الأطباء يدقون أجراس الإنذار.. ويبدأ الحديث الدكتور حسين خالد عميد معهد الأورام سابقاً قائلاً: المبيدات الزراعية والأسمدة هامة ولا يمكن الاستغناء عنها في نمو المحاصيل الزراعية بشرط رشها حسب المعايير العالمية المتفق عليها وبدون تسيب وعشوائية. ويشير الدكتور محمود المتيني استشاري جراحة وأمراض الكبد إلي ان الاستخدام الخاطيء للمبيدات يتسبب في الإصابة بأخطر الأمراض بالجهاز الهضمي والدم والفشل الكبدي والكلوي مسرطنة لا أساس لها من الصحة بسبب زيادة نسبة السموم في الفاكهة والخضروات وتأثر متناوليها بها صحياً واصابتهم بالأورام من تكرار تناولها. وقد يتسبب تناول تلك المأكولات في إلغاء جين معين أو ارتفاع نسبة الجين بشكل ضار فتتكون الخلايا السرطانية بالاضافة للعومل الخارجية المؤثرة من البيئة أو كثرة تناول الأدوية التي قد تدخل علي جين معين تعلي من تأثيره أو تقلل منه ويؤثر هذا التغير علي الجين ثم علي الخلية التي تتبعه سيان كانت خلايا تتبع القولون أو الكبد أو الدم مما يتسبب في تكون الخلايا السرطانية. ويضيف الدكتور هشام عطية الشخيبي "مدير المركز القومي للسموم بكلية طب قصر العيني" مبدئياً يلزم التفرقة بين المبيدات والهرمونات والمواد الكميائية التي تؤثر وتضر بالصحة أو البيئة وتسبب أمراض الكبد والكلي والسرطانات وتأثيرها لا ينحصر علي النبات فقط وانما يمتد لمياه الشرب لأن هناك صرف زراعي يصل لمياه الشرب. وقد بدأ العمل بهرمونات منذ عام 1930 اقتباساً من الغرب "أمريكا" الذين كانوا يستخدمون الهرمونات في تكبير حجم الزهور ولسرعة نضجها في أقصر وقت كذلك الاناناس في المناطق الاستوائية كانوا يستخدمون معه نفس الطرق ومن هنا طبقنا نفس الطريقة عكس الحالي بأوروبا فنحن نبدأ من بداية العالم المتقدم فاستعمال الهرمونات بالطرق المتفق عليها دولياً والمشرعة. الدكتور محمد عبدالحفيظ استشاري أمراض الكلي والمسالك البولية بمستشفي حلوان العام يؤكد ان الكلي لا تتأثر بتلك الهرمونات والمبيدات التي تروي بها المأكولات الزراعية إلا علي المدي البعيد وتكرار تناولها يؤدي للتأثير علي الكلي والكبد وانسجتهما ويعوق قدرتهما ويعوق في إخراج السموم وتناولها بكميات كبيرة يحدث خللاً في وظائفهم فينصح بتقشير الفاكهة وازالة العفن البني من البطاطس خاصة ان الهرمونات والمبيدات أخطر مسببات السرطانات ولا يوجد حالياً فاكهة أو خضار اورجانيك كله مرشوش ومحقون بالهرمونات والمبيدات وما لاشك فيه ان الهندسة الوراثية لعبت دوراً كبيراً في نضج الثمرة وحجمها قبل أوانها المحدد واثارها السلبية علي الصحة تظهر علي المدي البعيد. فمثلاً هرمون "تفتسلتين ايستيك" أسيد هرمون موجود في معظم الفاكهة والخضروات ويساعد علي تطوير الأنسجة وتعزيز وظائف الخلايا الصحية في الحيوانات وقلته تسبب السرطان بجسم الانسان ولابد من استخدامه ولكن بالنسب المقننة وزيادته عن النسبة المحددة يضر لأنه مادة كيميائية تمثل عبئاً علي كل من الكبد والكلي للتخلص منها عن طريقهم. ويضيف هشام الخياط أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بمعهد تيودربلهارس ان كبسولة الجبريليك أسيد خاصة والتي تعمل علي نمو المحاصيل في فترة لا تتعدي الأيام تؤثر بشكل وضح علي الكبد والكلي فقد تؤدي إلي الإصابة بالفشل الكلوي والكبدي وهما أكثر الأماكن إصابة بهذه الأمراض لأنه من المعروف ان الكبد هو أول مكان يعمل علي تخليص الجسم من السموم ثم تنتقل إلي الكلي التي تقوم بإفرازها فإذا كانت كمية هذه السموم كبيرة يصعب علي الجسد التخلص منها مع وجود فيروسات بي وسي لدي بعض المرضي والتي تجعلهم يدخلون في مشاكل أخري فيوجد في مصر 12 مليون مصري مصاب بفيروس سي و4 ملايين مصاب بفيروس بي ومع هذه السموم يحدث تدهور كبير في صحته والتي قد تؤدي به إلي الإصابة بالاستسقاء ودوالي المريء. وتشير الدكتورة رجاء رمضان رئيس وحدة الكلي بمستشفي الزهراء الجامعي إلي إصابة المواطن في جهازه العصبي كما تؤثر علي الجهاز التناسلي لدي الرجل والمرأة معاً كما تؤثر علي الخصوبة لدي الرجال وتؤدي في النهاية إلي حدوث تشوه الأجنة كما تؤدي إلي خلل جنسي وتأخر البلوغ للأولاد هذا بالاضافة إلي الأمراض المعروفة من ارتفاع في ضغط الدم والصداع النصفي. الخبراء: الانفلات الزراعي أخطر من الأمني ومحاصيل البيوت الزجاجية أكثر أمناً كتب : هالة صبيح ياسمين ياسين آية محمود فوضي استخدام الهرمونات في المنتجات الغذائية لم تتوقف عند اللحوم وتجاوزتها إلي استخدام الغالبية العظمي من المزارعين الهرمونات أو "منظمات النمو" في زراعة المحاصيل رغم التحذيرات الشديدة لخبراء الزراعة. دكتور محمود محمود سامي - باحث بمعهد بحوث البساتين -: الهرمونات النباتية هي عبارة عن مواد عضوية تنتج أساساً في الأنسجة النباتية النشطة وتعمل تركيزاتها القليلة جداً علي التحكم والتأثير في عمليات فسيولوجية معينة. أما منظم النمو فهو يطلق علي المواد المخلقة صناعياً والتي تسبب تأثيراً مشابهاً لتأثير الهرمونات الطبيعية "وهي إما ان تكون مواد مشجعة أو مواد مثبطة" وتغيير سلوك النبات من النمو الخضري إلي التزهير أو تحويل سلوك النبات من النمو الخضري إلي صب الدرنات كما هو الحال في البطاطس أو الجذور في البطاطا وخلاف ذلك من العمليات الفسيولوجية. ولها العديد من الاستخدامات من بينها كسر سكون التقاوي سواء كانت بذوراً أو درنات أو كورمات أو جذوراً وللتبكير في المحصول بهدف المنافسة التصديرية. والدفع للتزهير وخاصة في نباتات الزينة وتقزم واستطالة بعض نباتات الزينة كمنظر جمالي. أشار إلي انه إذا لم يتم التقيد بالتركيز وطرق الاضافة فإن هناك تأثيراً ضاراً سيحدث للنبات وللشخص. أما ما ينتشر بين الناس حول خطر تناول محاصيل الخضروات المزروعة داخل البيوت البلاستيكية كالخيار والطماطم والفلفل لاستعمال الكثير من أصحابها هرمونات نباتية كمنظمات للنمو فيها. فقد أكد الكثير من العلماء ان هذه المواد المستعملة في الزراعة المحمية وغيرها مثل "الجبريلينات" ذات التأثير الهرموني التي تكونها النباتات نفسها ليس لها تأثيرات ضارة علي جسم الانسان عند استعمال مقادير صغيرة منها في الزراعة لانها تتحلل إلي عناصرها الأولية داخل النباتات خلال 4-6 أسابيع من استعمالها فلا ينتقل تأثيرها للإنسان وهذا يعني ضرورة استعمال تركيز منخفض منها والتبكير في استعمالها في الزراعة المحمية - أي قبل وقت كاف - من جني ثمار الخضروات فيها. وخطورة المواد الهرمونية تتركز في محاصيل الخضر الورقية وتحديداً ما يزرع منها في الصوب والتي تستخدم فيها الأسمدة الآزوتية نتيجة غياب الاضاءة مما يستدعي من منتجي هذه المحاصيل إلي استخدام الأسمدة الآزوتية بنسب عالية لزيادة كمية الإنتاج وسرعة نموه الأمر الذي يشكل حالة انتقالية لهذه المواد من النبات لتتركز في جسم الإنسان. لذا كان من الضروري وضع ضوابط لادخال هذه الهرمونات أو استخدامها من خلال الفلاح أو مديريات الزراعة حتي لا يستخدموها في عمليات الرش للخضار والفواكه بدون مرجعية علمية أو بأسلوب نموذجي والالتزام بقرارات منظمة الصحة العالمية للوصول إلي تركيز الهرمون في المنتج بنسبة صفر وإلزام وزارة الزراعة ومديرياتها بالمحافظات بمراقبة المنتج وتحديداً في البيوت المحمية وإلزام هذه البيوت باستخدام الانارة الصناعية والتدفئة بعيداً عن استخدام الهرمونات والأسمدة الآزوتية واتباع عمليات زراعية صحيحة وسليمة طبقاً لتوصيات وزارة الزراعة. هذا ما يؤكده دكتور عماد عبدالقادر - مدير المعمل المركزي للزراعة العضوية بمركز البحوث الزراعية قائلاً ان الإسراف في استخدام الأسمدة المعدنية وخاصة الآزوتية يؤدي لزيادة نسبة المياه في الخلايا النباتية بذلك تزيد نسبة الرقاد للنباتات وتزيد معدلات الاصابة بالآفات "الحشرات والأمراض" علاوة علي ذلك يلجأ بعض المزارعين لاستخدام بعض منظمات النمو والتي تؤدي لزيادة حجم الثمار وتحسين صفات الجودة لها ولكنها في نفس الوقت تؤدي للاصابة بالأمراض السرطانية. تشاركه الرأي الدكتورة وفاء محمد حجاج - رئيس الشعبة الزراعية والبيولوجية بالمركز القومي للبحوث مؤكدة ان كل الهرمونات التي تنتج داخل انسجة النبات آمنة ومنها: الجبرلين والاثيلين واندول حمض الخليك وحمض الأبسيسك. وعلي الجانب الآخر تعتبر معظم الهرمونات المصنعة التي يتم استخدامها غير آمنة تماماً للنبات ولصحة المستهلك. وتحتاج لعناية خاصة وتخضع لتعليمات وتحذيرات معينة عند استعمالها من ناحية التركيز والميعاد المناسب ومن أمثلتها D4-2 ونفثالين حمض الخليك. وتؤكد د. وفاء حجاج ان استخدام الهرمونات ومنظمات النمو في رش الثمار والخضار أصبح ظاهرة مدمرة في كل المجتمعات التي تستخدم مثل هذه الأصناف للحصول علي ثمار كبيرة برغم انها قد تكون عديمة الطعم. د. خالد القاضي أستاذ البيولوجي والهندسة الوراثية وصحة البيئة جامعة حلوان: اننا نواجه إنفلاتا زراعياً أخطر من الانفلات الأمني ففي مجال الإنتاج الزراعي علي مستوي العالم كان للهندسة الوراثية دور كبير في زيادة الإنتاج خاصة في عدد من المحاصيل منها القمح والشعير والذرة وكذلك إنتاج نباتات القطن القادرة علي مواجهة دودة ورقة القطن وتخفيض نسبة المبيدات المستخدمة في الزراعة لكن لأن الفلاح داخل مصر لا يخضع لأي نوع من أنواع الرقابة أو الوعي الزراعي فهو يستخدم تلك الهرمونات دون التزام بالمواصفات القياسية الخاصة مما يؤدي لحالة من الخلل في الإنتاج الزراعي ويفقد الثمرة جميع خواصها والخطر الرئيسي يكمن في عدم قدرة هؤلاء المزارعين علي التحكم في نقل الجينات التي قد تتعدي الحدود المطلوبة في استخدام الحامض النووي المركب "DNA)والقيام بعزل جينات ذات وظائف محددة ونقلها إلي النباتات واستبعاد جين ما للتخلص من وظيفة غير مستحبة أو إيقاف تأثيرها مثل زيادة كمية السكر في البطاطس أو تقليل الانزيمات التي تؤدي إلي تحلل أنسجة الثمار في الطماطم والفواكه مما يتسبب في سرعة تلف الثمرة وتغير لونها واستخدام الهندسة الوراثية العشوائي قد يؤدي إلي زيادة أو نقص في القيمة الغذائية وزيادة في مستوي المواد السامة الموجودة في الغذاء وبالتالي قد يسبب خللا في النظام البيولوجي داخل جسم الإنسان تراكميا. ويضيف د. زيدان شهاب أستاذ الأبحاث الزراعية بجامعة المنصورة ان الهرمونات في الخضروات والفاكهة تلعب دوراً مهما في جذب المستهلك لها لأنها تضفي علي المنتج اللون الأفضل للثمار ولكنها تختلف عن غيرها من المحاصيل التي تأخذ دورتها الكاملة في النمو. وأكد ان يجب الاستفادة من التجارب السابقة المضرة كالزراعة في الصوب والتي تنتج مزروعات غير صحية بالمرة لأن درجة الحرارة والرطوبة العالية تجعلنا نفرط في استخدام المبيدات للحافظ علي المحصول والتي عانينا علي مدار الأعوام الماضية من اثارها السلبية ويأتي الآن الاستخدام غير الآمن للهرمونات لتطل علينا آثاره علي المدي القريب في صورة تغير فسيولوجي للنبات والإنسان. د. أحمد العربي أستاذ أراضي كلية الزراعة جامعة عين شمس أكد انه لا يوجد علي مستوي العالم ما يعرف بهرمونات الانبات السريع فما ينمو بصورة غير طبيعية له مردود غير طبيعي علي صحة الانسان ولكن ما هو متعارف عليه دولياً هي الهرمونات التي تستخدم في تعديل خصائص الثمرة لتصبح أكثر مقاومة للامراض والآفات حتي يتمكن من الاقلال من استخدام المبيدات والتي أثبتت الدراسات خطورتها الشديدة علي الانسان فنظام السمية في الحشرة يتوافق مع نظام السمية للانسان حيث تتراكم تلك المبيدات في الغدد الصماء والكبد.