عندما وقف الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي في أول قمة عربية عقب إعدام الرئيس العراقي صدام حسين في فجر يوم عيد الأضحي في تحد سافر لمشاعر المسلمين والعرب ورسالة غطرسة أمريكية للعرب أجمعين رغم أنها أي أمريكا تعيش وينتعش اقتصادها بنفط وأموال العرب ومدخراتهم واستثماراتهم في أمريكا وأوروبا بأسرها.. وقف القذافي في القمة وقال لما يسمون بالزعماء العرب وقال لهم والخزي يكسو الوجوه.. لا تحسبوا صدام هو آخر مَنْ يعدم والدور سيأتي عليكم جميعاً.. عندها طافت الكاميرا علي وجوه الحاضرين خاصة الرئيس التونسي بن علي والرئيس اليمني علي عبدالله صالح والرئيس مبارك وقد علت وجوههم ابتسامة تهكم صفراء علي ما يقوله القذافي.. وقال إن الأمريكان سوف ينفردون بكل دولة علي حده وسوف نسقط تباعاً.. والمسألة مسألة وقت.. وتهكم علي الزعيم الليبي.. الحاضرون ولأنه يدرك المخطط الأمريكي الأوروبي منذ سقوط الاتحاد السوفيتي وتفككه إلي دويلات ضعيفة وانهيار روسيا اقتصادياً.. اجتمع ساسة الغرب وقرروا تفتيت وتمزيق الكيانات العربية والاستيلاء علي منابع النفط بشتي السبل وبنت أمريكا سياستها في الشرق الأوسط علي محورين أساسيين.. الأول أمن إسرائيل وذلك لن يتحقق إلا بتفكيك الجيوش العربية وتمزيق وتكريس الخلافات العربية والانقسامات داخل كل دولة.. والمحور الثاني وضع أيديهم علي منابع البترول وضمان عدم تكرار استخدام هذا السلاح كما حدث في حرب أكتوبر 1973 ووجد الأمريكان أن المناخ في الوطن العربي يساعد جداً علي تنفيذ المخطط بكل سهولة فأعطوا الضوء الأخضر لصدام لغزو الكويت حتي وقع في الفخ بكل سهولة.. وعندما فعل قبضوا الثمن غالياً جداً من الكويت ودول الخليج لطرد صدام وتحرير الكويت تم الترويج لما يسمي بأسلحة الدمار الشامل تلك الاكذوبة الكبري ودمروا واحداً من أقوي الجيوش العربية بل ودمروا العراق بأسرها واستولوا علي نفطها وثرواتها وتركوها أطلال دولة وبقايا شعب ممزق.. ثم بدأوا في تنفيذ مخطط اسقاط الدول العربية واشاعة الفوضي وتمزيق شعوبها بأيديهم ولأن المناخ مناسب لإشاعة الفوضي وإثارة الشعوب المقهورة علي حكامها الفاسدين فخططوا ونفذوا.. دربوا مئات وآلاف الشباب في صربيا وبلجراد وغيرها.. ومولوا العديد من المراكز والجمعيات تحت شعارات والحرية الديمقراطية وقبض المتدربون ثمن إسقاط بلادهم تحت شعارات ثورية.. بينما الهدف استنزاف قدرات الجيوش العربية واسقاطهم واحداً تلو الآخر.. لذلك فإن العالم العربي يعيش وهماً كبيراً اسمه ثورات الربيع العربي.. وهي مخططات التدمير العربي تحت لواء الجيل الرابع من الحروب الذي لا يعتمد علي الاحتلال الجغرافي.. وإنما احتلال ثقافي وفكري تحت مزاعم وشعارات يروجها الغرب وهو أبعد ما يكون عنها.. فهل احتلال العراق وتدميره.. حرية أو ديمقراطية.. هل استباحة عرض الرجال والنساء علي يد الجنود الأمريكان في العراق وغيرها من البلاد التي دنستها أقدام الأمريكان.. هل هذا حقوق إنسان.. هل هذا هو النظام العالمي الجديد الذي يروج له الأمريكان؟ *** ولأن السيناريوهات جاهزة لتدمير الجيوش والدول العربية.. سيناريو سوريا جاهز وبكل سهولة يمكن للمخابرات الأمريكية أو الموساد الإسرائيلي استخدام السلاح الكيماوي عن طريق عملائهم والمرتزقة الذين يدخلونهم إلي سوريا ويمدونهم بالسلاح.. لتجد أمريكا ذريعة لضرب سوريا وحشد حلفائها البريطانيين والألمان والفرنسيين كما فعلوا مع العراق في تحد سافر للأمم المتحدة والعالم بأسره.. وإذا ضرب الأمريكان دمشق اليوم.. فغداً سوف يستخدمون نفس السيناريو مع مصر.. ثم غيرها من البلاد العربية المستهدفة ولو وقف العرب يداً واحدة ما استطاعت أمريكا اسقاطهم واحداً تلو الآخر.. والحقيقة أن العواصم العربية ترنحت يوم أن سقطت بغداد ولو سقطت دمشق.. سوف تترنح القاهرة. إننا جميعاً كدول عربية ندفع ثمن فساد الحكام.. لكن الثمن لن يكون دولنا.. ولتذهب الأنظمة للجحيم.