في مبادرة للنقابة المستقلة للباعة الجائلين لتقنين أوضاع أعضائها المنتشرين بشوارع القاهرة الكبري شهد ميدان رمسيس عرضاً ل"بكيات" تم تصميمها بالجهود الذاتية حضره نائب محافظ القاهرة. الباعة في عرضهم لمشروعهم علي جمهور المارة أكدوا أنهم راعوا الشروط والمواصفات واستطلعوا رأي الجمهور في وضع "الباكيات" أسفل الكباري للقضاء علي الاختناقات والأزمات المرورية وفي حين البعض رحب بالفكرة والبعض الآخر اعتبرها تحايلاً ومحاولة لتقنين وضع خاطئ بينما قرر محافظ القاهرة تشكيل لجنة لحصر الباعة ودراسة الوضع. في البداية يقول أحمد حسين رئيس نقابة الباعة وضعنا النماذج أمام عمارة رمسيس وقد راعينا فيه كافة الشروط والمواصفات المتفق عليها لنتعرف علي آراء المواطنين وقد لاقت الفكرة قبولاً واسعاً مشيراً إلي أن المحافظة أمهلتهم مهلة زمنية حتي شهر أكتوبر القادم للدراسة والتنفيذ. طارق فؤاد نائب رئيس النقابة يضيف سددنا 50 ألف جنيه لبنك مصر ليسدد للشركة التي قامت بتصنيع 88 نموذجاً لوضعهم أمام عمارة رمسيس مع حث البائع علي الالتزام بالمساحة المخصصة له لعرض بضائعه. تقنين وضع رجب إمام أمين الصندوق قال إن المشروع يهدف إلي تقنين وضع الباعة الجائلين بوسط البلد لتقديرنا لأهمية المنطقة وأنها قلب العاصمة في خطوة لتحويلها إلي مكان حضاري مثل الدول الأوروبية مشيراً إلي ظهور أطراف أخري في صفوف الباعة من المهنيين والموظفين والعمال المشردين من القطاع الخاص بعد ثورة 25 يناير والمشردين من القطاع الخاص علاوة علي اللاجئين السوريين والآلاف ممن انضموا إلي سوق البطالة. رشاد حمدي - بائع يقول: أمارس هذه المهنة منذ 14 عاماً ولا أستطيع سداد رسوم الحصول علي باكية فالمشروع سوف يؤدي إلي المزيد من الفوضي نظراً لحصول بعض الباعة الجائلين دون الآخرين علي تلك النماذج وأناشد القائمين علي المشروع تقسيط الرسوم حتي يتمكن كافة الباعة من الحصول علي باكية. بائع آخر رفض ذكر اسمه قال: هناك معارضة من بعض الباعة للفكرة لتعارضها مع مصالحهم الشخصية والحصول علي مكاسب طائلة من تلك الفوضي نتيجة فرض سيطرتهم علي الميدان وتقسيمه فيما بينهم وفرض الاتاوات. الجمهور رحب بالفكرة كما يقول سامي سعيد موظف بإعطاء باكية لكل بائع يقضي تماماً علي سيطرة البلطجية الذين يفرضون الاتاوات علي الباعة البسطاء مقابل فرش بضائعهم في الشوارع مطالباً بتقنين أوضاعهم والتصدي لأي تجاوزات من المرتشين وأصحاب المصالح بالمحليات. يعبر شريف أحمد - طالب عن ترحيبه بالمشروع مؤكداً أنه يساهم بشكل كبير في القضاء علي أزمة الباعة الجائلين والحفاظ علي أسرهم وعدم المساس بدخلهم مناشداً الدولة تعميم تلك التجربة علي شوارع وميادين القاهرة ومحافظات الوجهين القبلي والبحري. يشير عادل عثمان - أعمال حرة - إلي ضرورة وضع تلك الفاترينات تحت رقابة الجهات المعنية للحد من السلع المهربة غير معلومة المصدر والتي تصيب المواطنين بالأمراض التي انتشرت بعد أحداث ثورة 25 يناير. تحايل علي القانون يري هاني السعيد - مدرس - أن المشروع يعد أسلوباً جديداً للتحايل علي القانون ومحاولة تقنين وضع خاطئ ولن يغير من الواقع كثيراً وأخشي من تفشي وضع الأكشاك التي انتشرت بعد الثورة دون رادع من الجهات المسئولة. اللواء عاطف عبدالمنعم رئيس حي الأزبكية قال التجربة في حد ذاتها متميزة ولكن هناك اعتبارات لابد من توافرها لإنهاء مشكلة إشغالات الطرق أولاً ويتم التطبيق بعد معالجة مدروسة لأن هذه القضية تمس أعداداً كبيرة من الباعة يصعب قطع أرزاقهم قبل توفير أماكن بديلة وبالنسبة للباكيات التي تم وضعها أمام عمارة رمسيس وتم نقلها إلي أرض فضاء بجوار محطة مترو مصر الجديدة لحين توفير أماكن ثابتة بعد تعافي الأمن كي يتم التعامل بالقانون مع كل من تسول له نفسه الاعتداء علي الأرصفة وإعاقة حركة المرور. أحمد خير رئيس حي ثان السلام يعتبر التجربة أسلوباً للتحايل علي القانون يزيد من الأزمة حين يمتلك البائع الباكية بشكل قانوني ويستغلها كمخزن ثم يعود لافتراش الشوارع مرة أخري والعلاج في التنسيق بين المحافظة والأحياء والجهاز الشرطي وخاصة شرطة المرافق والضرب بأيد من الحديد لرفع إشغالات الشوارع والميادين العامة. لجنة للدراسة الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة أكد تشكيل لجنة عليا برئاسة أحد نواب المحافظ لجمع كافة البيانات عن الباعة الجائلين بوسط المدينة ونشاطاتهم. مشيراً إلي إعادة تنظيمهم وتحديد أماكن لهم ووضع الحلول النهائية لمشكلتهم وذلك يتطلب دراسة وافية يجري إعدادها حالياً تحقيقاً للصالح العام لكل أطراف المشكلة المتمثلين في البائع الجائل بتوفير بديل له بشكل رسمي مشروع حفاظاً علي مصلحته ورزقه مؤكداً اعتزازه بالباعة الجائلين وتقديره لكونهم مواطنين شرفاء قاموا بالاعتماد علي أنفسهم لتوفير مصادر رزق لهم والحفاظ علي حق المواطن في رصيف آمن وأصحاب المحلات الذين يعمل الباعة بجوارهم والمحافظة التي تنشد إعادة المظهر الحضاري للعاصمة وتحقيق السيولة المرورية بها.