لقد كانت بشارة الملاكان للنسوة بقيامة السيد المسيح "لماذا تطلبين الحي بين الأموات؟ ليس هو ههنا لكنه قام" "لو24: 5.6" ما أجمل عبارة المسيح الحي وكم هي مفرحة للتلاميذ. لكنها كانت مخيفة لرؤساء اليهود. كما انها تخيف الخطاة أيضا. لقد كانت قيامة السيد المسيح فرحا للتلاميذ ولنا أيضا. فبينما كان يوم الصلب محزنا ومؤلما من الناحية النفسية. لكنه من الناحية اللاهوتية يوم خلاص وبقدر ألم وخوف التلاميذ. لكنهم فرحوا حين رأو الرب وتحقق قوله لهم "ولكني سأراكم ايضا فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم" "يو: 16:22". لقد فرحوا لأنهم رأوا الرب.. وكانوا يظنون انه لا لقاء. وفرحوا لأن السيد المسيح قد انتصر في معركته ضد الباطل. وأنه "سيقودهم في موكب نصرته" "2كو 2:14". وفرحوا لأنهم تخلصوا من شماتة الأعداء. وتخلصوا من قلقهم واضطرابهم وأصبحوا يستطيعون ان يتكلموا بكل مجاهرة عن قيامة السيد المسيح له المجد. وفرحوا لأن القيامة كانت نقطة تحول في حياتهم وفي تاريخ المسيحية. وفرحوا لأن القيامة صارت ممكنة "نحن الذين أكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الأموات" "اع 1:41". وفرحوا لأن خوفهم تحول لجرأة وشجاعة وعدم مبالاة بكل القوي التي تحارب كلمة الله. وفرحوا لأن الرب وفي بوعهد لهم. إذ بقيامته تأكدوا بصدق كل وعوده الأخري مثل "أنا ماض لاعد لكم مكانا وان مضيت واعددت لكم مكان. اتي أيضا واخذكم إلي حتي أكون انا تكونون انتم ايضا" "14:2.3". كل هذا جعل التلاميذ يفرحون بالألم وكل ما يلاقونه في سبيل الشهادة للرب القائم من بين الأموات وأصبح للألم مفهوم آخر فقد صار لهم فكر المسيح "1كو 2:16" وأصبح الألم طريق المجد. وفرحوا لأن بالقيامة أصبح الصليب إكليلا ومجداً وليس ألما. وفي هذا قال لسان العطر بولس "لأني أسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح" "2كو 12: 10" ورددوا عبارة "كحزاني ونحن دائما فرحون" "2كو6: 10". لقد صارت القيامة فرحا لجميع المؤمنين وبشري بالقيامة العامة بل واعطت المسيحية رجاء في العالم الآخر وزهدوا هذا العالم. وفرحوا بالملكوت الذي يكون بعد القيامة. وبالنعيم الأبدي "ما لم تره عين وتسمع به أذن ويخطر علي قلب إنسان ما اعده الله للذين يحبونه" "اكو 2:9". لقد عرفوا أمجاد الغالبين التي سينالونها كما قال السيد في سفر الرؤيا "من يغلب فسأعطيه ان يجلس معي في عرش كما غلبت انا ايضا وجلست مع أبي في عرشه" "رؤيا 3:21".