن غدا للحصول علي اجابات من المسئولين الأمريكيين علي عمليات تجسس واسعة النطاق قامت بها الولاياتالمتحدة علي حكومات ومواطنين أوروبيين في وقت اتهمت فيه السلطات الفرنسية اسرائيل بالتورط في هذه العملية.. وتأتي الزيارة التي تستمر ثلاثة ايام ويقوم بها أعضاء لجنة الحريات المدنية في البرلمان الاوروبي بعد تقارير ظهرت هذا الاسبوع جاء فيها ان وكالة الامن القومي الامريكية اطلعت علي السجلات الخاصة بهواتف عشرات الالاف من المواطنين الاوروبيين كما راقبت الهاتف المحمول لمسئولين سياسيين.. وأدان زعماء أوروبيون مجتمعون في بروكسل هذه المعلومات وطالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الولاياتالمتحدة بتوقيع اتفاقية "عدم تجسس" مع المانياوفرنسا بحلول نهاية العام مثل اتفاقات مماثلة موقعة مع بريطانيا وآخرين.. ويضم الوفد الاوروبي تسعة اعضاء وسيلتقي مع كبار المسئولين في الحكومة الأمريكية والاستخبارات لبحث التعويضات القانونية المحتملة لمواطنين اوروبيين عن التجسس المزعوم وتعليق اتفاق لتبادل المعلومات بين الولاياتالمتحدة وأوروبا. من جانبها كتبت صحيفة "سودويتشي تسايتونج" الألمانية أن عمليات التنصت التي يعتقد ان اجهزة الاستخبارات الامريكية مارستها علي الهاتف المحمول للمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل. تمت من سفارة الولاياتالمتحدة في برلين. أوردت الصحيفة أن التنصت يقوم به علي ما يعتقد مركز تنصت يعرف باسم "الجهاز الخاص لجمع المعلومات" وهو ينشط تحت المسئولية المشتركة لوكالة الأمن القومي الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية "سي آي ايه" ويعتقد انه ينشط في السفارات والقنصليات الأمريكية عبر العالم وفي غالب الأحيان بشكل سري.. في سياق متصل ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن فرنسا اشتبهت في أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تقف وراء هجوم معلوماتي استهدف الرئاسة الفرنسية في مايو 2012. وقالت "لوموند" ان مذكرة داخلية "سرية للغاية" من اربع صفحات لوكالة الأمن القومي الامريكية كشفها العميل السابق أدوارد سنودن تشهد علي توترات وريبة بين باريس وواشنطن رغم انهما حليفتان رسميا.. وطلب مسئولان فرنسيان كبيران من اجهزة الاستخبارات ومن وكالة عامة للامن المعلوماتي في 12 ابريل 2013 مساءلة وكالة الامن القومي الامريكية.. ويشتبه في ان هذه الوكالة متورطة في قرصنة حواسيب تعود لابرز مساعدي رئيس الدولة خلال ولاية نيكولا ساركوزي في مايو 2012 بين دورتي الانتخابات الرئاسية في فرنسا.. وفي مذكرة نشرت الصحيفة مقتطفات منها. تؤكد وكالة الأمن القومي الامريكية انه بعد التحقيق تبين ان أياً من الاجهزة القادرة علي شن هذا النوع من العمليات داخل ال 16 وكالة استخبارات امريكية أو الاجهزة الحليفة المقربة منها "الاجهزة البريطانية والكندية والاسترالية" غير مسئول.. لكن المذكرة تضيف ان أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية. وهي قادرة أيضا علي القيام بمثل هذا النوع من الهجمات. لم تخضع "عمدا" للمساءلة حول هذه القضية.. وردا علي سؤال عن احتمال تورط الاستخبارات الاسرائيلية في هذا الهجوم. قال الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحفي في ختام قمة اوروبية في بروكسل إن "لوموند" تتحدث انطلاقا من وثائق بحوزتها عن عدة فرضيات ونحن أيضا لدينا عدة فرضيات.. وتتوالي التسريبات منذ شهر يونيو حول حجم البرنامج الأمريكي للتجسس في العالم والذي استهدف ليس فقط اشخاصا مشبوهين بالارهاب. وانما ايضا رجال اعمال وصناعيين وحتي مسئولين سياسيين ومنهم الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف والرئيس المكسيكي السابق فيليبي كالديرون.. من جهة أخري. ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن واشنطن حذرت بعض اجهزة الاستخبارات الاجنبية من ان الوثائق التي حصل عليها سنودن تحتوي علي تفاصيل حول طريقة تعاونها السري مع واشنطن.. وكتبت الصحيفة نقلا عن مصادر لم تكشف هويتها في الادارة الامريكية انه من بين عشرات الاف الوثائق التي جمعها سنودن فإن بعضها يحتوي علي معطيات حساسة حول برامج موجهة ضد بلدان مثل ايران وروسيا والصين.