ما بين يوم وليلة زحفت العشوائيات إلي حدائق الأهرام وهضبتها وحولتها من أرقي مناطق الجيزة إلي دويقة ومنشية ناصر ومساكن زلزال جديدة.. القمامة ومخلفات المباني في معظم شوارعها والحرائق والأدخنة السوداء لا تتوقف وأعمدة الإنارة خاصمت الإضاءة تماما وفي النهاية لم يجد حي الهرم إلا التزام الصمت. الغريب أن الجمعية التعاونية لبناء المساكن بحدائق الأهرام تكتفي بالتقسيم والبيع والشراء ولم تكلف خاطرها بمخاطبة الحي لإعادة المظهر الجمالي للمنطقة الراقية فعادت الأتربة والرمال للشوارع وتهالكت المرافق والبنية الأساسية مما جعل العديد من السكان يعزفون عن الإقامة فيها. يقول فايز فتحي عبدالحليم - مدير سوبر ماركت بالبوابة الثانية: إن الخدمات بحدائق الأهرام وأهمها الأمن أصبح مفقودا نهارا أو ليلا مما شجع الخارجين علي القانون بالهجوم علي المحلات وكسرها لسرقتها في عز الظهر علي مرأي ومسمع من الجميع ومن يتصدي لهم يكون مصيره القتل علاوة علي عدم وجود أي سيارة أمن تجوب المنطقة مما جعل أغلب السكان يهجرونها للهروب من البلطجية والفوضي. يضيف محمد العوضي من سكان الحدائق أنه يوجد تقاعس ملحوظ من العاملين المسئولين بالجمعية الخاصة بالمنطقة وعدم استكمال دورها في توفير الخدمات بحجة عدم وجود سيولة مالية رغم وجود ملايين الجنيهات لخدمة وتطوير المنطقة!! تلال القمامة يلتقط طرف الحديث جمعة محمد - حارس أحد العقارات - قائلا لم يتم رفع القمامة من قبل الجمعية بالرغم من تحصيل 50 جنيها شهريا من كل ساكن لرفعها كما أن عمال هيئة النظافة يقومون برفع النافع منها فقط علاوة علي تحول قطع أراضي الفضاء بالمنطقة لمقالب قمامة وحيوانات نافقة ورفض المسئولين التدخل مما حول المنطقة لبؤرة تلوث. ويشير أحمد يحيي - حارس عقار - إلي قيام الكثير من حراس العقارات بالتخلص من القمامة بإشعال النيران بها مما يزيد من التلوث ويعرض المارة خاصة الأطفال للخطر. أما مسعد صابر - موظف - فيؤكد تراخي الجمعية المسئولة عن المنطقة عن دورها في رفع مخلفات البناء وتركها بالشوارع مما يعوق حركة المارة وتكون وسيلة لاختباء الخارجين علي القانون خلفها بالإضافة إلي عدم رصف الشوارع التي تحولت لطرق ترابية وعدم إضاءة الأعمدة فتحولت المنطقة لظلام دامس ووكر للبلطجية. بينما تؤكد هدي عزيز - من سكان المنطقة - أنها تعرضت للمضايقات من سائقي التكاتك الذين يجوبون المنطقة ليل نهار يحملون جميع أنواع الأسلحة مستغلين الغياب الأمني والتلفظ بألفاظ خارجة وجارحة بخلاف المشاجرات بين السائقين والركاب وانتشار الباعة الجائلين والإشغالات أمام المحلات لتتحول الهضبة والحدائق لسوق كبيرة تسد الطريق. ممارسات غير أخلاقية تطالب شيماء محمد - طبيبة من سكان المنطقة - بالتواجد الأمني لمنع انتشار الممارسات غير الأخلاقية وخاصة بالطريق الرئيسي للبوابات حيث تقف مجموعة من البنات يوميا لإيقاف السيارات بشكل مشين في وضح النهار لممارسة الأعمال المنافية للآداب وتطالب بتفعيل دور الجمعية وتعاونها مع الحي من أجل توفير الخدمات بالمنطقة وإزالة المخالفات الموجودة خاصة أنه يتم بناء أدوار مخالفة مما يؤثر علي سلامة العقارات والسكان. مواجهة اللواء مصطفي خليفة - رئيس مجلس إدارة الجمعية الاستثمارية المسئولة عن حدائق الأهرام الأسبق - يقول: إنه حاول من قبل ومنذ توليته رئاسة الجمعية وبالتعاون مع المسئولين بحي الهرم بتجديد شبكات المياه ورفع أطنان القمامة والكثير من الخدمات التي يحتاجها سكان الحدائق بخلاف رفع الإشغالات التي تعوق المارة والعديد من الإنجازات التي تحافظ علي الحدائق كمنطقة سكنية نظيفة.يضيف المهندس طارق عبدالشافي - رئيس هيئة نظافة وتجميل الجيزة - أنه تم عمل حملة موسعة مدتها أسبوعين لرفع القمامة بالشوارع مكونة من لودر و2 عدد عربة كبيرة وسيارة كنس آلي وعدد 50 عاملا وتم فيها رفع عدد كبير من أكياس القمامة بالإضافة لكنس الشوارع. أما عن الأراضي الفضاء والبالغ عددها 4000 قطعة أرض فهي من المفروض نظافتها من قبل الجمعية حيث إن أصحابها يدفعون 10000 جنيه للجمعية مقابل نظافتها كما أن الهيئة طلبت من المسئولين بالجمعية التعاقد لرفع القمامة ونظافة وتجميل المنطقة ولكنها رفضت.