أكد سفير الصين في القاهرة سونج أيقوه ان الفترة المقبلة ستشهد تطورا كبيراً في العلاقات المصرية الصينية في كافة المجالات..معربا عن استعداد بلاده لتقديم المساعدة الي مصر عندما تطلب ذلك.. قال في لقاء مع الصحفيين ان الصين تنظر بعين الاعتبار لمكانة ونفوذ مصر الكبير كدولة عربية وافريقية واسلامية ونامية. ويعرف كل صيني ان مصر هي أول دولة عربية وأفريقية أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين. وصف سونج ايقوه لقاء الرئيس محمد مرسي مع الرئيس الصيني الجديد شي جين بينج في دربان علي هامش قمة "البريكس" يوم 27 مارس الماضي بأنه كان وديا ومثمرا. واستهدف دفع العلاقات والتعاون الاستراتيجي بين البلدين.. مشيراً إلي ان الصين تتابع باهتمام الإنجازات التي حققتها مصر خلال المرحلة الانتقالية التي تمر بها. وتتفهم تماماً الصعوبات المؤقتة التي تواجهها وعلي استعداد لتقديم ما في وسعها من مساعدات إلي مصر. أضاف ايقوه. ان الرئيس الصيني دعا خلال لقائه مع الرئيس مرسي إلي دفع التعاون الثنائي قدما في مجالات رئيسية مثل التجارة والاقتصاد والاستثمار والبنية التحتية وتبادل الزيارات والتواصل الانساني والثقافي وبذل الجهود بين الجانبين لضمان نجاح المرحلة الثانية لمشروع التعاون التجاري بمنطقة خليج السويس.. كما أعرب له الرئيس مرسي عن أمله في استمرار التواصل الثنائي رفيع المستوي وتعجيل وتيرة التعاون التجاري والاقتصادي وتوقيع التعاون الاستراتيجي بين البلدين. داعيا إلي زيادة عدد السائحين الصينيين إلي مصر. ومؤكداً علي ان مصر تتخذ اجراءات فعالية لضمان أمن وسلامة السائحين. أوضح السفير الصيني ان حجم التبادل التجاري بين مصر والصين بلغ العام الماضي 9 مليارات و545 مليون دولار. منها 8 مليارات و225 مليون دولار صادرات صينية إلي مصر. ومليار و320 مليون دولار صادرات مصرية إلي الصين.. كما بلغ حجم الاستثمارات الصينية في مصر العام الماضي 400 مليون دولار بزيادة قدرها 100 مليون دولار عن عام ..2011 مشيراً إلي ان هناك عددا جديدا من الشركات الصينية تعمل بمنطقة خليج السويس منها شركة في قطاع الألياف الزجاجية برأسمال 260 مليون دولار في المرحلة الأولي. وشرركة تقوم ببناء الصوامع برأسمال قدره 70 مليون دولار بالاضافة إلي شركات أخري في مجال الأعلاف وتصنيع الخميرة وصناعة السيارات. أكد أيقوه ان مزيداً من الشركات الصينية ستأتي إلي الاستثمار بمصر في المستقبل. بعد التغلب علي بعض الصعوبات التي تكمن في عدم السلاسة في استمرار المفاوضات بين الجانبين إزاء عدد من المشروعات ومسألة تحويل العملة الأجنبية من مصر إلي الخارج. ورداً علي سؤال حول موقف الصين من طلب مصر الانضمام إلي مجموعة "بريكس" قال ان بلاده ترغب في قيام مصر بدور أكبر علي السااحة الدولية. لكن زيادة عدد أعضاء المجموعة يحتاج إلي مزيد من المشاورات. تحدث السفير الصيني عن الجولة التي قام بها مؤخراً الرئيس بينج في عدد من الدول الإفريقية. مؤكدا علي اهتمام الصين بهذه القارة الصاعدة وتعميق العلاقات بين الدول النامية ورفعها إلي مستوي جديد.. مشيراً إلي ان حجم التبادل التجاري بين الصين وإفريقيا بلغ نحو 200 مليار دولار عام 2012 وان حجم التبادل البشري وصل إلي مليون و500 ألف شخص في مجالات السياحة والتدريب ورجال الأعمال وهناك أكثر من 900 مشروع مساعدات صينية لافريقيا وقد اجتمع الرئيس الصيني في 28 مارس الماضي مع مجموعة النيباد وتعهد بتخصيص قرض قيمته 20 مليار دولار للدول الافريقية خلال الثلاث سنوات المقبلة وتنفيذ خطط لتنمية الموارد البشرية. وسيتم تدريب 30 ألف متدرب من مختلف أنحاء القارة خلال نفس الفترة. فيما يتعلق الأزمة السورية قال السفير الصيني ان بلاده تري ان الحل السياسي هو السبيل الوحيد لانهاء الأزمة. معربا عن أمله في ان تسعي جميع الأطراف السورية الي حل القضايا المتعلقة بالانتقال السياسي في أقرب وقت ممكن. وحول الأزمة المتصاعدة بين الكوريتين أكد السفير ايقوه الاهتمام البالغ الذي توليه بلاده تجاه تطور الأوضاع في المنطقة. مؤكداً حرص الصين علي الحفاظ علي السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية بما يتفق مع المصالح المشتركة لمختلف الأطراف. ومشيراً إلي ان الوضع الراهن في شبه الجزيرة معقد وحساس وتأمل الصين ان تلتزم الأطراف المعنية بضبط النفس. والتأني في تصرفاتهما وتصريحاتهما والعمل علي تخفيف حدة التوتر والعمل علي ما من شأنه خدمة السلام والاستقرار. أضاف ان بلاده تبدي أيضاً اهتماماً بما يجري في ميانمار وتأمل في تحقيق الاستقرار في دول الجوار وان يتحقق التناغم بين الشعوب.. واستعرض السفير سونج أيقوه. التغيرات الأخيرة التي شهدتها الصين وأسفرت عن وصول قيادات جديدة إلي الحكم خلال الدورة الثانية عشرة للمجلس الوطني والمؤتمر السياسي للشعب الصيني.. موضحاً ان هذه الدورة أكدت علي ضرورة الاهتمام بالتنمية ومضاعفة اجمالي النقد المحلي ونصيب الفرد في القري والمدن. مشيراً إلي ان هناك أهدافاً بعيدة المدي تتعلق ببناء دولة اشتراكية بحلول عام 2021 تتميز بالازدهار والتناغم وبناء الصين الجميلة بمناسبة مرور 100 عام علي تأسيس الصين وقد كانت هناك كلمة مهمة خلال هذا المؤتمر تتعلق بالحلم الصيني تتمثل في ازدهار الدولة ورفاهية الشعب واعادة الهيكلة الاقتصادية ورفع الجودة للتنمية الاقتصادية وتحقيق التنمية العلمية. أكد ان بلاده تأمل في إقامة استراتيجية للتعاون والسلام والانفتاح علي العالم الخارجي وبناء عالم يسوده السلام والازدهار وتعزيز التنمية الاقتصادية العالمية بشكل قوي ومتوازن وتضييق الفجوة بين الشمال والجنوب وتعزيز التعاون مع الدول النامية والحفاظ علي الحقوق المشروعة للعام النامي.