* لا أعرف والله.. هل نهنيء الأهلي علي الوصول إلي كأس العالم باليابان.. أم نواسي أهالي الشهداء الذين ماتوا في بورسعيد!! ولا أعرف هل أشد علي أيدي لاعبي الأهلي الذين صنعوا المستحيل وحولوا الحلم إلي حقيقة وواقع.. أم نقدم التعزية لأهالي الأطفال الأبرياء الذين راحوا في أسيوط ضحية للإهمال وقطار الموت!! .. والله لا أعرف ماهية الدمعة التي تراود عيني.. وتطارد جفوني.. هل هي دمعة فرحة علي بطولة كانت شبه مستحيلة صعبة وعلي أداء فاق الوصف والخيال وعلي انتصار هو الأول منذ الثورة.. وجاء بعد معاناة صعبة وفي غياب النشاط وتوقف الحياة في الملاعب.. أم أنها دمعة الألم والحسرة علي النار في غزة والدم في أسيوط والقتلي في حوادث القطارات ومن سبقهم في بورسعيد من شباب ألتراس الأهلي!؟! في النهاية هي دمعة تعبر عن مكنون النفس بما فيها وما بداخلها من مشاعر فرحة 00أو أحاسيس ألم وحسرة وفراق ووداع الأحباب!! والأهلي أو برشلونة أفريقيا.. قدم ملحمة تجمع بين الإبداع والتألق والاستعراض في استاد رادس لقن الترجي حامل اللقب درسا في فنون كرة القدم هجوما ودفاعا لعب خارج ملعبه أفضل مما قدم علي أرضه في مصر. الأهلي أثبت أنه وليد الجماهير يستعذب آهات الإعجاب وتشده أصوات المشجعين حتي ولو كانوا من القافلة المنافسة.. لذلك لعب الأهلي وتألق وأبدع وفاز واستحق اللقب السابع له في تاريخه لكن الأهم أنه كسر مسلسل النحس الذي كان يطارده دائما عندما يلعب في تونس من قبل حيث لم يسبق له الفوز علي الترجي في ملعبه.. لكنه هذه المرة أراد ان يعلن التحدي ضد كل شيء!! وألحق الخسارة بالترجي وسقاه من نفس الكأس التي ارتوي منها الصفاقسي والنجم ابنا العم التونسي!! * الاهلي أعلن التحدي ضد الألتراس الذين وقفوا أمام التدريب.. ورفضوا الدوري.. وعطلوا مسيرة الفريق الذي واصل الإصرار وأعلن التحدي طوال المشوار فجازاه الله خيرا باللقب الغالي الذي يقدمه لاعبو الأهلي هدية.. بل أجمل هدية لأسر الشهداء الذين سقطوا في بورسعيد وأسيوطوغزة وربنا يستر علي ¢اللي جاي¢ وتكون آخر الأحزان!!وتكون اول الافراح!! والأهلي أعلن التحدي مع نفسه منذ توقف الدوري خاض غمار الأدغال الأفريقية وشق طريقه معلنا التحدي ضد كل المعاناة فكافأه الله بأغلي لقب في أصعب نهائي خارج ملعبه ليؤكد انفراده وصدارته لكل الأندية الأفريقية بالسباعية الرائعة!! الجزار ذبح الجنتلمان * وعودة للمباراة الرائعة التي تعتبر من نوادر الأداء الفني للأهلي فلم يكن أكثر المتفائلين يتوقع فوز الأهلي في تونس وبأداء مرتفع المستوي وباستعراض يخطف الأبصار من البداية حتي النهاية!! كان الجميع في مصر يدعو الله أن يسجل الأهلي هدفا ليفوز.. فسجل هدفين!! كان الجميع يأمل أن يفوز الأهلي وأن يكون إكرامي عند حسن الظن ويحرس مرماه بإتقان.. وكان اللاعب عند حسن الظن هو ودفاعه الذي راقب المفاتيح الهجومية للترجي ببراعة!! وهنا لابد أن نشيد بحسام البدري المعروف بلقب الجزار منذ أن كان لاعبا.. ولمن لم يعرف البدري أو شاهده وهو لاعب في الأهلي.. كان مبدعا.. يتميز برجولة الأداء والقوة في الانقضاض.. لاعب لا يعرف الهزار.. حياته كلها جد داخل وخارج الملعب.. انعكست تلك الصفات عليه كمدرب ومدير للكرة.. ثم كمدير فني صقلته المواقف والخبرة تعلم من أساتذته الكبار مثل مانويل جوزيه البرتغالي.. فاكتملت شخصيته التي ترجمت عمله في المريخ السوداني ببطولة رائعة للدوري.. ثم أكمل النجاح ببطولة أفريقيا والعودة بالكأس من رادس وبأداء هو الأرقي والذي يفوق ما كان يقدمه الأهلي أيام جوزيه التي يتحاكي بها الجميع لذلك لن أجامل إذا قلت أن حسام الجزار ذبح نبيل معلول المعروف بلقب الجنتلمان لأخلاقه العالية ومقدرته في صناعة فريق رائع مكتمل الأركان للترجي. لكن الجديد أن البدري الذي جمع بين بطولة الدوري الأفريقي كلاعب وكمدير فني ذبح جوزيه أيضا الذي تغنت به الجماهير طويلا لما حققه للأهلي من بطولات. البدري ذبح جوزيه لأن الجزار عمل في ظروف صعبة فنية ومالية وإدارية وجماهيرية وهذه الظروف لم يمر بها جوزيه الذي كان الأهلي يوفر له لبن العصفور.. ذبح البدري جوزيه.. لأن تلك البطولة هي الأصعب والأخطر في تاريخ الأهلي.. لأنها قد تكون سببا في عودة الدوري المصري سريعا.. قد تهديء من روع الألتراس وقد تسارع المحكمة بإصدار الأحكام في قضية مذبحة بورسعيد وبالتالي يعود الدوري بالجماهير وفي هدوء. لكن الأجمل أن البدري لعب المباراة وقاد الفريق بتفوق وبذكاء شديدين فاق كل توقع واعتمد علي عناصر تجمع بين الخبرة في التهديف وشباب الروح للتحرك وملء منطقة الوسط وفاجأ معلول بوجود كل العناصر الخطيرة الكبيرة والأسماء الرنانة في الاحتياطي مثل بركات وأبوتريكة وعماد متعب فكانوا الذخيرة الحية الجاهزة وقت اللزوم واستغلها البدري بذكاء شديد0 المفاجأة كانت قوية علي معلول الذي وقف مشدوها بأداء الأهلي الرائع وسيطرته الميدانية.. وربنا أنقذ الترجي من علقة ساخنة كان يمكن أن تنتهي بنتيجة ثقيلة.. حتي أن معلول أشاد بالأهلي في المؤتمر الصحفي وأثني علي الأداء الأحمر وكل اللاعبين.. ولم يكن ليقول ذلك إلا لأنه المدرب الجنتلمان الذي سقط تحت سكين الجزار البدري ونجومه!!