* عندما وقعت أحداث ملعب بورسعيد راهن شباب الألتراس علي الدوري.. وربطوا بين استئنافه والقصاص. فتوقفت البطولة تماماً لمدة عام كامل!! والآن بعد الحكم القضائي بإحالة أوراق واحد وعشرين متهماً إلي فضيلة المفتي.. ارتاح الألتراس وأعلنوا موافقتهم الرسمية علي استئناف الدوري!!.. أي أن القرار العلوي أصبح للألتراس من واقع قوتهم وتأثيرهم في الشارع وعلي الحكومة بالكامل!! وهذا في حد ذاته مرفوض لأن الدولة فوق الجميع!!.. بينما راحت أصوات ألتراس بورسعيد أدراج الرياح من قبل إعلان الحكم القضائي ومن بعده!! * وإعلان الألتراس عن سماحهم باستئناف الدوري بعد صدور الحكم القضائي الذي أرضاهم إلي حد ما.. هو موافقة وقتية.. قد تتغير من جديد بعد الطعون التي سيقدمها المتهمون الواحد والعشرون. وهذا حقهم القانوني في استنفاد كل وسائل الدفاع طبقاً للنظام القضائي!! * ولا أتصور أبداً أن الألتراس سيظل علي هدوئه واتزانه الحالي إذا قبلت المحكمة الطعن من المحكوم عليهم بالإعدام لأن هذا سيعني بداية المحاكمة من جديد. النقطة الثانية هي أن الأدلة الجديدة التي قدمتها لجنة تقصي الحقائق التي تحدث عنها الرئيس محمد مرسي قد تغير الحكم الصادر أو قل إنها قد تغير رؤية المحكمة في القرار الصادر لظهور متهمين جدد أو أدلة جديدة تبرئ من ساحة بعض المتهمين وتوجه الاتهام لأسماء جديدة لم تكن مدرجة!! * ماذا سيكون رأي الألتراس في هذه الحالة؟!! * هل لو أعيدت المحاكمة سيسمح الألتراس باستئناف الدوري؟! هل سيوافق أهالي الشهداء علي عودة الدوري من جديد إذا قبلت المحكمة الطعون أو حتي إذا قللت من عدد المتهمين والمحالين لفضيلة المفتي؟!! * دوري إيه.. أرجو أن ننساه؟!! ** القضية مستمرة. والأوراق مازالت مطروحة للنقاش والجدل سيستمر ولن ينتهي في تلك القضية التي من المؤكد أنها ستظل علامة فارقة في التاريخ السياسي والرياضي لمصر!! لكن ليه؟!! * أولاً لأنها المرة الأولي في القضاء المصري الذي يكون فيه عدد الضحايا.. هو عدد المتهمين.. أكثر من سبعين اسماً!! * ثانياً لأنها أول قضية يحكم فيها القضاء بإحالة أوراق واحد وعشرين متهماً إلي فضيلة المفتي دفعة واحدة!! * ثالثاً لأنها أول قضية رياضية بصبغة سياسية تتداخل فيها أطراف كثيرة مثل الأندية الرياضية والمشجعين!! * رابعاً لأنها قضية جماهيرية جاءت في ظروف ساخنة والبلد فوق بركان من المشاكل. وأصبح شهود الحادث الذين هم الألتراس هم الأقوي من كل الأطراف الأخري. أقوي من الدولة والقانون والأندية بدليل أن الألتراس فرض إلغاء الدوري ونجح في ذلك والآن قرر استئناف الدوري ووافقت الدولة علي ذلك!! * لذلك لا أتوقع عودة الدوري. وهذا علي مسئوليتي الشخصية!! فكيف تعود البطولة الآن والبلد يغلي فوق بركان من المشاكل؟! انسوا الدوري نهائيا!! وكيف تستأنف البطولة ومحافظات مصر تغلي. في بورسعيد المدينة الممنوعة من الصرف الرياضي. والسويس المنشقة والإسماعيلية المتعاطفة مع أبناء خط القناة والإسكندرية التي تضم عدة أندية. والمحلة وما فيها. وباقي المحافظات تترقب.. فكيف يعود الدوري وكل يوم يسقط العشرات ويزداد الهجوم علي أقسام الشرطة لتهريب المساجين؟! انسوا الدوري هذا الموسم!! * الأهم من ذلك أن الإعلان عن تحويل أوراق المتهمين إلي فضيلة المفتي ليس حكماً نهائياً بل هو مجرد قرار لا يرقي للحكم النهائي. مما قد يشعل الموقف مستقبلاً في أوساط الألتراس. * لذلك كله.. لا أتوقع عودة الدوري في ظل تلك الظروف الصعبة التي تشتعل فيها المحافظات!! فعدد المصابين والقتلي في بورسعيد والسويس يفوق من ماتوا في المدينتين في حرب .67 من يتحمل المسئولية؟! * سؤال أوجهه إلي كل الرياضيين والمسئولين السياسيين ووزير الرياضة واللجنة الأولمبية؟! سؤال أوجهه إلي اتحاد الكرة المسئول عن اللعبة!! من منكم يعلن عن نفسه وباسمه وبتوقيعه بتحمل مسئولية الدوري وما سيحدث فيه؟!! * نعم.. نحن في حاجة ماسة لعودة الدوري كما يطلب المدربون والأندية. ولكن هل يكتب كل مدرب إقراراً علي نفسه يتحمل مسئولية أمن والتزام لاعبيه داخل الملعب؟! * هل يكتب كل مجلس إدارة في الأندية إقراراً علي نفسه بتحمل مسئولية أمن المباريات وتحمل تبعات الشغب أو موت أي مواطن؟!! * نعم.. تتحدثون عن أهمية الدوري لإنعاش الأندية دون دخول الجماهير. لكن ماذا إذا اقتحم الجمهور أحد الملاعب واعتدي علي الشرطة والأمن واللاعبين وسقط الضحايا؟! ياتري سنحاسب من؟! انسوا الدوري!! * هل الظروف الأمنية التي وصلت إلي أدني الدرجات تتحمل عودة الدوري؟! هل سيتحول وزير الرياضة المسئولية؟! * أما عن الداخلية فحدث ولا حرج.. لا تستطيع الدفاع عن نفسها أو حماية الأقسام أو تأمين المواطنين في الشارع ورجالها يموتون جهاراً نهاراً.. هل سيتحمل وزير الداخلية مسئولية المباريات وتأمين الملاعب في كل تلك الظروف الصعبة؟ * أظن أن الدوري هذا الموسم مات ولا يمكن إنعاشه إلا علي مسئولية من يعلن رسمياً التنظيم.. فلو حدثت كارثة أخري.. لابد أن يكون هناك متهم رئيسي واضح للناس من الآن حتي لا تدخل في دوامة جديدة مثل التي نعيشها الآن!! أعتقد أن الدوري مات هذا الموسم وتم دفنه في مقابر الجميل في بورسعيد!!