الأعمال الخيرية في الاسلام يختلف ثوابها بحسب النفع الذي يعود علي الانسان. ومن صلي منفردا خلف الصفوف المكتملة فصلاته صحيحة. والذي يؤدي فريضة الحج من ماله الخاص يضاعف له الأجر. كانت هذه أسئلة القراء نقدمها مع اجابات العلماء عنها ** تسأل القارئة فايزة يوسف محمد من الإسكندرية قائلة: هل كفالة الفقراء واعانة المحتاجين تعادل ثواب حج النافلة؟ ** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور عزت عطية الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر يقول: يختلف ثواب الأعمال الطيبة في الاسلام بحسب النفع الذي يعود منها علي الانسان والمجتمع أي الوضع الديني العام فالصلاة أفضل الأعمال فإذا كان علي الإنسان واجبات اجتماعية كرعاية المريض وتجهيز الميت وغير ذلك من فروض الكفاية فإن القيام به يفضل الصلاة النافلة وكذلك إذا كان المجتمع مكتفيا بموارده من الأجور والزكاة بحيث لا توجد حاجة ماسة من مال الغير لبعض أفراده فإن العمرة والحج المتكرر يفضل غيره من الأعمال. أما إذا كان هناك محتاجون وفقراء لا يجدون ما يكفيهم من الضرورات أو ما فوق الضرورات فان الانفاق عليهم يكون أفضل من قوافل الحج والعمرة. ** يسأل القارئ حسن إبراهيم محمود من أسيوط. قائلا: فاز أخي في مسابقة بالحج فهل يكون ثواب حجه مثل ثواب المنفق علي حجه من ماله؟! يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزاهر يقول: فان الحج إلي بيت الله الحرام فريضة محكمة باجماع العلماء وذلك بناء علي ما ورد بشأنها في كتاب الله تعالي وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم حيث قال جل شأنه: "ولله علي الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا" ومن العبادات ما فرضه الله ابتلاء في المال فقط كما هو الحال في الزكاة والكفارات حيث يقوم المسلم ما يجب عليه. من هذا المال طائعا مختارا راجيا من الله تعالي قبول ما أخرج من ماله. في وجوه البر والاحسان ومن العبادات ما فرضه الله تعالي ابتلاء في البدن والمال معا. وذلك في الحج والجهاد. فإن المسلم يتجشم الصعاب ويواصل الجهاد بنفسه وماله في سبيل مرضاة ربه وعلي ذلك فالحج امتحان من الله تعالي للمسلم أو المسلمة حيث يبذل كل منهما جهده. فضحيا براحنة محتملا مشقة السفر والترحال في وسائل المواصلات في البر والبحر والجو إلي جانب ما يتطلبه ذلك من النفقات الكثيرة سواء ما يقدم لوسائل المواصلات التي توصله اليه هناك. وما ينفقه علي مطعمه ومشربه وملبسه وسكنه هناك مع توفير نفقة أهله في بلده مدة بقائه هناك حتي يرجع فان وجد المسلم من يكفيه نفقات سفره ونفقاته الشخصية الا انه ينبغي عليه توفير نفقات أهله في بلده ثم ما يتكبده من المشاق البدنية في هذه الرحلة المباركة والأجر علي ذلك عظيم لحصل علي أجر عظيم اذ يحتسب الثواب علي قدر ما يعانيه المسلم من المشقة. وبناء علي ذلك فإن كان الأجر الذي يحصل من رحلة الحج لحساب الجهة صاحبة المسابقة عظيما. لكن أجر الحاج علي نفقة نفسه أكبر وأعظم لما تضاعف له من الأجر نظرا لمابذله من ماله ولما بذله من مشقة بدنية. "والله أعلم"