* نجح الأهلي في توفيق أوضاعه الافريقية. وفشل الزمالك في البحث عن ذاته وسكن القاع في دوري المجموعات لبطولة الأندية الأبطال!! الأهلي عوض خسارته بالثلاثة علي أرضه من أورلاندو إلي فوز وثلاث نقاط علي ليوبارد الكونغولي في عقر داره. بينما الزمالك سار علي درب الأهلي عندما خسر بالثلاثة.. ليتقهقر الزمالك ويخسر بنتيجة كبيرة ثقيلة من أورلاندو الكونغولي بأربعة أهداف وهي نتيجة صعبة غير متوقعة إطلاقاً وضعت الزمالك في قاع المجموعة بنقطة واحدة. * ما يصعب من موقف الزمالك أن رصيده نقطة واحدة من التعادل مع الأهلي بعد ثلاث جولات. أي بعد أن قطع نصف مشوار المجموعة.. ودخل مرماه ستة أهداف وهي نسبة كبيرة تؤكد أن هناك أخطاء دفاعية قاسية وصعبة وكان الله في عون حلمي طولان الذي تحمل مسئولية فريق مهلهل بعد رحيل العديد من عناصر القوة فيه هجوماً ودفاعاً وتمرد اللاعبين ومعنوياتهم المهتزة لعدم صرف مستحقاتهم والأهم من ذلك انعدام الثقة ما بين الإدارة واللاعبين مما أدي لإيقاف نجمين في لقاء أورلاند وهما عبدالواحد وأحمد حسن ثم غياب عبدالواحد لمباراتين متتاليتين ليتلقي مرمي الزمالك خمسة أهداف في لقاءين متتاليين. * الزمالك يعاني من نقص واضح في أعمدة الدفاع كان واضحاً بغياب محمود فتح الله بسبب الإيقاف. كانت شوارع الدفاع مفتوحة علي مصراعيها وجاءت الأهداف الأربعة من تلك الأخطاء الدفاعية.. سواء من سوء التمركز أو سوء التغطية أو انعدام التفاهم بين المدافعين. وكلما دخل هدفاً في مرمي الزمالك اندفع لاعبو الوسط والظهيران للتقدم فتزداد المساحات الدفاعية اتساعاً أمام مهاجمي أورلاندو فسجلوا بكل سهولة وبصورة تستحق العطف والشفقة علي دفاع الزمالك المهلهل المفتوح أمام الحارس "جنش" الذي شاء حظه العاثر أن يأخذ فرصته في مباراتين متتاليتين يخسرهما الفريق ويدخل مرماه خمسة أهداف. أظن أنها رفعت من أسهم عبدالواحد السيد الذي أصبحت عودته للمرمي وشيكة حتي وإن لم يخطيء الحارس "جنش".. لكن حظه كده!! * موقف الزمالك الآن ازداد سوءاً في المجموعة بعد أن احتل وسكن المركز الأخير. وأصبح من المستحيل علينا الحديث عن تصدره للمجموعة حتي ولو فاز في المباريات الثلاث القادمة سيما وأن أورلاند يمتلك سبع نقاط وضعته في المقدمة بلا منافس ويكفيه فوز واحد فقط ليضمن الصعود إلي الدور قبل النهائي. وبالحسابات سيلعب علي أرضه مع الأهلي الذي خسر علي أرضه بالثلاثة وهي المباراة التي ستكون فاصلة لصعود الفريق الجنوب أفريقي علي اعتبار أن الأهلي يملك أربع نقاط ويتساوي مع ليوبارد الكونغولي وينافسه علي المركز الثاني. وحتي ولو فاز الزمالك في مبارياته القادمة وهذا ممكن تحقيقه لأن الزمالك سيلعب كل مبارياته القادمة والمتبقية في مصر مع الأهلي وأورلاندو وليوبارد. ولكن حتي ولو تحقق الفوز سيصبح رصيد الزمالك عشر نقاط وتبقي الحسابات مفتوحة. لأن الزمالك لن يصعد إلا في حالة سقوط من يسبقانه في الترتيب الأهلي وليوبارد. لذلك فموقف الزمالك بالغ الصعوبة ويحتاج لمعجزة ترتبط بفوزه في كل اللقاءات وسقوط منافسيه لفتح الطريق أمامه! * أما الأهلي فقد وفق أوضاعه وحسن الصورة المهزوزة عندما خسر في الجونة من أورلاندو بالثلاثة. فلعب بذكاء وحذر أمام ليوباردو في الكونغو وحقق فوزاً بهدف زكي من تمريرة لا يصنعها إلا أبوتريكة ولا يسجلها هدفاً إلا وليد سليمان معتمداً علي سرعته وخفة جسمه وسهولة تحركه وانطلاقه فسجل الهدف ثم طار في الهواء معتمداً علي تلك الإمكانيات الجسمانية التي يدعمها مهاراته الفنية والبدنية. هذا الهدف أعاد الأهلي إلي المنافسة من جديد ليثبت أن حامل اللقب لا يقهر بسهولة ولا يتراجع عن لقبه مهما كانت المخاطر. قيمة الفوز الأحمر أنه جاء بهدف في الشوط الأول ونجح الفريق والجهاز الفني في الحفاظ عليه وهي صعوبة بالغة في دنيا الكرة خاصة عندما يتحقق هذا علي أرض الخصم العنيد الذي هزم الزمالك منذ أسبوعين علي نفس الملعب. وخاصة وأن هذا الفوز جاء بعد خسارة ثقيلة للأهلي في عقر داره بالجونة.. لذلك فهو فوز مزدوج. أعاد الأهلي للمنافسة من جديد بتقدمه خطوة في الترتيب والتساوي مع ليوبارد برصيد النقاط وتجدد الأمل في الصعود وتصحيح المسار.. والأهلي الذي غاب عنه عدة عناصر مؤثرة بسبب الإيقاف سيلعب علي أرضه لقاءين مع الزمالك وليوبارد. والفوز في اللقاءين سيقر بأنه من الصعود حتي ولو من نافذة المركز الثاني في المجموعة. ولكن يبقي السؤال مطروحاً.. ماذا سيفعل الأهلي والزمالك في لقائهما القادم وكلاهما يسعي للفوز بطريقته!! فالزمالك لن يفرط في الفوز لسببين. الأول استرجاع ما فات واحياء الأمل الضئيل المتبقي لمنافسة علي الصعود.. أو علي الأقل التعادل والخروج من أزمة القمة المؤلمة التي تنتظرها جماهير الزمالك والأهلي. لأنه من الصعب أن يخسر الزمالك نتيجة مؤلمة 1.4 ثم يخسر بعدها من الأهلي. بالإضافة للخروج من صراع البطولة بكل تلك الهزائم!! قوة أورلاندو * وبالحسابات فإن فرصة الأهلي أفضل من الزمالك بكثير. وإذا كان الاثنان يعيشان نفس مشكلة الأخطاء الدفاعية. التي ظهرت في لقاء الأهلي أمام أورلاندو ثم صححها أمام ليوبارد.. وظهرت في لقاء الزمالك أمام أورلاندو ونتمني أن يصححها في لقاءاته القادمة.. فهذه الصورة تؤكد أن الفريق الجنوب أفريقي استحق أن يتصدر المجموعة عن جدارة برصيد سبع نقاط. وهزم الأهلي والزمالك وهما الأشهر والأقري.. فأحدهما حامل اللقب والآخر نجم الكرة الافريقية وصاحب التاريخ الطويل.. والمصيبة أن هجومه سجل سبعة أهداف في مرمي أقوي فريقين. مما يؤكد قوة هجومه من جهة وهشاشة الدفاع المصري من جهة أخري. وهذا جرس إنذار للفريقين وللمنتخب المقدم علي تصفيات كأس العالم لأن دفاع الفريقين يمثل دفاع المنتخب الذي يحتاج لقوة مضاعفة أمام المنتخبات الأفريقية. * ومهما كانت نتائج الأهلي والزمالك باعتبارهما أمل الكرة المصرية الآن بعد توقف الدوري وإلغائه.. فلن نلوم اللاعبين سواء الأهلي حامل اللقب الذي خسر بالثلاثة من قبل ويحتل المركز الثالث والزمالك الذي خسر بالأربعة ويحتل المركز الأخير.. لأن انعكاسات ما يحدث في مصر أثر بشكل كبير علي أداء الفريقين وعلي معنويات اللاعبين الذين يلعبون خارج مصر وقلوبهم معلقة ببلدهم والموت والخراب في الشوارع.. كان الله في عونهم!!