بعد جدل "تكوين".. الأزهر يكشف حقيقة إنشاء وحدة "بيان" لمواجهة الإلحاد    عيار 21 الآن بعد ارتفاع كبير.. سعر الذهب اليوم الجمعة 10-5-2024 بالصاغة    بعد التخفيضات.. تعرف علي أسعار الأضاحي بمنافذ وزارة الزراعة 2024    تربط شرق القاهرة بغربها.. محطات مترو الخط الثالث وموعد تشغيلها (من عدلي منصور لجامعة القاهرة)    الاتحاد الأوروبي يحتفل بالقاهرة بمرور 20 عامًا على تأسيسه    «فايننشال تايمز»: الاتحاد الأوروبي يتخلف عن الولايات المتحدة في إنتاجية العمل    «نيوزويك»: وضع القوات المسلحة الأوكرانية فى دونباس مستمر فى التدهور    تين هاج: ماونت تعرض لإصابة جديدة.. وانتكاسة ل شو قبل مواجهة أرسنال    مباشر مباراة الأهلي والزمالك الثالثة في دوري السوبر لكرة السلة    استدعاء ثلاثي ناشئي المقاولون لمنتخب مواليد 2005    "الجيزاوي" يتفقد مستشفى بنها الجامعي للاطمئنان على الخدمة الصحية    الحرارة الآن بالقاهرة 33.. "الأرصاد": فرص لسقوط الأمطار بهذه المناطق    أول تعليق من تعليم الدقهلية على تطابق امتحان العلوم للصف الثاني الإعدادي وتسريبه    أبرزهن هند رستم وتحية كاريوكا.. هدى الإتربي تكشف عن نجمات أثرن في حياتها (فيديو)    ميرفت أمين ودنيا سمير غانم تشاركان في تشييع جنازة والدة يسرا اللوزي (صورة)    المفتي: من أهم حيثيات جواز المعاملات البنكية التفرقةُ بين الشخصية الاعتبارية والفردية    محافظ الأقصر ورئيس هيئة الرعاية الصحية يناقشان سير أعمال منظومة التأمين الشامل    خلال 24 ساعة.. تحرير 16 ألف مخالفة مرورية متنوعة    «تالجو ومكيف وروسي»..تعرف على مواعيد القطارات خط «القاهرة/ الإسكندرية» والعكس    جامعة «أريزونا» تطرد أستاذا جامعيا بعد تعديه على امرأة مسلمة داعمة لفلسطين    الامين العام للأمم المتحدة يدعو قادة الاحتلال وحماس للتوصل إلى صفقة لوقف إراقة الدماء    19 عرضا مسرحيا مجانيا لقصور الثقافة بأسيوط    "مبروك يا صايعة".. الشرنوبي يثير الجدل بتهنئته ل لينا الطهطاوي بزفافها (صور وفيديو)    "الأوقاف" تكرم عضوا ب الأعلى للشئون الإسلامية" لمشاركته بالأنشطة الرمضانية بالمساجد    محافظ أسيوط: مواصلة تركيب بلاط الانترلوك بالشوارع الضيقة بمدينة منفلوط    وكيل صحة الشرقية يفاجئ العاملين بمستشفى الحسينية المركزي ( صور )    ترغب في التخسيس؟- أفضل الطرق لتنشيط هرمون حرق الدهون    «المشاط»: 117 مشروعًا لدفع مشاركة المرأة وتمكينها اقتصاديًا واجتماعيًا    تشييع جثمان عقيد شرطة ضحية تصادم سيارة مع جمل ببني سويف    حفاران حطما الجدران.. كيف ساهمت مياه الشرب في إخماد حريق الإسكندرية للأدوية؟- صور    محافظ بني سويف يوجه بمتابعة استمرار التسهيلات في تلقى طلبات التصالح بالقانون الجديد 187    الملتقى الأول لشباب الباحثين العرب بكلية الآداب جامعة عين شمس    محلل أداء منتخب الشباب يكشف نقاط قوة الترجي قبل مواجهة الأهلي    بيرسي تاو يحصد جائزة أفضل لاعب في اتحاد دول جنوب إفريقيا    سنوات الجرى فى المكان: بين التلاشى وفن الوجود    تشكيل هيئة مكتب نقابة أسنان القليوبية    خطيب الجمعة ب "الأزهر": الحضارة الإسلامية حوربت عبر تشكيك المسلمين في تراثهم    نقيب الفلاحين يعلن دعمه لاتحاد القبائل العربية بقيادة العرجاني    حملة بحي شرق القاهرة للتأكد من التزام المخابز بالأسعار الجديدة    الاتحاد الأوروبي يدين الهجوم على مباني الأونروا في القدس الشرقية    عادات يومية للتحكم في نسبة السكر بالدم.. آمنة على المرضى    وزير الري يلتقى المدير الإقليمي لمكتب اليونسكو بالقاهرة    الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" يتبادلان القصف    دعاء الجمعة للمتوفي .. «اللهم أنزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين»    في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر    رحلة مبابي في باريس تنهي بمكالمة الخليفي    الاستغفار والصدقة.. أفضل الأعمال المستحبة في الأشهر الحرم    رد فعل محمد عادل إمام بعد قرار إعادة عرض فيلم "زهايمر" بالسعودية    حماس: الكرة الآن في ملعب الاحتلال للتوصل لهدنة بغزة    463 ألف جنيه إيرادات فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة في يوم واحد بدور العرض    الإسكان تناقش آليات التطوير المؤسسي وتنمية المواهب    فضل يوم الجمعة وأفضل الأعمال المستحبة فيه.. «الإفتاء» توضح    شخص يطلق النار على شرطيين اثنين بقسم شرطة في فرنسا    لمواليد 10 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    الناس بتضحك علينا.. تعليق قوي من شوبير علي أزمة الشيبي وحسين الشحات    3 فيروسات خطيرة تهدد العالم.. «الصحة العالمية» تحذر    اللواء هشام الحلبي يكشف تأثير الحروب على المجتمعات وحياة المواطنين    نهائي الكونفدرالية.. تعرف على سلاح جوميز للفوز أمام نهضة بركان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شراء الترام..بالمال الحرام!!
نشر في الجمهورية يوم 20 - 01 - 2013

* الصهيونية علي حد علمي عقيدة بديلة للدين.. وهي تتخذ الدين.. أي دين وسيلة إلي غاية هي حكم وإدارة العالم.. فالدين عند الصهاينة هو العصا التي يُساق بها القطيع.. وهو أفيون الشعوب فعلاً كما قالت الماركسية.. الدين وسيلة الصهيونية لتخدير الناس وجعلهم مسطولين علي طول الخط.. وسُكارَي. وما هم بسُكارَي.. والصهيونية توحي للناس بأن كل ما تفعله ليس سوي شرع الله أو تعاليم أو وصايا الرب.. وبهذا يسمع الناس ويطيعون بلا مناقشة.. والصهاينة يوحون للناس بأنهم "بتوع ربنا.. أو بتوع الرب". والناس لا ينبغي أن يناقشوا أهل الله أو بتوع الرب.. وما تراه في العالم الآن من علو كعب الخطاب الديني الإسلامي أو المسيحي أو اليهودي. ليس مداً دينياً. ولكنه خطاب صهيوني عالمي لإفقاد الناس مقاومتهم ومناعتهم. والوصول إلي إخضاعهم تبعاً لدين كل مجتمع.. فهناك مجتمع يخضعه الخطاب الإسلامي. وآخر يخضعه الخطاب المسيحي. وثالث يطرب للخطاب اليهودي.. وهناك مجتمع تستخدم فيه الصهيونية الخطاب البوذي.
وتلجأ الصهيونية كذلك بجانب الخطاب الديني إلي لعبة النعرات العرقية.. وبالتالي يمكن القول بمنتهي راحة الضمير: إن فكرة العروبة فكرة صهيونية. لأنها قامت علي العرقية لا علي الأيديولوجيا.. وكان هدفها ضرب الأممية الإسلامية.. وعندما استنفدت فكرة العروبة غرضها. وأدت دورها الذي رسمته لها الصهيونية. انبثقت منها نعرات عرقية أخري. فعرفنا داخل ما يسمي الأمة العربية القوميات الكردية. والأمازيغية والتركمانية.. ثم عرفنا بفضل الحركة الصهيونية الصراعات المذهبية داخل الدين الواحد.
والصهيوني سواء كان مسيحياً أو مسلماً أو يهودياً أو بوذياً أو عربياً. يؤدي طقوس دينه بمنتهي الدقة.. بل هو أكثر الناس حفاظاً علي التدين الطقوسي. أو الجسدي. لكنه لا يلتزم قيد أنملة بأخلاق هذا الدين وروحه.. فهو يكذب ويغدر ويخون ويحنث ويدلس وينصب ويراوغ.. وكل هذه الرذائل مغفورة سلفاً من الناس لأنهم مخدرون ويرون أن "بتاع ربنا" دائماً علي حق.. فالصهيوني يحافظ علي طقوس دينه من أجل أن يسهل عليه خداع الناس وسوقهم إلي حيث يريد.
خذ مثلاً.. الدجال والمشعوذ.. لا يمكن أن ينجح في خداع الناس والسيطرة عليهم إلا إذا كان أكثرهم حفاظاً علي طقوس الدين.. لذلك حصل الدجال علي لقب الشيخ. ولقب مولانا. ولقب سيدنا.. ولقب "المبروك".. والمتصل. والمكشوف عنه الحجاب.. وكلها ألقاب دينية.. فالدين عند الدجال كما هو عند الصهيوني. وسيلة للسيطرة علي الناس وتخديرهم.
والصهاينة لا يحكمون الدول. ولكنهم يحكمون حكام الدول علي طريقة القس الروسي "جريجوري راسبوتين".. فقد قيل إن القيصر يحكم روسيا. والقيصرة تحكم القيصر. وراسبوتين يحكم القيصرة.. الصهاينة يتحكمون في الحكام ولا يتحكمون في الدول.. يتحكمون في مقعد الحاكم. لكنهم لا يجلسون عليه أبداً.. وهكذا عندما تقوم الثورات يسقط الحاكم. ولا يسقط النظام.. الحاكم مجرد ورقة تحترق. أو ورقة تواليت تُلقَي في القمامة بعد أن تؤدي دورها.. والصهيونية تحتفظ بعبوات كبيرة وكثيرة من أوراق التواليت تستخدمها الورقة تلو الأخري. ولكن النظام نفسه لا يسقط أبداً.. وورقة التواليت لا يمكن أن تتجاوز دورها والمهمة التي جيء بها من أجلها.
واختلاف ألوان أوراق التواليت لا يعني اختلاف دورها أو مهمتها.. الألوان مختلفة. لكن الدور الذي رسمته الصهيونية واحد.. هناك ورقة حمراء وورقة بيضاء وورقة زرقاء. وورقة اشتراكية وورقة رأسمالية وورقة علمانية وورقة ليبرالية وورقة إسلامية أو مسيحية.. لكن دور كل أوراق التواليت واحد بأوامر الصهيونية العالمية.
والصهيونية لا تأتي بالأكفأ إلي سُدَّة المسئولية في أي دولة. بل تأتي بالأقل كفاءة حتي لا يظن أن كفاءته هي التي قدمته وحتي يبقي دائماً مديناً لمن دفع به إلي المنصب.. وحتي يظل مقتنعاً بأنه أضعف حلقة في السلسلة الصهيونية.. وحتي لا يتمرد يوماً ويصدق نفسه.
والصهيونية لا تنفذ مخططها بنفسها. فهي ليست بهذه العبقرية.. ولكنها تنفذه بيد الشعوب التي تُصاب بغيبوبة دينية مزيفة تفقدها القدرة علي التفكير وإعادة النظر. وتفقدها المناعة والقدرة علي المقاومة.. فالناس في ظل الغيبوبة يرون أن مقاومة ما هو ديني حتي إذا كان مزيفاً حرام.. ولم تستطع الصهيونية تنفيذ مخططاتها من خلال النظريات الوضعية مثل الاشتراكية والرأسمالية والشيوعية.. فقد وجدت هذه النظريات مقاومة من الشعوب. فلم تصلح وسيلة لتغلغل الفكر الصهيوني.. لذلك غيرت الصهيونية استراتيجيتها في العقود الأخيرة. وصارت تعتمد علي الدين الطقوسي الظاهري في السيطرة علي العالم.. وآتت هذه الاستراتيجية أكلها بسرعة فائقة. خصوصاً في المجتمعات المنافقة التي تعتمد علي الطقوس الدينية في إخفاء عوراتها.
* * * *
* والمجتمعات المنافقة التي تتخذ الدين الظاهري ستاراً لإخفاء عيوبها.. هي أكثر مجتمعات العالم فساداً وتخلفاً وخراباً لأن الله عز وجل لا يصلح عمل المفسدين.. ومن الصعب حتي المستحيل القضاء علي الفساد في هذه المجتمعات لأن الناس استطاعوا إيجاد مبررات دينية للفساد والشر.. فهم يقدمون الرشاوي علي أنها مساعدة واجبة للموظف الغلبان.. فالرشوة هنا حلال. وحجبها أو منعها حرام.. والناس يتسترون علي الفساد والزني والموبقات بشعار "إن الله حليم ستار".. والناس يكتمون الشهادة حتي لا يقال إنهم فتانون. ونمامون.. وكل أنواع الفساد عندنا صارت لها مبررات دينية.. لذلك صار الفساد فعلاً يومياً لكل منا.. ولم يعد فعلاً مجرماً اجتماعياً.. بل إن الفاسد يلقي الدعم الاجتماعي الكامل من الناس. ويقال للفاسد: "إن سرقت اسرق جمل.. وإن عشقت اعشق قمر".. ويقال إن فلاناً "عبيط".. لأنه فضح نفسه أو ضيعها علي عشرين ألف جنيه "بس"!!!... ومعني ذلك أنه كان ينبغي أن يختلس عشرين مليوناً "يعني يضيع نفسه علي حاجة تستاهل".. والمنحرف في المجتمعات المنافقة يلقي الدعم. فهو شاطر وفهلوي وجدع وابن عصره و"مطقطق".. لكن المستقيم معقد "ومحبكها. ومزودها.. وبيوقف المراكب السايرة".
والمجتمعات المنافقة تمشي فيها الصهيونية "زي السكين في التورتة".. لأن النفاق هو الأب الشرعي للصهيونية. وهو أساسها.. فالصهيونية قائمة علي الكذب والخداع والمظهر الديني الزائف "والتقية" التي هي أساس النفاق.. لذلك تجد الصهيونية تربتها الخصبة في المجتمعات المنافقة مثل مجتمعنا.. حتي الديمقراطية في المجتمعات المنافقة تتحكم فيها الصهيونية.. لأن استراتيجية الصهاينة قائمة علي تزوير إرادات الناس. لا علي تزوير الصناديق.. والدين الطقوسي الظاهري هو أفضل وسيلة لتزوير إرادات الناس في المجتمعات المنافقة.. فيكفي المتدين الزائف أن يعد ولو كذب. وأن يعاهد ولو غدر. وأن يقول إنه أمين ولو خان.. يكفي أن يكون محافظاً علي طقوس دينه ليصدقه الناس بلا مناقشة.
والصهاينة يبدون للعيان مختلفين في الأديان والأعراق والجنسيات. لكنها جميعاً اختلافات ظاهرية. بينما العقيدة الصهيونية واحدة.. والمدرسة النفاقية واحدة.. الصهاينة قد يختلفون في المسالك والطرق والسُبُل والوسائل. لكن الغاية واحدة. والهدف واحد.. والصهاينة علي اختلاف وسائلهم يؤمنون جميعاً بالمرحلية في الوصول إلي الغاية. وهي حكم الدول أو العالم كله.. والصهيونية تؤمن بنظرية تسلق الجبل ببطء حتي تصل إلي القمة. ولا تسقط منها أبداً.. والمسئول أو صاحب المنصب في الفكر الصهيوني مثل وسيط المنوم المغناطيسي.. فالوسيط مجرد منفذ لأوامر المنوم وواقع تحت تأثيره. بينما هو لا يستطيع أن يرفض أو يتمرد أو يتصرف من تلقاء نفسه.
وقد قلت لكم يا أصدقائي محمد سلمي وحمادة بدران أبودوح ومحمد عيد علي وهيثم وسعد نبيه صابر: إن الله سبحانه وتعالي لا يصلح عمل المفسدين.. فهو دائماً يفضح المنافقين والصهاينة. ويرينا فيهم آياته.. وهي آيات ظاهرة لكل ذي عينين. لكن المشكلة أننا في غيبوبة. ولا نريد أن نفيق. ونمر علي الآيات معرضين.. لنا عيون ولكن لا نبصر بها. ولنا آذان ولكن لا نسمع بها. ولنا قلوب ولكن لا نفقه بها.. الله عز وجل يستدرج المنافقين الصهاينة من حيث لا يعلمون. ولم يبق سوي أن يفيق الناس من الغيبوبة.. الله عز وجل لا يوفق المنافقين. ولا يهديهم سبيلاً.. "وقرفة المنافق دايماً وحشة وزي الزفت.. وقدمه وحش.. وعرقوبه ناشف".. يريد أن يكحلها فيعميها. ويريد أن يضمد الجروح فيدميها.. و"أنا وأعوذ بالله من قولة أنا" أكاد أقتنع بحكاية "القرفة الوحشة".. وأشعر بأنها عقاب من الله عز وجل لذوي النوايا والطوايا السيئة الذين يشبهون السور الذي له باب عند جهنم. ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب.. والمنافقون ظاهرهم فيه الرحمة والنور وباطنهم فيه العذاب. والظلام.. المنافقون يخادعون الله. وهو خادعهم.. وقد يغفر الله عز وجل لمن يخدع الناس. لكنه لن يغفر لمن يخادعه سبحانه وتعالي.. لذلك ينفث الشيطان في أعمال المنافقين. فتكون أعمالهم سيئة مثل نواياهم.. فهم يقولون دائماً: إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقاً.. لكن الإحسان الكاذب يتحول إلي إساءة.. والتوفيق الكاذب يتحول إلي فشل.
* * * *
* الله لا يصلح عمل المفسدين حتي لو أرادوا بعملهم الإصلاح.. الله يفضح ذوي النوايا السيئة والضمائر الخربة والفضائل المغشوشة. وباعة السيارات "المرشوشة" بأن يحبط أعمالهم.. لكن الله عز وجل إذا أراد بالناس خيراً فإنهم يفيقون ويتخلصون من الغيبوبة التي أدخلهم فيها المنافقون والصهاينة. وإذا أراد بهم شراً وغضب عليهم أبقاهم في الغيبوبة.. وأعطاهم كثرة الجدل وقلة العمل ومدهم في غيهم وطغيانهم يعمهون.. الله عز وجل ورسوله حذرانا من النفاق والمنافقين.. ويقول العلماء إن الله قد يوفق الكافر. ويعطيه نجومية وعبقرية الدنيا ويدخر له العقاب في الآخرة.. لكن الله عز وجل لا يوفق المنافق أبداً. ويعجل له العذاب في الدنيا ويدخر له عذاباً أكبر في الآخرة.. الكافر يكسب الدنيا ويخسر الآخرة. لكن المنافق يخسر الدنيا والآخرة.. الكافر ليس مخادعاً. لكن المنافق مخادع.. وسأظل أقول حتي الرمق الأخير: إن الاختيار اليوم ليس بين مؤمن وكافر. فلم يعد عندنا مؤمنون.. لكن الاختيار بين الكافر والمنافق.. وأنا أختار الكافر وأفضله. قد يأمن المرء الكافر. ولكنه أبداً لن يأمن المنافق.
لقد تصهينا من رأسنا حتي القدم.. ولبست الصهيونية ثوب الدين. وصارت كالثعلب الذي برز في ثياب الواعظين. ومشي في الأرض يهدي ويسب الماكرين.. ونحن لا نمتلك ذكاء الديك الذي طلبه الثعلب ليؤم صلاة الصبح. فرفض وقال: عذراً يا أضل المهتدينا.. مخطئ مَن ظن يوماً أن للثعلب ديناً.. لن أكف عن التكرار الذي يعلم الحمار.. نحن منافقون خدعنا منافقون برزوا في ثياب الواعظين.. نحن نتصهين في اليوم مائة مرة.. والصهيونية "ماشية عندنا زي الحلاوة".. نحن نولي الأقل كفاءة.. وننتخب الأكثر خداعاً وتزييفاً.. ونصدق المنافقين الذين إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون.. الله تعالي يفضحهم ويحبط أعمالهم. لكننا لا نريد أن نفهم.. ولا نريد أن نفيق.. لقد سلطنا الله علي أنفسنا وجعل علي قلوبنا أقفالها.. لذلك نعيد إنتاج خطايانا ونكرر مأساتنا.. ونخرج من نقرة لنسقط في "دحديرة".. "نقول ثور. يقولوا احلبوه"!!!... نقول إن شرارنا تولوا أمورنا. فيقول البلهاء "ربنا يولي من يصلح".. نقول إن الممثلين فاشلون في أداء الدور السياسي. أو الدور الديني. أو الدور الاقتصادي.. والمسرحية صارت مملة وسخيفة وغير محبوكة.. فيقال لنا: دعونا نجرب.. دعونا نسمح للممثلين بفرصة.. "يا سيدي الفيلم أونطة.. والسيما كلها أونطة.. هاتوا فلوسنا".. يا سيدي الخطاب يُقرأ من عنوانه.. يا سيدي الصهيونية صارت في المساجد والكنائس والمعابد.. والمخدرات الفكرية والدينية "علي ودنه".. والحكام والمسئولون يتغيرون. لكن النظام لا يسقط ولا يتغير.. يا سيدي.. العرائس التي يخيل إليك أنها تتحرك علي المسرح. ليست سوي دُمي وجماد لا إرادة لها ولا روح.. والأصابع التي تحركها من خلف الستار لم تعد خفية.. يا صديقي في كل مكان.. لقد سحر المنافقون أعيننا. واسترهبونا وجاءوا بسحر عظيم. فوقعنا فرائس لهم.. فقد خيل إلينا من سحرهم أن حبالهم وعصيهم تسعي.. استخفونا فأطعناهم.. فهل نحن أحفاد قوم فرعون الفاسقون؟!!.. لا أظن أن المشهد اختلف من فرعون إلي الآن. وإلي يوم القيامة.. نحن نشتري الترام والعتبة الخضراء وتمثال رمسيس في السياسة والاقتصاد والدين والإعلام والقانون.. ولن أسخط علي الذي باع الترام. ولكني ساخط علي الذين اشتروه منه.. ساخط علي قوم لا يريدون أن يفيقوا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.. لا يريدون أن يعوا أن المنافقين الصهاينة لن يوفقهم الله ولن يهديهم طريقاً. لذلك "يطلع لهم في كل خرابة عفريت".. ونحن مازلنا مصممين علي صفقة شراء الترام بالمال الحرام!!!
نظرة
كل المصريين الذين يكتبون يقولون دائماً عبارة واحدة ومكررة: "علمتني الحياة. أو تعلمت من الحياة".. ونحن لا نتعلم من الحياة أبداً. ولا نتعلم من الموت.. حوادث الحياة لا تعظنا. والموت أيضاً لا يعظنا.. الكلام حلو. والفعل مر. وتلك شيمة المنافقين الصهاينة.. مجتمعنا لا يريد أن يرتفع. فهو دائماً يخلد إلي الأرض لأنه مجتمع لا يتعلم.. مجتمع المتبلم الذي تعلمه كل يوم و"يصبح ناسي".. ومن عجب أن تصريحات المسئولين منذ فرعون.. هي.. هي.. لم تتغير.. وأعتقد أن فرعون وهامان كانت لديهما خطة طموحة لتطوير السكة الحديد.. وكانت لديهما استراتيجية لتوصيل الدعم إلي مستحقيه.. وهناك مجلد كامل من البرديات التي تتضمن تشريعات للقضاءعلي الفساد.. وضبط الأسعار والأسواق.. وإجراء انتخابات شفافة ونزيهة.. رغم أن الانتخابات الشفافة حرام. لأنها تكشف مفاتن جسد مصر. وتجعلها مطمعاً للطامعين.. والانتخابات لابد أن تكون شرعية.. لا تكشف ولا تشف.. كل هذه المناقشات دارت في اجتماعات مجالس الوزراء برئاسة هامان. وقره قوش. ويشبك الداودار. والصدر الأعظم العثماني.. ومصر من أيام فرعون.. لديها نشيد غير وطني يبدو أنها ستظل تردده إلي يوم القيامة:
"حَطة.. يا بَطة.. عملنا الخطة.. شد لحافك.. نام واتغطي"!!!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.