*نحن دائما نعيش في وهم النتائج لأن ما يحدث يغطي بظلاله علي الجميع فلا نفكر إلا فيما حدث.. لكن ما هي الأسباب فيما حدث؟! هذا لا يهم!! الخطأ دائما الذي نقع فيه هو التركيز علي النتيجة النهائية سواء كانت لمباراة في الرياضة أو لخلاف في وجهات النظر السياسية أو كارثة قطار مثلا وأظن أن حوادث القطارات أصبحت عادة مصرية منذ سنين طويلة ونثور جميعا بعد كل حادث ثم سرعان أن تنتهي الهوجة وننسي بمبدأ أن النسيان نعمة من عند الله.. حتي يأتي حادث جديد. المهم أننا نهاجم المسئول وقت الحادث أو نكافيء اللاعب الذي يسجل ويتسبب في الفوز وفي حالة الهزيمة لا نبحث في الأسباب حتي لا تتكرر النكسة من جديد!! نحن نعيش كل المآسي طبقا للنتائج ثم تتكرر المهازل والهزائم والسقطات.. لأننا لم نبحث في الأسباب لتقويم الأخطاء!! *الأمثلة كثيرة عندنا في مصر وفي كل المجالات حتي في السياسة والاقتصاد والشارع حتي في أزمة السولار ومشاكل رغيف العيش وتكرار المشاكل وتفاقهما يرتبط بعدم وجود آلية حقيقية للإصلاح أو ما نسميه بحث الأسباب الحقيقية وتقويمها!! *دعونا من كل ذلك لنتحدث عن الرياضة وما أكثر ما يحدث في الملاعب من مشاكل مالية للأندية وخلاف بين أعضاء المجالس وتمرد اللاعبين وعدم حصولهم علي حقوقهم دعونا نتحدث عن أسباب الفوز ومردود الخسائر حتي نصل إلي الأسباب الحقيقية لنقدم السلبيات!! *علي سبيل المثال الأهلي حقق الفوز علي توسكر الكيني في عقر داره والنتيجة مفرحة ومبشرة بالخير ولكن أن يأتي الفوز في كل الظروف الصعبة لفريق الأهلي الذي لم يجد لاعبين في القائمة الاحتياطي ويلعب خارج أرضه أول مباراة أفريقية وهو حامل اللقب الذي يفتقد لكل قوته الضاربة بعد رحيل العناصر القوية بسبب الاحتراف أو الإصابة. .. كل ذلك يؤكد أن في الأهلي قوة دفع أخري خفية تستحق التحية ويؤكد أن جهاز الأهلي قادر علي هيكلة الفريق في كل الظروف وبأي عدد من اللاعبين ويؤكد أن الثقة متبادلة بين البدري ولاعبيه وأن كل ما يقال عن المشاكل الوهمية بين المدرب وأبنائه مجرد خيالات إعلامية!! *النقطة الثانية هي عودة متعب من جديد بعد أن وضع بصمة علي المباراة ووقع مرتين في أوتجراف التهديف الذي أغلقه منذ فترة طويلة وعودة متعب هي قمة المكسب وأنا علي ثقة أن البدري هو أسعد الناس بهدفي متعب لأنهما المفتاح الذهبي لاستعادة اللاعب الذي تاه في دنيا الإصابة والتأثير النفسي عليه.. فالأهلي ومنتخب مصر أحوج ما يكونا لاستعادة متعب لنفسه ولمستواه!! لكن فوز الأهلي بهدفين في الذهاب يجب ألا ينسينا حالة النقص الشديدة في عناصر الفريق وكل ما نرجوه أن يتخطي الأهلي التصفيات الأولي ويصل إلي دوري المجموعات ليعود الثلاثي الذي رحل بقيادة أبوتريكة ويعود المصابون ليكتمل الفريق حامل اللقب ويحافظ عليه في البطولة الحالية. *الزمالك علي النقيض.. صحيح أنه فاز علي فيتا كلوب الكونغولي لكن الفوز بهدف واحد يهز ثقة اللاعبين في أنفسهم قبل العودة التي ينتظر أن تكون صعبة. وأتعجب والله من الزمالك الذي يجيد ويتألق في الدوري المحلي ويتصدر مجموعته ويقدم كرة جميلة متطورة وبين أدائه الأفريقي المهزوز الذي يتسم بالرعونة وإهدار الفرص السهلة مما يصعب عليهم المشوار. وأتمني للزمالك العبور الأفريقي من قنطرة الكونغو لكن ما أتمناه أكثر أن يركز اللاعبون أفريقيا وينسوا قصة الحقوق ويقدموا الواجبات أولا حتي ولو كان النادي مدينا لهم.. ولا يصح أن يخطيء لاعب مثل جعفر حتي ولو كان هداف الفريق فالحفاظ علي أعصابه أهم من التهديف.. والالتزام هو بداية طريق التألق والابداع. *علي درب الأهلي يسير منتخب الشباب الذي يخوض غمار بطولة كأس الأمم الأفريقية بالجزائر وهي المؤهلة إلي نهائيات كأس العالم.. وهذا المنتخب هو ¢ابن البطة السودا¢.. لأن مدربه ربيع ياسين مغضوب عليه فكم من مرة يتولي مسئولية الشباب ثم سرعان أن يغتال الاتحاد طموحات الرجل ونفس المشكلة تتكرر الآن.. بعد أن تخطي كل الصعاب ووصل إلي كأس الأمم دون إعداد أو معسكرات تليق باسم منتخب مصر ثم بدأ التألق في الجزائر وفاز علي منتخب غانا القوي العنيد واقترب من التأهل للدور قبل النهائي في البطولة وهي المؤهلة إلي كأس العالم بتركيا. *هذا المنتخب بجهازه الفني المتواضع والإمكانات المادية الهزيلة والتجاهل من مجالس الإدارة المتتالية.. هذا الفريق الذي يضم مجموعة رائعة من اللاعبين استعان بهم برادلي في المنتخب الأول وهاني رمزي في المنتخب الأولمبي يدينون بالفعل لربيع ياسين الذي طاف محافظات مصر بحثا عن المواهب وها هم أصبحوا نجوما دون إمكانات أو معسكرات أو مباريات دولية قوية تليق باسم وبإعداد منتخب مصري. لكن كلمة السر والسبب الرئيسي وراء هذا المنتخب هي الالتزام والإيمان بالمسئولية. *الفارس الرابع هو الإسماعيلي الذي يلعب في الكونفدرالية.. وللأسف الشديد لم يجد أية قناة فضائية لتشاركه المسئولية ونقل المباراة علي الهواء بعد أن تم تخصيص قيمة البث الفضائي حتي عشرة آلاف جنيه فقط!! فعلا ¢الغلبان يشبع غلب¢ كما يقول المثل لو كان الأهلي أو الزمالك لتسابق الجميع لنقل مباراته لكن الإسماعيلي وارد خط القناة.. فلا يهتم به أحد حتي في الإعلام!! لكن بكل جرأة يخوض ثلاث بطولات في وقت واحد ويتألق محليا وعربيا.. ثم يشق طريقه أفريقيا في غيبة القنوات الفضائية التي تحب الأكابر وتعشق النجوم فقط!! *الفارس الخامس هو إنبي الذي حقق أكبر فوز بأكبر عدد من الأهداف بين الفرق المصرية في السباق الأفريقي والعجيب أنه الفريق الأقل بين الأهلي والزمالك والإسماعيلي لكنه الأعلي تهديفا رغم رحيل العديد من نجومه لكن يبدو أن تركيز الجهاز الفني واللاعبين أعلي بكثير مما يواجهه الفريق من فرق وما يعانيه من تجاهل إعلامي!! عموما كلما كانت الأسباب والدوافع الإيجابية متوفرة لدي أجهزة ولاعبي أي فريق والجميع يتفق علي هدف واحد.. تتحقق الانتصارات وتعود الكرة المصرية إلي منصات التتويج.