انتشرت خلال الأيام الماضية حوادث النصب والاحتيال علي البسطاء منتحلين صفة ضباط شرطة وقدرتهم علي قضاء مصالحهم الحكومية مقابل مبالغ مالية.. وبمجرد حصول النصاب علي المبلغ يفاجأ المواطن أنه ضحية لعملية نصب.. لكن سرعان ما يتم القبض علي هؤلاء المتهمين وتقديمهم للعدالة. آخر هذه الحوادث قيام عاطل بالجيزة بانتحال صفة ضابط شرطة وسرقة 20 ألف دولار من محاسب بعدما أوهمه أنه ضابط شرطة ويريد التأكد من تحقيق شخصيته لاشتباهه في المحاسب. وفي الشرقية نجحت قوات الشرطة في القبض علي ضابط مزيف يستوقف أصحاب السيارات الميكروباص ويسألهم عن التراخيص ويقوم بسحبها ويوهمهم بعدم تحرير محضر إلا بدفع مبالغ مالية. وفي منطقة أكتوبر تم ضبط "فني تبريد" يرتدي ملابس زي ضابط شرطة برتبة مقدم وأوهم صاحب مكتب استيراد وتصدير بقدرته علي تسهيل أعماله التجارية مقابل حصوله علي 44 ألف جنيه وأكد خبراء الأمن أن عمليات النصب منتشرة ولكنها زادت عقب ثورة 25 يناير وما صاحبها من انفلات أمني وأخلاقي والبطء في المصالح الحكومية.. وطالبوا المواطنين بعدم الانسياق وراء هذه العمليات والتحقيق من شخصية الأشخاص الذين يقومون بهذه الحوادث وغالباً ما يكون أصحابها من البلطجية والمسجلين خطر. "الجمهورية" استطلعت رأي خبراء الأمن حول هذه الظاهرة. أكد اللواء نبيل الهابط الخبير الأمني أن ظاهرة انتحال صفة ضابط شرطة للنصب والاحتيال علي المواطنين موجودة قبل وبعد ثورة 25 يناير وليس كما يدعي البعض أنها انتشرت بسبب الانفلات الأمني لافتاً إلي أنه خلال الأيام الماضية تم ضبط عدد كبير من منتحلي هذه الصفة وتم تقديمهم إلي المحكمة لأنها تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون. أضاف أن العيب والخطأ يحدث من المواطنين أنفسهم لأنهم يقعون فريسة لتلك الألاعيب ولو أن المواطن غرضه شريف وقانوني ما استغله منتحل الصفة. أشار اللواء نبيل إلي أن معظم الجهات الحكومية لم تعد تعمل بالكفاءة المطلوبة لذلك يلجأ المواطن إلي أصحاب النفوس الضعيفة لقضاء حوائجهم غير مدركين أن هذا الضابط منتحل الصفة لو أنه علي حق وشريف ما لجأ إلي هذه العملية للحصول علي أموال من البسطاء مقابل تسهيل الأعمال ولمواجهة هذه الظاهرة طالب اللواء نبيل بتوعية المواطنين من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمرئية بعدم التعامل مع هذه النوعية خاصة المتواجدين أمام المصالح الحكومية والسماسرة مشيراً إلي أن الضابط الشريف لم يلجأ إلي هذه الحيل لأن هدفه الأساسي ضبط المجرمين والحد من الجريمة قبل ارتكابها. بينما قال اللواء هشام بلال مدير الإدارة العامة لشرطة النجدة بالجيزة إن المواطن الذي يقع فريسة لضابط نصاب يكون مشتركاً في الجريمة لأنه لجأ إلي طريقة غير قانونية. مشيراً إلي أن النصاب استغل حاجته لقضاء مصلحته ولهف أمواله ولو أن المواطن صبر قليلاً وسلك الطريق السليم والقانوني ما تعرض لهذه الواقعة. طالب اللواء هشام المواطنين بالتأكد من شخصية منتحل صفة الضابط واللجوء إلي جهة عمله وغالباً ما يكون مظهر النصاب غير لائق ولا يوحي أنه ضابط شرطة. كما أكد اللواء هشام أن ظاهرة النصب علي البسطاء منتشرة ورجال الأمن لهم بالمرصاد وتم القبض علي كثير من المتهمين قاموا بعملية النصب والادعاء بأنهم ضباط شرطة وهي جريمة يعاقب عليها القانون. يقول اللواء عبداللطيف البديني مساعد وزير الداخلية السابق إن عمليات النصب زادت هذه الأيام خاصة عقب ثورة يناير وما صاحبها من انفلات أمني واستغلال أصحاب النفوس الضعيفة حاجة المواطنين لقضاء مصالحهم وتواجدوا بكثرة أمام المصالح الحكومية وفي الشوارع والميادين التي يقل فيها التواجد الأمني مستغلين سيارات الشرطة المسروقة من أمام الأقسام. مشيراً إلي أن مظهر النصابين دائماً ما يكون واضحاً لأن ضابط الشرطة والشخصيات العامة لهم سمات واضحة. طالب اللواء بديني بتكثيف التواجد الأمني أمام المصالح الحكومية والميادين لافتاً إلي أن الأمن له مهام كثيرة وعلي المواطنين التحلي بالصبر واللجوء إلي الطرق القانونية في قضاء مصالحهم.