القمامة كنز ثمين وبيزنس يدار بملايين الجنيهات واصبحت واحدة من أهم الصناعات في دول العالم المتقدم الآن مثل الصين والمانيا واليابان وتونس وغيرها.. وفي الاسكندرية رجال ونساء واطفال يعملون في مهنة جمع القمامة والعائد غير مجز للصغار ولكن في هذا البيزنس عدة مصانع لتدوير القمامة. يقول محمد صابر دبلوم صناعي اعمل في فرز القمامة منذ 5 سنوات وساعات العمل لا تتعدي 6 ساعات يوميا اجوب فيها الشوارع لفرز القمامة ثم اقوم بتسليم ما جمعته للمتعهد بمنطقة ابوسليمان بباكوس ويحصل علي 30 إلي 40 جنيها. يقول: إن فرز القمامة بالشوارع افضل اوقاتها في الصباح الباكر قبل أن تحملها عربات النظافة وجامعي القمامة ويختار منها الزجاجات والكرتون والبلاستيك بأنواعه. يضيف أحمد سعيد متعهد جمع قمامة اعمل بجمع القمامة منذ "12" عاما وتخصصت في جميع انواع البلاستيك وتم توريده بسعر ما بين 1500 إلي 2000 جنيه للطن. يؤكد أحمد عبدالجواد جامع قمامة ان بيزنس القمامة يتم في منطقة تقع خلف العوايد بالرمل وتوجد هناك زرايب وزبالين يعملون في جمع ونقل القمامة عبر سيارات يمتلكونها وينقلون اطنانا منها ويتم فرزها واعادة تدويرها بعد ذلك وهناك مصانع صغيرة لتدوير المخلفات الصلبة واعادة تصنيعها لمنتجات اخري وهناك ايضا نوعيات من القمامة الصلبة يتم تصديرها للخارج بعد اعادة تدويرها مثل البلاستيك الذي يباع الطن منه ب "4" آلاف جنيه ثم يعود الينا بعد تصنيعه علي شكل لعب اطفال وغيرها. يقول كريم السيد "13 عاما" انه يعمل في جمع القمامة منذ عامين ويستيقظ مبكرا كل يوم لجمع الزجاجات والبلاستيك والكرتون حتي الساعة "12" ظهرا ثم يذهب إلي المدرسة بعد الظهر واحصل يوميا ما بين 10 إلي 15 جنيها لمساعدة أسرتي لأن والده مريض صحيا وأحيانا لا يستطيع النهوض مبكرا خاصة في ايام الشتاء والبرد القارص وأيام الامتحانات. يؤكد الحاج علي زينهم متعهد توريد الورق والكرتون انه بدأ العمل في جمع الورق والكرتون وتوريده إلي التاجر لعدة سنوات ثم اشتري محلا وجعله مخزنا واستعان ببعض الشباب العاطل لجمع الورق والكرتون من الشوارع والمحلات والمطابع واقوم بشرائه منهم بسعر من "250" إلي "300 جنيه" للطن ثم يعيد بيعه بعد تصنيفه من "400" إلي "600" جنيه للطن أما ورق الجرائد اشتريه ب "200" جنيه ويعيد بيعه ب "300" جنيه للطن ويشتري الكتب المختلفة وقد اشتريت ماكينة مكبس للورق بهدف تسهيل عمليات الشحن والتخزين واعادة التصنيع مرة أخري. يقول هيثم فرج متعهد جمع علب الكانز والزجاج إن جميع من يعملون معه في جمع القمامة لا يقل الراتب عن 300 جنيه يوميا ومنهم من يحصل علي 50 جنيها وكله حسب الشغل الذي يقدمه ويقوم بتحويل البضاعة إلي المصدر الذي يقوم بتصدير طن علب الكانز الفارغة ب "4" آلاف جنيه اما الزجاج فالطن يباع ب "400" جنيه. يضيف متولي عبدالبديع من كبار تجار توريد وفرز القمامة ان البلاستيك الذي نحصل عليه من القمامة بعد تدويره يدخل في صناعة مستلزمات الملابس من ازرار وشماعات وصناعة الحصائر البلاستيكية والتي تصدر إلي كثير من الدول العربية وايضا تدخل في صناعة الزجاجات والأواني البلاستيك وايضا الورق والكرتون تذهب إلي مصانع العاشر من رمضان لصناعة الورق بأنواعه ويذهب الزجاج إلي مصانع لتصنيعه اكواب للشاي وايضا الشيشة وغيرها ويتم كبس الملابس القديمة "الكهنة" وتحويلها إلي قطن يستخدم في تنجيد مقاعد السيارات والمراتب االرديئة التي تباع في الأسواق الشعبية. يقول الدكتور محمد فهمي استاذ المجالات بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية ان تصنيع مخلفات القمامة اصبح قضية حيوية لانها تسهم في تحسين البيئة والتقليل من التلوث إلي جانب الاستفادة منها اقتصاديا خاصة ان الجيل الجديد من الزبالين منهم يحملون مؤهلات ويتحولون إلي العمل في مجال تصنيع واعادة تدوير القمامة بأجهزة حديثة ومنها المكابس الالكترونية. ويشير إلي أن مصر اقل دول العالم التي تستفيد من القمامة وتعتبرها عبئا ثقيلا في الوقت الذي تهتم بها بعض الدول وتعتبرها ثروة قومية. يضيف محمد وجيه مدير الصندوق الاجتماعي للتنمية فرع الاسكندرية اننا نشجع القطاع الخاص والصناعات الصغيرة ونتعاون معها في كافة المجالات والتي توفر فرص عمل للشباب أما عن تلك الصناعات التي تحافظ علي البيئة وتعظيم الاستفادة من ملايين الاطنان التي تضم اخشابا وزجاجا واقمشة وحديد خردة وبلاستيك وورق وغيرها من المواد التي تتم اعادة تصنيعها وكلها موارد أولية متجددة. يقول المهندس الزراعي سيد محروس ان المواد العضوية التي تحتوي علي بقايا الطعام تصل إلي 40% من اجمالي القمامة يستفيد منها الاف الخنازير مجمعة في حظائر كطعام اساسي لها وفي حالة عدم وجود تلك الخنازير يتم نقلها إلي مصانع الاسمدة لتحويلها لأسمدة زراعية.