تشهد منطقة نويبع طابا أو ما يطلق عليها ريفيرا رد سي مصر حاليا مأساة حقيقة بكل المقاييس خاصة بعد أن امتنع السياح عن زيارة المنطقة منذ سنوات وتوقفت البنوك المصرية عن ضخ أموال للمشروعات وترتب علي ذلك إغلاق ما يقرب من 40 منشأة سياحية مصرية. منطقة طابا نويبع يبلغ طولها 70 كيلو متراً وتمتد من نويبع حتي قرية طابا المصرية وتطل علي خليج العقبة مباشرة ومواجهة لثلاث دول هي السعودية والأردن ويربط بينهما الخط الملاحي نويبع العقبة والمسافة بينهما لا تزيد علي ساعة واحدة بالعبارة وإسرائيل وتبعد عن طابا نصف ساعة بالسيارة وترتبط بطابا عن طريق منفذ طابا ايلات البري وبالرغم من أن طابا نويبع تتميز بأن أعلي نسبة أوكسجين في العالم متواجدة بها فلم تشفع لها حيث تأثرت المنطقة بالأزمات التي تعرضت لها منطقة الشرق الأوسط. وتحول قربها من دول ثلاث إلي نعمة ونقمة في نفس الوقت فأي حدث يقع في منطقة الشرق الأوسط مهما كبر أو صغر يؤثر في الحال عليها. شهدت المنطقة كوارث عديدة كان أولها الانتفاضة الفلسطينية الأولي التي حدثت عندما تولي شارون رئاسة الوزراء ودخل المسجد الأقصي مما ترتب عليه امتناع السياح الإسرائيليين الذين يمثلون أغلب سياح نويبع طابا عن زيارة المنطقة خشية تعرضهم لأعمال إرهابية أو خطفهم كما يزعمون وكذلك الحرب علي العراق في عام 2003 والحادث الإرهابي الذي ضرب فندق هيلتون طابا "سونستا سابقا" في أكتوبر 2004 بالإضافة إلي حوادث الإرهاب المتتالية التي ضربت شرم الشيخ ودهب وأخيرا ثورة 25 يناير واضطرابات البلاد وما تشهده من مظاهرات واحتجاجات هذه الأحداث المتتالية جعلت السياحة تتوقف تماما بالمنطقة وبالتالي توقفت البنوك عن تمويل عدد من المشروعات وهي لم تكتمل بعد بحجة أن الاستثمار في المنطقة مغامرة وغير آمن ومعرض لخسائر فادحة ولم تنفذ البنوك عقودها مع المستثمرين. تقول نادية شلبي صاحبة أحد الفنادق أن المشكلة الرئيسية لمعاناتهم هي البنوك التي تطالبهم بفوائد القروض ولا تراعي أن هناك أحداثاً تعرضت لها المنطقة خارجة عن إرادة المستثمر فعلي سبيل المثال كما تقول سيدة الأعمال أنها قامت بافتتاح الفندق الذي تملكه في إبريل 2004 وفي نفس العام تعرض فندق طابا وبعض المنتجعات في نويبع لعمليات إرهابية واستمرت الكبوة عاماً ونصف العام فقد هرب السياح من المنطقة وبتالي لم نستطع دفع أقساط البنوك وهذه ظروف خارجة عن إرادتنا وطالبنا من جميع المسئولين الوقوف بجوارنا حتي لا نتعرض للسجن ولكن دون جدوي فالأمر أصبح يحتاج إلي تعاون بين جميع الوزارات المعنية. وأضافت أن الشائعات التي تطلقها إسرائيل كل فترة تحذر فيها رعاياها من الذهاب لسيناء خشية تعرضهم لعمليات إرهابية دمر المنطقة وجعل السائحين يرفضون القدوم إلينا مثلما كان يحدث في أوقات سابقة وللأسف لم نجد مسئولا مصريا واحداً ظهر علي شاشات التليفزيون يقوم بتكذيب المزاعم الإسرائيلية. ويقول سامي سليمان صاحب أحد الفنادق ورئيس جمعية مستثمري نويبع طابا أن المنطقة تتميز بوجود أماكن فريدة للقيام برحلات السفاري مثل منطقتي الكانيون وعين خضرة إلي جانب وجود محمية أبوجالوم الطبيعية والفيورد الذي استخدم في تصوير فيلم الطريق إلي إيلات وقلعة صلاح الدين وقلعة الترابين والجبال العالية ذات الألوان الخلابة كل هذه مقومات تمتلكها المنطقة والتي إن وجدت في مكان آخر لتحول إلي أفضل مكان سياحي في العالم والمقصد الأول لأي سائح. وأوضح أن المنطقة تعاني من مشكلات عديدة أهمها توقف رحلات الطيران الداخلي واقتصار الطيران علي رحلات الشارتر التي لا يفضلها السائحون بالرغم من أن مطار طابا قريب ويمكنه استقبال رحلات داخلية من كل مكان لتنشط هذه الفنادق وجذب أكبر عدد من السياح كما أن أحد المطالب الهامة للمستثمرين هي الدعاية والتسويق وأشار إلي أن هناك منافسة شديدة مع العقبة الأردنية وإيلات الإسرائيلية خاصة أنه يوجد بالعقبة وإيلات منطقة حرة أما نويبع فلا يوجد بها منطقة حرة كي تنافسهما. وأضاف أنه تم طرق كل الأبواب لآن هناك نحو 40 منشأة سياحية متوقفة تماما عن العمل نتيجة عدم تنفيذ البنوك العقود المبرمة مع المستثمرين مما يعني إهدار المال العام. وأكد د. حسين بدراوي أحد المستثمرين أن جميع وعود المسئولين التي وعدونا بها لم تنفذ وتبخرت في الهواء وعندما نطرح مشكلة مستثمري نويبع طابا نحظي بوعود لا حصر لها لمساعدتنا وتشجيعنا وكلها مجرد كلام وفض مجالس وانتقد قيام الضرائب بعمليات جباية للفنادق دون النظر لحال المكان وندفع جميع أنواع الجباية للضرائب العقارية ونحن نعيش أسوأ فترات. كما انتقد قيام شركة الكهرباء بقطع التيار عن المنشآت السياحية مطالبا تدخل وزير الكهرباء لتخفيض الشريحة الخاصة بهم في ظل ظروف غياب السياح عن فنادقنا. وتساءل سيد إبراهيم مالك أحد الفنادق السياحية لماذا تجاهل إعلام وزارة السياحة مدينة نويبع التي أنشئت قبل شرم الشيخ ودهب؟ ولماذا تم حذفها من خريطة السياحة المصرية؟ وطالب بأن تقوم الحكومة المصرية بإعفاء المستثمرين المتعثرين كما يطلق عليهم لأننا تحت رحمة إسرائيل فحين تقوم بتشغيل المنفذ السياحة تعود وعند غلق المنفذ لا نري أي سياحة ولابد أن يعلم المسئولون أن المنطقة مستهدفة من قبل جهات معروفة من مصلحتها قتل السياحة هنا علي الرغم من أنه لو تم وضع خطة جيدة لإعادة السياح للمنطقة فسيتم توفير 150 ألف فرصة عمل للشباب المصري.