أثار المقترح الذي طالب المسئولون بالتربية والتعليم بتطبيقه داخل المدارس بتدوير الكتب المدرسية بين تلاميذ السنوات الدراسية المتتالية جدلاً داخل الأوساط العلمية.. تناول المختصون الفكرة بمزيد من التعجب والاستنكار لصعوبة تنفيذها. بينما رأي البعض الآخر الفكرة بمثابة الحل الواقعي لأزمة ارتفاع نفقات طباعة الكتب المدرسية سنوياً حيث يمكنها ان توفر علي الأقل نصف نفقات طباعة الكتب علي أقل تقدير. قال أحمد عبدالعاطي وكيل إدارة المستقبل التعليمية انه رغم الهدف الجيد الذي يكمن خلف مقترح وزير التربية والتعليم فإنه يصعب تنفيذه بسبب وجود عامل نفسي لدي التلاميذ خاصة ذوي السن الصغيرة منهم حيث يرتبطون بالكتاب المدرسي الجديد ويمثل لهم بُُعداً إيجابياً ويقومون بتدوين الملحوظات فيه فكيف نمنعهم من الارتباط بالكتاب ونحذرهم من التعامل مع التدريبات الواردة به أو القيام بأي علامة علي صفحاته مؤكداً صعوبة تطبيقه علي المرحلة العمرية لتلاميذ المرحلة الابتدائية. أضاف يوسف النجار مدير مدرسة جمال عبدالناصر بالنزهة ان تدوير الكتب سيحرم الطالب من التفاعل مع المدرس أثناء الحصة لأنه سيكون حريصاً علي بقاء الكتاب جديداً وبالتالي فإنه سيتعامل معه بحذر شديد والأفضل ان يتم تحديد كتب بعينها يتم تدويرها ولتكن الكتاب الرئيسي وفصل التدريبات والانشطة بالكامل في كتاب منفصل يتم طباعته سنويا بالشكل المعتاد وبذلك تكون المشكلة قد تم حلها مع عدم الخلل بنشاط الطالب داخل الفصل. يري علاء بيومي مدير مدرسة النصر الابتدائية بحدائق حلوان استحالة تطبيق المقترح بسبب غياب الوعي لدي التلاميذ بأهمية الكتاب المدرسي وكيفية الحفاظ عليه خاصة في المرحلة الابتدائية فضلا عن المشاكل النوعية التي يعاني منها تلاميذ المناطق العشوائية الذين لا تمثل لهم المدرسة ولا الكتب المدرسية أي فارق.. مشيراً إلي امكانية تطبيق أسلوب تدوير الكتب علي المرحلة الثانوية نظراً لنضج الطلاب في هذه السن وامكانية توصيل الهدف من الفكرة لهم بشكل أكثر سهولة عن تلاميذ الابتدائي. قال علاء إبراهيم مدرس لغة انجليزية ان هذا المقترح يعد اعترافاً ضمنياً من وزير التربية والتعليم بانعدام أهمية الكتاب المدرسي لدي التلاميذ وامكانية الاستغناء عنه وهو ما يؤدي بالضرورة إلي اللجوء للكتاب الخارجي وخلق مشكلة فعلية أمام التلاميذ وأولياء الأمور حيث تستوجب عملية تدوير الكتب الحفاظ عليها بشكل تام حتي تصلح للدراسة لعام آخر وبالتالي سيشعر التلميذ بضغط نفسي لا يمكنه الاتساق معه أو استيعابه. أضاف محمد مسلم مدرس رياضيات ان الفكرة جيدة وتوفر المزيد من نفقات وزارة التربية والتعليم ولكن هناك طلاباً يفضلون تكوين مكتبة متكاملة من الكتب المدرسية علي مر سنوات الدراسة وتعميم هذا المقترح سوف يحرمهم من هذه المتعة لذا يجب جعل التدوير اختيارياً وليس اجباريا علي كافة التلاميذ ووضع عدة نقاط في الاعتبار منها تخفيض المصروفات المدرسية وتحقيق العدالة بين تلاميذ المراحل المختلفة مشيراً إلي امكانية تطبيق التدوير علي مدار عامين دراسيين فقط ليس أكثر لطبيعة تعرض الكتب للتهالك بفعل الوقت. وافقه الرأي محمود مسعود مدرس لغة عربية للمرحلة الثانوية قائلا ان فكرة التدوير في حد ذاتها جيدة ولكن أين الطالب الذي سيلتزم بها مؤكداً أهمية التوعية في المقام الأول بين التلاميذ وأولياء الأمور مقترحاً ايجاد مرحلة تمهيدية لهذا التطبيق وفي حالة نجاحها يتم التعميم ولكن بشكل تحفيزي بمعني اعفاء التلاميذ الذين يحافظون علي كتبهم لزملائهم في السنوات التالية من دفع المصروفات تماماً وفي هذه الحالة سوف تلاقي مزيداً من الاستجابة والتفاعل معها. أكد جمال سيد مدرس رياضيات للمرحلة الثانوية علي أن التطبيق مرهون بعدة محاور يأتي في مقدمتها التوعية الجيدة ويليها التوعية المتكاملة وتنمية دوافع الاخلاص وحب الآخر لدي التلاميذ في المراحل المختلفة حيث ان الفكرة ليست مستحيلة وانما مرتبطة فقط بتوافر المناخ للتطبيق الواقعي مشيراً إلي ان أهداف المشروع يجب ان يلمسها الطالب بمعني استخدام النفقات التي يتم توفيرها في تقديم خدمة تعليمية أفضل ومميزات تقنية داخل المدارس يشعر بها الطالب بشكل مباشر.
