نتيجة الاستفتاء علي مشروع الدستور لم تكن نعم ولم تكن لا في المرحلة الأولي للاستفتاء ولن تكون كذلك في المرحلة الثانية التي ستجري بعد غد اذا تمت ...النتيجة هي "لغم"!! لغم بين المصريين جميعاً من جهة... و"الرئيس مرسي والإخوان المسلمين من جهة ثانية... كيف؟ لن يهنأ من قال نعم بالنتيجة لانها جاءت علي "الحركرك"!! ولن يشعر من قال لا بالهزيمة لانها جاءت بالتزوير وتزييف الإرادة وغياب الإشراف القضائي علي الاقل من وجهة نظرهم.. يعني النتيجة هي هزيمة للجميع يعني النتيجة "لغم" وإن لم يتم إبطال تأثيره فوراً وبأسرع ما يمكن سينفجر فينا جميعاً لذلك اعتقد ان الحكمة تقتضي من الرئيس محمد مرسي وحزب الحرية والعدالة التحرك نحو نزع الفتيل وعلي المعارضين مد اليد.. نعم اعرف ان مناخ عدم الثقة هو السائد الآن ولكل فريق مبرراته وحججه واسانيده .الحقيقي منها وغير الحقيقي .العاطفي منها والعملي. السياسي منها والقانوني الثوري منها والانتهازي "الفلولي" الديني منه والمدني المهم ان الطرفين كل منهما يشد الحبل ولا احد يدرك ان قطع الحبل لا يعني انتصار طرف وهزيمة الآخر مياة طرف وموت الآخر لكن الكل سيحيا ضعفاء والمستفيد اعداء مصر "الثورة" واما اقوياء اذا اتفقا. مطلوب من الرئيس مرسي وحزبه ان يدركا ان نتيجة صندوق الانتخاب لا تعني الاستقرار ولا تعني الفوز بالضربة القاضية لخصومهم حتي ولو جاءت باغلبية كبيرة فما بالك لو كانت اغلبية كسيحة عليهما ان يدركا ان الاحتكام للصندوق في ظاهره "الديمقراطي" رحمة لكن باطنه ليس كذلك والدليل علي ذلك. * لو كان استفتاء قد تم بهذه الآليه لمبارك ونظامه يوم 29 يناير 2011 أو بآلية نزيهة عقب الخطاب الأخير لمبارك عشية موقعة الجمل والذي تدثر فيه بفرو الثعالب ودموع التماسيح لحصل المخلوع بنسبة 80% علي البقاء "علي الاقل" ولو استمر هذا السيناريو لتم قتل الثورة وشبابها وكله بارادة شعبية!! * عليهما ان يدركا ان الاحتكام للصندوق لو تم ما كان تم الاعتراف ابداً بحقوق السود في أمريكا .. يعني ذلك اننا نشكك في الجماهير؟ طبعاً لا فارق كبير بين التشكيك وبين التلكيك وللخروج من المأزق.. اقترح مبادرة من الرئيس مرسي وحزب الحرية والعدالة تعتمد علي دعوة كريمة من الرئيس وحزبه للقوي الوطنية والثورية والمعارضة الحقيقية وليست "الكرتونية" بتشكيل لجنة فوراً للتوافق علي جميع المواد الخلافية في مشروع الدستور مهما كان "عددها" وصياغتها وطرحها علي الشعب في أول انتخابات برلمانية قادمة يعني تكون هناك ورقة للتعديلات الدستورية الجديدة يصوت عليها الشعب في الانتخابات القادمة ...هذه المبادرة توفر اموراً كثيرة وتحقق اهدافاً كثيرة: أولاً: لا تضيف عبئاً مالياً وبشريا وزمنيا جديدا بعمل استفتاء جديد ثانياً: التعديلات الجديدة ستحقق كل ما تريد المعارضة والقوي المدنية والحزبية والكنيسة التي انسحبت من الجمعية التأسيسية للدستور أو القوي التي لم تشارك اصلاً!! ثالثاً: طرح التعديلات الدستورية المقترحة علي الشعب من حق الرئيس وطرحها قبل تشكيل البرلمان القادم سيبدد الشكوك في عدم تنفيذ هذا الوعد في ظل أي اغلبية محتملة!! رابعاً: هذا الإجراء سيحفظ لمقام الرئاسة "الهيبة والكرامة" لانها جاءت بعد التصويت بنعم يعني من موقف الأقوي خامساً: دعوة الرئاسة وحزب الحرية والعدالة ستكون منطلقة من حرص الرئاسة بعد التصويت باغلبية محدودة بنعم ان تستمع لصوت أكثر من 40% ممن ذهبوا للاستفتاء وقالوا لا وأكثر منهم ممن رفضوا المشاركة وقاطعوا وعددهم يفوق أكثر من ضعفي مجموع من ذهبوا !! واعتقد ان قيام الرئاسة بهذا الإجراء سيزيد من احترامنا لها من جهة وسيبطل مفعول "اللغم" الذي سينفجر فينا بين لحظة واخري من جهة ثانية يعني سيبطل حجتنا كمعارضين ثوريين لهذا الدستور وسيقطع الطريق علي الفلول واعداء مصر من جهة ثالثة وسيكشف المتآمرين علي الرئاسة والراغبين في افشال جهود الرئيس من جهة رابعة!!..أرجوكم لا تجعلوا اللغم ينفجر بيننا!!!!