* نحن الآن في الزمن الصعب!! تحولت فيه لغة الحوار إلي طلقات خرطوش والحرية إلي عنف.. الهدوء الذي كان يلف منطقة الجبلاية.. أصبح نارا ملتهبة نهشت جدران مبني اتحاد الكرة وأتت علي كل شيء نار الغضب اغتالت تاريخنا الكروي الذي كنا نفخر ونعتز به اللصوص سرقوا كل الذكريات القديمة وكأنهم يدفنون إنجازات المصريين تحت الرماد!! فمن يسرق التاريخ.. فهو لص.. حتي ولو كان يفعل ذلك بحسن نية!! * أين الروح الرياضية التي يتحلي بها المتفرج والمواطن والمشجع قبل اللاعب والمدرب؟!! هل ماتت هي الأخري مع شهداء ملعب بورسعيد؟! هل تاهت مع من رحلوا من بورسعيد بعد أحكام القضاء؟! أم أن الروح الرياضية ماتت مع حريق الجبلاية وسقطت تحت أقدام من أشعلوا النيران وأتوا علي تاريخنا الكروي؟!! * أين الروح الرياضية التي تربت عليها الأجيال؟!! زمان كنا نسمع من الكبار أمرا دائما.. وهو ¢خللي روحك رياضية¢ في كل المواقف!! والمعني المقصود أن نتقبل الأحداث بهدوء واتزان.. مثل اللاعب الذي ينصاع لقرار الحكم!! * لكن السنوات الأخيرة طرحت علينا أخلاقا جديدة وتصرفات مستوردة تعتمد علي العنف والخشونة والاحتجاج.. فالاعتراض ثم التمرد!! هذا ما حدث بعد أحكام قضية بورسعيد الشهيرة.. وكان الجميع يتوقع الغضب في ألتراس أهلاوي وألتراس مصراوي علي حد سواء لكن دون وقوع خسائر أو قتلي بدون حرق أو تدمير لكن يبدو أننا أصبحنا في الزمن الصعب الذي لا يعتمد علي الحوار بل علي البطش والقتل والحرق وها هي النتيجة!! صورتنا أصبحت سيئة أمام العالم كله الذي أصبح دائرة ضيقة كل من فيها يشاهد الآخر بعينه. * حريق اتحاد الكرة علي الهواء!! هذا ما حدث بالفعل لأن أحداث الهجوم علي الجبلاية كانت علي الهواء كل العالم يشاهدها في اللحظة وكأننا نقول: ¢علي الجميع أن يمتنعوا عن الحضور إلي مصر¢!! .. أرسلنا رسائل عديدة للعالم تؤكد فيها أن مصر غير مؤهلة لإقامة لقاء زيمبابوي القادم في تصفيات كأس العالم!! أرسلنا علي الهواء رسالة من الجبلاية بلون الرماد مغزاها أن مصر لم تعد بلدا سياحيا وليس فيه أمان أو ضمان!! * أتعجب والله من المسئولين عن الدولة الذين يحرسون مجلسي الشعب والشوري بآلاف الجنود وعشرات الدبابات ويغلقون كل الطرق المؤدية إلي وزارة الداخلية ويتركون اتحاد الكرة الذي هو مرآة تعكس لكل رياضيي العالم ما نحن فيه.. تركوه دون حراسة أو رعاية يوم المحاكمة الكروية.. من المسئول؟! * لماذا أمنت وزارة الداخلية مبناها وتركت نادي ضباط الشرطة بلا تأمين؟ وأسأل وزير الداخلية.. ماذا تتوقع من آلاف الشباب عندما يتجمعون أمام النادي الأهلي وفي منطقة الجبلاية؟!! أين الاحتياطات الأمنية اللازمة حتي علي الأهلي نفسه؟!! * هنا لابد أن أشيد بالمسئولين في النادي الأهلي لأنهم سارعوا بفتح الأبواب عندما أراد آلاف الشباب دخول النادي.. فدخلوا بسهولة وخرجوا بهدوء دون تكسير أو تحطيم. لكن لو رفض الأهلي فتح الأبواب.. كانت ثورة الشباب ستنصب علي الأهلي نفسه وربما أحرقوه بدلا من اتحاد الكرة!! هذه هي الفطنة في التعامل والسرعة في اتخاذ القرار حسب كل موقف ورؤية تداعياته المتوقعة. - لكن يبقي السؤال؟!! لماذا حرقوا اتحاد الكرة.. ومن هم؟!! * الألتراس تنصلوا من المسئولية بعد ظهور جراكن البنزين والمولوتوف داخل اتحاد الكرة بعد حرقه!! أي أن النية كانت مبيتة لتفجير اتحاد الكرة وأنا لا أعرف ومن أين أعرف ومن أي مسئول.. من هم المعتدون علي اتحاد الكرة ومن يجزم بأنهم الألتراس؟!! إذا كانت النيابة لم توجه لهم أصابع الاتهام الصريح حتي الآن. هل هو الطرف الثالث الذي قتل في شارع محمد محمود واغتال في التحرير وحمل البنادق والمولوتوف وصعد لأسقف العمارات ليصطاد الأبرياء؟!! * نحن نعرف حقيقة واحدة وهي أن ما حدث ضرب اتحاد الكرة وهو الصورة المصرية الرياضية لمصر في الخارج وحرق تراثنا الكروي.. لكن من الجاني؟!! * القضية صورة تتكرر دائما من شباب مندفع نلوم عليه.. ولا نلوم أنفسنا. * دعونا نتساءل!! هل جلسنا مع هؤلاء الشباب المتفتح.. المنفتح علي العالم لنقرأ فكره وتطلعاته؟! أبدا لم يحدث!! نحن فقط نشاهد ونتابع.. لكننا كمسئولين لا نفكر في كيفية تحويل تلك الطاقة الجبارة لدي الشباب إلي طاقة إيجابية تفيد مصر؟! كيف نحول هذا الحب الجارف للنادي والانتماء بلا حدود لفريق ما.. إلي حب لمصر الأم وكيف نتفق جميعا علي هذا الحب؟! * العيب ليس فيهم ليس في الشباب أو الألتراس بل فينا نحن لأننا نجلس لننتظر وننظر إلي الجانب السييء فيهم ولا ننظر إلي الإيجابيات ودعمها وتشجيعها!! يا أيها المسئولون في مصر أنتم تطالبون بالانتماء وتنمية روح الحب في الشباب.. وها هي موجودة.. لكنكم لا ترشدون تلك الطاقة وتحولونها إلي قوة إيجابية فعالة!! * ومن أين يأخذ هذا الشباب القدوة وقد أصبحت التيارات السياسية والحزبية في صراع مستمر؟!! * من أين القدوة والشباب يشاهد كل ليلة عشرات البرامج الحوارية التي تتحول إلي عراك وضرب واتهام بعدم الوطنية والتسيب وسقوط القدوة!؟! * ما حدث في اتحاد الكرة مجرد حلقة من حلقات الفشل الذي نعيشه الآن فإذا كان الكبار مختلفين علي الهدف والأسلوب فكيف تنهض مصر والشباب لا يجد القدوة المناسبة!؟! لوموا أنفسكم أولا.. قبل أن تلوموا الألتراس أصلحوا ما في الشارع السياسي حتي يجد الشباب أمامه نماذج تحتذي وبعدها نفكر كيف نحافظ علي مصر ولا نحرقها!!