الصدمة التي أصابت طلاب الثانوية العامة في امتحان اللغة العربية مع بداية انطلاق ماراثون الامتحانات لا شك أنها كانت قوية.. وأنها انعكست بكل تأكيد علي تركيزهم النفسي والعصبي في بقية الامتحانات.. ومازالت. خبراء علم النفس التربوي قدموا روشتة سريعة لتخطي الحاجز النفسي الصعب الذي أصاب الطلاب ولم تنجح سهولة الامتحانات التالية في اللغة الإنجليزية والجغرافيا.. في إزالة القلق والتوتر في نفوسهم خاصة أن الطريق مازال مليئاً بالمواد التي لا يبشر تاريخها بالخير لمعظم الطلاب مثل الفيزياء والرياضيات. قال الدكتور سمير عبدالفتاح أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس إن الامتحانات مصدر قلق للطالب لأنه ثمرة العمل الذي يحصده في نهاية العام بعد جهد طويل ومعاناة والنجاح يمثل علامة بارزة والفشل علامة سيئة وقلق الامتحانات لا يقتصر علي طالب الثانوية العامة فقط ولكن علي جميع المراحل التعليمية ففي مصر نجد العملية التعليمية محصورة في 80% من الشعب المصري بمراحلها المختلفة. أضاف أن القلق موجود لدي الطالب منذ بداية العام الدراسي ويزداد أثناء الامتحانات وهي علامة سلبية والقلق شيء طبيعي وإذا زاد عن حده انقلب إلي ضده فيجب عمل تهيئة نفسية للطلاب عند أداء الامتحان وأن يكون هناك تنظيم بين الآباء والطلاب عن كيفية المذاكرة والنوم والتركيز. أشار إلي ضرورة نسيان الطالب تماماً للمادة التي يؤدي فيها الامتحان دون أن يلجأ حتي لمراجعة إجاباته وعدم تناول أي أدوية أثناء فترة الامتحانات حتي الفيتامينات إلا إذا كانت عن طريق الدكتور ويجب علي أولياء الأمور إخراج الطالب من جو المذاكرة والامتحانات حتي لا يصاب بالملل والاهتمام بالغذاء والأطعمة المفيدة وتوفير الهدوء والنوم لوقت كاف والاستيقاظ مبكراً والترفيه البسيط ولا ضرر من قيام الطالب بمتابعة مسلسله المفضل حتي لا ينمو لديه الفضول لمعرفة الجديد في أحداثه ويفضل أن يقوم بالمذاكرة لمدة ساعة ونصف الساعة متصلة. ووجه نصيحته للطلاب في الامتحانات المقبلة بالبدء في الإجابة علي الأسئلة السهلة وكتابة العناصر الأساسية ثم الفرعية وكتابة إجابة السؤال ورقمه بشكل واضح لأن المصححين تتداخل لديهم أحياناً الأسئلة من كثرة كراسات الإجابة وضغط الوقت للإنتهاء في أسرع وقت. أضاف الدكتور صلاح عرفة الأستاذ بكلية التربية إلي أن الأسرة تكون مشدودة بالمجموع والجامعة فتقوم بالشحن الزائد للطالب وهذا خطأ فيجب علي الأسرة فهم أن هناك فروق فردية بين طالب وآخر أن الضغط الزائد علي الطالب أثناء الامتحانات يجعله متوتراً ولا يستطيع الإجابة ويمكن أن تتجنب وزارة التربية والتعليم ذلك أن يكون التقييم طوال العام بحيث يعتمد 60% علي الامتحان و40% مقسمة علي العام الدراسي بأكمله تمكن الطالب من تحصيل أكبر قدر من الدرجات بجانب الاهتمام بالجانب العملي وتنمية مهارات التفكير وأن تكون المناهج تراكمية فنجد الطالب الذي يدرس التعليم الفني يحقق ذاته أكثر من طالب الثانوية العامة. حدد الدكتور عبدالعظيم صبري أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة حلوان عدة محاور تجنب الطالب القلق وهي الابتعاد عن التوترات المحيطة وعدم متابعة نشرات الأخبار والحوارات التي تتحدث عن الوضع السياسي والمذاكرة قبل الامتحان بوقت كاف وتطبيق حديث الرسول "صلي الله عليه وسلم" قلدوا العلم بالكتابة لأنها تذكر بما تم قراءته ويلخص ما ذاكره ويعبر بأسلوبه ويقوم بوضع جدول للمذاكرة يحتوي علي كل المواد ويبدأ بمواد الذكاء التي تنشط العقل مثل الرياضيات والعلوم للعلمي واللغة العربية للأدبي. أضاف يجب علي الطالب وضع الكلية التي يرغب في دخولها أمامه لأنها تمثل تحفيزاً نفسياً له علي المذاكرة والاستماع إلي نصائح الكبار في كيفية التصرف أثناء الامتحانات والتعامل مع المراقبين والجو النفسي داخل اللجنة ويجب الكتابة بخط واضح في كراسة الإجابة حتي يستطيع المصحح قراءته بسهولة ويقوم بحل امتحانات سابقة في كراسة مماثلة لكراسة الإجابة ويعرضها علي المدرس الخاص به ليصحح له الامتحان ويحدد زمن الإجابة ويجب ابراز أهم الأخطاء التي وقع فيها. وأخيراً عليه الثقة في الله والصلاة في موعدها والدعاء والتوكل علي الله هو خير مساعد علي إزالة التوتر والقلق. وأوضح الدكتور سعيد طعيمة أستاذ التربية الخاصة جامعة عين شمس أن مبعث القلق الحقيقي هو عدم الاطمئنان علي مستقبل التعليم الجامعي فيمكن للطالب عدم الالتحاق بالجامعة مباشرة بعد الحصول علي الثانوية العامة فيمكن تأجيلها عاماً أو اثنين ويمكن أن يلتحق بسوق العمل في البداية ويحصل علي فرصة لتحسين مجموعه إذا لم يحصل علي المجموع من أول دور ويجب عدم الاقتصار في الالتحاق بالجامعة علي الدرجات فقط ويكون هناك امتحان قدرات قياسية وعادلة. أضاف أن هناك اعتقاداً خاطئاً من جانب أولياء الأمور يسمي كليات القمة فالكلية التي يتفوق فيها الطالب هي كلية القمة ولابد من تغيير هذه النظرة فهذا يعرض الطالب لضغط شديد نتيجة للاهتمام الزائد حتي يدخل كلية الطب أو الهندسة فهو يؤدي إلي نتيجة عكسية وأشار إلي حسن تنظيم الوقت والجو الهادئ هو الأسلوب الأمثل لتجنب الضغط والقلق النفسي.