رحبت الأحزاب والقوي السياسية بتصريحات وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي والتي حذَّر فيها من أن القوات المسلحة لن تسمح بأية صدامات بين القوي السياسية مع بدء المظاهرات المزمع قيامها في 30 يونيو.. ورحبت أيضاً الأحزاب الإسلامية والليبرالية بحرص القوات المسلحة علي استتباب الأمن في الشارع والحفاظ علي الأرواح والممتلكات. "الجمهورية" استطلعت رأي معظم الأحزاب والقوي السياسية في سياق التحقيق التالي: في البداية أعرب سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة عن تقدير الحزب لتصريحات وزير الدفاع والإنتاج الحربي مؤكداً أنها عبَّرت عن مدي انزعاج المؤسسات الوطنية جميعها ومن بينها المؤسسة العسكرية من عمليات العنف التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي تحت دعاوي التظاهر ومحاولات دفع الوطن إلي أتون الفوضي والفتنة والحرب الداخلية وجر الشعب إلي الصراع والاقتتال والدماء مستغلة أجواء الحرية والديمقراطية التي حققتها ثورة 25 يناير. وأعلن الكتاتني عن تقدير الحزب لتأكيد القيادة العسكرية علي أن الالتزامات الأخلاقية والوطنية تفرض عدم السماح لهذه الحالة بتهديد أمن الشعب واستقرار الوطن. مشدداً علي ضرورة قيام كل مؤسسات الوطن وعلي رأسها المؤسسة العسكرية بواجباتها للحفاظ علي وحدة الوطن وتماسك المجتمع. كما ثمن الكتاتني حرص القيادة العامة للقوات المسلحة علي التفرغ لرفع الكفاءة القتالية لأفرادها ومعداتها وما تم من إنجازات في هذا الشأن وكذلك إصرارها علي أن تبتعد بقواتها عن الشأن السياسي. وجدَّد رئيس حزب الحرية والعدالة دعوته لأحزاب المعارضة بالاستجابة لدعوات الحوار المتكررة للوقوف سوياً في وجه محاولات أعداء الثورة المستميتة لجر البلاد لفوضي والعنف. من جانبها أكدت "الجبهة" من خلال بيان رسمي لها أنها تقدر موقف القوات المسلحة تجاه الوضع الخطير في البلاد. والذي عبر عنه الفريق أول عبدالفتاح السيسي مثمنة حرص القوات المسلحة علي الانحياز لإرادة الشعب وحماية أمنه وأمن الوطن ورفضها ترويع المواطنين وتأكيدها علي الولاء لمصر وشعبها العظيم. واتفقوا علي أهمية الالتزام التام بسلمية المظاهرات في 30 يونيو وعمل كل المحاولات للابتعاد عن أي استفزاز أو الانجرار لأحداث عنف خلال المرحلة المقبلة. أمر متوقع وقال عمرو موسي: إنه يقدِّر موقف الجيش المصري ويحييه. وإن البيان جاء في توقيت مناسب إلا أن الإنقاذ تسير الآن خلف الشارع المصري وحركة "تمرُّد". وأكد د.محمد أبو الغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي أن بيان القوات المسلحة أمر متوقع من المؤسسة العريقة في الوقوف مع الشعب. مشيراً إلي أن الفريق أول السيسي شدَّد في بيانه علي احترام إرادة الشعب المصري مشيداً ببيان وزير الدفاع وتأييده للشعب. مشيراً إلي أن هذه المواقف الوطنية من المؤسسة العسكرية هي السمة السائدة للجيش في مساندة الشعب وحمايته. قائلاً: "سيظل الجيش الدرع الواقية للشعب المصري". مصلحة الوطن قال المهندس جلال مُرة أمين عام حزب النور: إن تصريحات الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع واضحة ومحددة وتطالب الجميع بضرورة الالتفات لمصلحة الوطن والارتقاء عن الخلافات والصغائر مثمناً دعوته لجميع القوي السياسية لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها. وقال مُرة: إن تصريحات السيسي لا يقصد بها الخروج علي الدستور وإرادة الأمة والشعب مؤكداً أن الجيش يقف دائماً بجوار الشعب وفي صفه طبقاً للقانون والدستور. من جانبه قال الدكتور يسري حماد نائب رئيس حزب الوطن السلفي: إن الجيش مؤسسة وطنية وجزء من الشعب وإن السيسي يعلم تماماً بوجود أزمة حقيقية بين الأطراف السياسية قبل يوم 30 يونيه وهو الخطر بعينه وثمن حماد تأكيد السيسي علي عدم إقحام الجيش في السياسة وإن كانت رسالته للفريقين معاً في شأن سياسي إلا أنها لا تُعد تدخلاً في العملية السياسية بقدر ما هي إنذار حرصاً علي مصلحة البلاد ومراجعة أوراق كل فريق. وأكد محمد أنور السادات "نائب رئيس حزب الإصلاح والتنمية" أن دعوة الفريق أول السيسي في بيانه أمس فيه لعمل مصالحة حقيقية بين القوي والأحزاب السياسية المختلفة مع تقديرنا الكامل واحترامنا لها إلا أنه فات أوان المصالحة ولن تؤتي اليوم بأي ثمار. وعلي القوات المسلحة ألا تتخوف أو تتردد من منطلق حرصها علي سلامة الوطن والمواطنين في أن تتخذ إجراءات فورية مهما كانت تكلفتها حتي لا تضيع مصر بأكملها. وحتي لا نكرر أخطاء المجلس العسكري في بدايات ثورة يناير وذلك نزولاً علي الإرادة الشعبية لشعب المصري وحماية أبنائه. وتابع السادات: لا يجب الانتظار حتي يتم افتعال فتن طائفية للفت الأنظار وإلهاء الشعب ودخولنا في حرب دينية وأهلية ولذلك فأنا أري كما يري كثيرون أن حكم الرئيس وجماعته وحزبه قد انتهي والفشل واضح وانقسام الشعب المصري أصبح حقيقة. وأضاف أنه لابد من التحفظ فوراً في مكان أمين علي كل قيادات ورموز التيارات الدينية المتعصبة التي كانت علي منصة مليونية لا للعنف والذين أساءوا لمصر كلها بالتحريض علي العنف والكراهية ولإهانة مؤسسات الدولة والتلويح بإسقاطها. وصدور قرار بالمنع من السفر لكل القيادات التي تحوم حولها شبهات تورط في التخابر لحين استكمال التحقيقات بقضية الهروب من سجن وادي النطرون. وأشار السادات إلي ضرورة التحفظ علي قيادات حماس الموجودين بالقاهرة وغلق مكاتبهم ومبادلتهم بضباطنا المصريين المخطوفين والموجودين في غزة خصوصاً بعد أن تأكدنا من خلال حكم محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية بأن هؤلاء متورطون في خرق السيادة الوطنية وتهديد الأمن القومي.. والقيام فوراً بتميشط وتطهير كل البؤر الإجرامية والإرهابية الموجودة في سيناء والتعامل معها دون انتظار لرأي رئيس الجمهورية ووعوده للإسلاميين حفاظاً علي الأمن القومي للبلاد. موضحاً أن موقف أمريكا والغرب سوف تنتصر إرادة الشعب كما حدث من قبل مع مبارك. فاجعلوا قرارنا بأيدينا ولا تلقوا بالاً بأي شيء إلا بإرادة الشعب وما يحقق أمن واستقرار هذا الوطن. أشادت الجماعة الإسلامية والحزب السياسي البناء والتنمية بتصريحات الفريق عبدالفتاح السيسي خاصة تأكيده حماية القوات المسلحة الإرادة الشعبية ومؤسسات الدولة من الانهيار أو السماح لترويع المصريين. ودعوته إيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها. طالبت الجماعة الإسلامية وحزب البناء جميع الوطنيين المصريين والرئاسة الدخول في حوار حقيقي بدون شروط مسبقة لمصلحة الوطن والمواطنين. في إطار التأكيد علي الشرعية والتزام السلمية وإعلاء مصالح الوطن. ووصف المهندس إيهاب شيحة رئيس حزب الأصالة "السلفي" تصريحات الفريق السيسي وزير الدفاع بأنها تصب في مصلحة تأييد شرعية الدكتور مرسي. وأن الخطاب جاء في الوقت المناسب بعد تصاعد الدعوات لتظاهرات 30 يونيه التي يتوقع أن تشهد أحداث عنف بعد تصريحات الداعين لها باقتحام قصر الاتحادية ومحاصرة مؤسسات الدولة. مؤكداً أن تصريحات السيسي أكبر رادع لمن يفكر في العنف ضد المصريين. وقال شيحة: إن خطاب الفريق السيسي: تميز باللهجة القاسية ضد كل من تسول له نفسه اللجوء إلي العنف لإرهاب المصريين. معتبراً أنه بمثابة خطاب وطني من الدرجة الأولي. ويصب في مصلحة الشعب المصري. بينما طالب المهندس عاصم عبدالماجد القيادي بالجماعة الإسلامية جميع أطراف العملية السياسية استغلال إعلان الجيش المصري بالإسراع إلي تحقيق المصالحة الوطنية من أجل التوصل لحلول معقولة ومنطقية للأزمة الحالية بإعلاء مصالح البلاد فوق كل اعتبار. داعياً رئاسة الجمهورية والحكومة تقديم سلسلة إصلاحات ضرورية في الوقت الحالي. مع أهمية تخلي المعارضة عن العنف بالقول والفعل. وعدم توفير أي غطاء سياسي له تحت أي مبرر أو سند. كما أوضح حسني أن حملة "تجرُّد" مع كل لعقل في هذه الأوقات العصيبة. خط أحمر يقول الدكتور محمود رمزي عضو الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي: إن رسالة الفريق عبدالفتاح السيسي تحمل رسالة قوية وواضحة وهي أنه لن ينتظر حتي تسيل الدماء ويحدث الاضراب الأهلي وأن هذا خط أحمر لن يسمح به تحت أي ظرف من الظروف. * أشار د.رمزي أيضاً إلي أن تحديد السيسي لمدة أسبوع بالسعي لتوافق القوي السياسية لحل المشكلات المطروحة علي الساحة الآن يلقي بالكرة في ملعب رئيس الجمهورية لأنه هو المسئول الأول في مصر عن حدوث هذا التوافق.. وأضاف أن السيسي وضع النقاط فوق الحروف لجميع القوي السياسية وأكد أنه يراقب الوضع الداخلي عن كثب ولن يسمح أبداً بحدوث الفوضي في البلاد ومن هنا لابد أن يبادر الرئيس بتنفيذ مطالب الشعب المصري لأن الشعب هو صاحب الكلمة الأخيرة.. ونحن نتمني أن تحدث انفراجة في الأزمة السياسية في البلاد حتي لا ننجر جميعاً إلي أحداث لا يُحمد عقباها. وقال أيضاً إنه حتي الآن لا توجد مبادرات من الرئاسة علي أرض الواقع لالتفاف القوي السياسية حول مطالب الشعب المشروعة ونتمني أن تحدث حفاظاً علي مكتسبات الثورة. شحن إعلامي قلل الدكتور محمد محسوب عضو جبهة الضمير من أهمية عواقب مظاهرات 30 يونيه. معتبراً ما يدور حول هذه التظاهرات هو مجرد شحن إعلامي وجزء منه شعبي. وبشأن تصريحات وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي حول تظاهرات 30 يونيه رحب محسوب بتصريحات السيسي قائلاً: "نحن نقدِّر الحساسية العالية من قيادة القوات المسلحة لما يمر به الوضع الحالي في البلاد". أضاف أن دور القوات المسلحة في الحالة الديمقراطية التي تمر بها الآن هو الحفاظ علي وجود الدولة مع عدم التدخل في الشأن السياسي إلا في حالة وجود تهديدات للدولة. وقال سيد الجابري رئيس حزب "المصري": إن الحل أصبح في يد الرئيس الذي أقسم ولاءه للوطن والحفاظ علي سلامة الوطن وأراضيه. من خلال مبادرة منه شخصياً وأن يثبت لكل المصريين أن قراراته ناتجة عن الرئاسة خاصة بعدما تخلي عنه الكثير من مستشاريه موضحاً أن الشعب المصري ذكي وقد يستجيب لأي من مبادراته وليس مطالب القوي السياسية الباحثة عن السلطة حسبما قال. وطالب الجابري: ضرورة اتخاذ قرارات عاجلة والامتثال إلي انتخابات رئاسية مبكرة بعد فترة يتفق عليها الشعب وقد تكون 6 شهور وخلال هذه المدة قد يقوم بإصلاحات تزيد من شعبيته مرة أخري. وضرورة إشراك كل القوي السياسية في إدارة البلاد دون إقصاء لأي فصيل سياسي. رحب حزب غد الثورة برئاسة د.أيمن نور بطلب وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي بالدخول في مصالحة جادة حقيقية بين أبناء الوطن الواحد خلال أسبوع يمكن أن يتحقق فيه الكثير بدلاً من انزلاق الوطن إلي صراع. طالب الحزب جميع القوي السياسية بسرعة الاستجابة للبيان والدخول في حوار فوري ومباشر قبل 30 يونيه والذي ينذر بحالة من الصدام المتوقع قد ينزلق بالبلاد إلي طريق الهاوية. أكد الحزب أن الرئيس ومؤسسة الرئاسة والمعارضة يجب أن يتحملوا مسئولياتهم ويضعوا حرمة الدم المصري فوق أي اعتبار وفوق أي مناصب أو طموحات سياسية فالتاريخ لن يرحم أحد وسيكتب في أسوأ صفحاته كل من سيحرِّض أو سيتسبب في نزيف الدم المصري وتحويل أبناء الوطن الواحد إلي أعداء يخون كل منهم الآخر ولا يري أي من الطرفين أي وازع ديني أو وطني بالتلويح للاقتتال مع الطرف الآخر وتناسي الجميع مصلحة الوطن التي يجب أن تعلوا الجميع. طالب الحزب بعقد حوار فوري برعاية القوات المسلحة والأزهر والكنيسة وأن يشارك فيه كل أطياف العمل السياسي وأن يلتزم رئيس الجمهورية بسرعة تنفيذ كل ما سيتم التوصل إليه في هذا اللقاء من نتائج من أجل حقن دماء المصريين وتجنيب البلاد حالة الفوضي التي من الممكن أن تعصف بالجميع.