لا يفصلنا عن رمضان سوي أيام لذا بدأ جزارو التبين بحلوان في اصطياد الحيوانات المريضة والإناث والعجائز من أسواق المواشي بمبالغ زهيدة وذبحها خارج المجازر وبيعها بأسعار تتراوح ما بين 45 و50 جنيها للكيلو لتحقيق أرباح طائلة مع زيادة الاستهلاك وغياب الرقابة. الغريب أن بيع اللحوم المريضة والمعيبة لا يتوقف علي محلات الجزارة فأصحاب الشوادر في سوق المساكن بدأوا في عرض كميات كبيرة من اللحوم علي أنها لحوم بلدية وبرازيلية. يقول سعيد محمد - محام: بعض معدومي الضمير يجلبون الماشية المريضة والمتقدمة في السن والإناث أيضا من عدد كبير من المحافظات المجاورة ويذبحونها ليلا أمام المحلات وفي بعض الجراجات وبدرومات العقارات تحت الإنشاء ويتم بيعها علي أنها لحوم بلدية بمبالغ تصل إلي 70 جنيها للكيلو بالمخالفة للشروط الصحية والبيطرية بسبب ضعف الرقابة وانعدامها تماما بعد الثورة وأبلغنا وزارتي التموين والزراعة والهيئة العامة للخدمات البيطرية ولا حياة لمن تنادي!! المجازر بعيدة أما عودة دياب "جزار" فيري أن السبب الرئيسي وراء وجود لحوم غير آمنة في مساكن التبين عدم وجود سلخانات ومجازر قريبة حيث تبعد أقرب سلخانة 50 كيلو مترا علي الأقل مما يكلف الجزار 150 جنيها لنقل الذبيحة. ويطالب دياب بعمل سلخانة علي قطعة الأرض الفضاء المجاورة لمصنع الحديد والصلب مؤكدا أن معظم الجزارين علي استعداد للمساهمة في إنشاء المجزر وتوصيل المرافق لتلاشي الفوضي في عملية ذبح وعرض اللحوم وربطها برقابة حقيقية علي أرض الواقع. ذبح الإناث في حين يفجر إسلام سيد إبراهيم- جزار- مفاجأة قائلا: الذبائح في مجزر عرب أبوطماع بالصف جيزة تغسل بمياه الصرف الصحي والترع فاضطررنا للذبح أمام المحلات مؤكدا أن سوق المساكن يوجد فيه 35 محل جزارة منها 5 محلات مخالفة هدفها المكسب السريع والغش بذبح الإناث المحرم ذبحها لرخص ثمنها ومنهم من تقوم بذبح العجول المريضة أو السردة ومنهما أيضا من تقوم بخلط اللحوم المجمدة وبيعها علي أنها بلدي بسعر 45 جنيها وزبائنهم من الفقراء ومحدودي الدخل ويطالب بعودة الرقابة من قبل الطب البيطري والكشف علي اللحوم لمعرفة مدي صلاحيتها ومصدرها. غش وتدليس وتضيف هويدا حسن- ربة منزل -أنها تقوم بالشراء من ثلاثة محلات جزارة في سوق المساكن لأن اللحوم عند بقية الجزارين غير مضمونة بعد تعرضها للغش من قبل أحد الجزارين بالمنطقة حيث قامت بشراء كيلو لحم ب47 جنيها لكنها فوجئت بأن لونها أسود وطعمها غير جيد بعض الطهي فقامت بإلقائها في الزبالة خوفا علي صحة أولادها. وتؤكد إكرام حسين من سكان المنطقة أن معظما محلات الجزارة يذبحون في الشارع أمام محلاتهم وهناك من يقوم بذبح الماشية السليمة التي تبلغ ب55 جنيها للكيلو أما اللحوم التي تتراوح أسعارها من 40 إلي 47 جنيها فتكون إما مريضة أو كبيرة السن وممنوع ذبحها لكن انعدام الرقابة أتاحت الفرصة لكل جزار أن يفعل ما يريد ونحن ندفع الثمن. انعدام الرقابة ويقول رباح فهمي عبدالحميد -ملاحظ إنتاج بمخبز سوق المساكن- إن 7 محلات جزارة بجوار المخبز تغلق الشارع أغلب أيام الأسبوع للذبح بالشارع دون مراعاة لحقوق المارة والجيران والأغرب أن سكان المنطقة تيشترون هذه اللحوم دون معرفة مصدرها سواء كانت ماشية سليمة أو مصابة فأحيانا يقوم البعض بذبح حيوانا تمكسورة الأرجل أومصابة ببعض الأمراض ويشتريها المواطنون. ويشير أشرف حسين- خباز إلي باب مغلق للمخبز بسبب محلات اللحوم لانتشار دم الذبيحة لجميع المنطقة المحيطة بالمخبز وصعوبة مرور السيارة المحملة بالدقيقة يوميا رغم أن حي التبين لا يبعد عن السوق سوي بضعة مترات. كله تمام وبمواجهة الدكتور حسن شفيق رئيس إدارة الصحة العامة والمجازر بالقاهرة أكد عدم وجود مجاز بالتبين ولكن الموجودة بحلوان فقط والوزارة تسعي إلي غلق نقطة الذبح الصغيرة وعمل مجازر كبيرة عمومية للتقليل من المشاكل والأزمات التي تسببها المجازر الصغيرة خاصة مع زيادة أعداد الذبائح في المواسم والأعياد نافيا ما يشاع عن عدم وجود رقابة بيطرية لأن الذبح في المجازر يتم عن طريق طبيب بيطري كما أن منطقة التبين من المناطق التابعة لإدارة التفتيش والطبيب المسئول ومفتش الصحة يمران بصفة دورية علي محلات الجزارة والأسواق لبحث أي شكوي والتفتيش علي جميع السلع والمنتجات واللحوم سواء كانت طازجة أو مجمدة.