وهل يرضي رجل "دكر" بما يصيب البنات ويلحق بنا من خزي وخوف وقرف؟ يتصور انها سوف تقع في "دباديبه" من أول "رذالة" فهو المصري الذي لا يقهر! أليس ما يجري عارا علي شعبنا وتاريخنا وديننا أم اننا في زمن المسخرة؟! يبدو اننا في هذا العيد قد هدانا الله بعض الشيء أو اننا خفنا من التجريس وجماعات "امسك تحرش" و"فضيحة بجلاجل" وحملات التصوير بكاميرات الموبايل ونشرها علي صفحات الانترنت واليوتيوب.. ولو جدع يعملها تاني! .. وهناك من يصل لغيظه أن يعاقب المتحرش بمثل ما فعل وفي الشارع. ولو ان الأخبار تقول ان المسرح أعد في ميدان التحرير عند مدخل جامع "عمر مكرم" وأمام محطة السادات لمترو الأنفاق حيث اتلفت مصابيح الإضاءة ليسود الظلام الجو المناسب للتحرش! ويذكر المواطنون ان وسط البلد شهد منذ سنوات معركة بين الشباب المتوتر وبودي جاردات الراقصة دينا التي قررت ذات ليلة رأس السنة أن ترقص في الشارع أمام دار السينما التي تعرض فيلمها "عليا الطرب بالتلاتة" مع المطرب الشعبي الراقص سعد الصغير. قليلات هن اللاتي يتمسكن بحقوقهن وهن اللاتي شجعن الأخريات علي التصدي مثلما فعلت دينا عماد عندما طاردت من تحرش بها "علي الطاير" من فوق موتوسيكل أمام "سيتي ستارز" وأصرت علي اللحاق به والاستعانة ببعض الجمهور حتي سلمته للشرطة. "سيتي ستارز" أيضا مسرح للتحرش.. وجاء يوم كادت أن تكون القاهرة كلها وعواصم الأقاليم وربما القري مكانا غير آمن للفتيات في الليل والنهار. هناك اقتراح برش المتحرش بدوكو لونه أحمر يباع علي شكل "سبراي" ومن يضبط يحلق له شعره زيرو فيتعرف الجميع علي جريمته. وتعرضت مؤخرا صحفية فرنسية "سونيا ديدي" لتحرش خشن أثناء تغطيتها أحداث يوم الجمعة قبل الماضي ولم ينقذها سوي زميل أخرجها من الحصار لتقول لصحيفة "الاندبندنت" البريطانية: "لم يتركوا مكانا في جسدي دون أن يعبثوا به". وكانت الصحفية المصرية الأمريكية "مني الطحاوي" قد تعرضت لنفس الموقف المشين مع صبية ميدان التحرير ومن رجال الشرطة أيضا إذ تحسس رجل أمن صدرها بحجة انه يدفعها مع الآخرين فلما اشتكت للضابط أبعده عن موقعه وقال لها: "ما تخديش في بالك". وعلي سينما الموبايل تم تصوير أفلام عن التحرش يحمل أحدها اسم "قطع ايدك". قد يكون التحرش في كل مكان بدرجة أو أخري علي الأقل ايطاليا ولكنه في مصر كان عيبا يخجل منه الشباب ويعاقبهم الآباء ويتدخل أهل الحارة لحماية أي بنت تتعرض حتي لغزل سخيف. لا تقولوا لي بأنه المد الديني المتعصب ولو ان أفكار غريبة تتسلل مثل من قال ان من لا ترتدي الحجاب قطع لحم غير مغطاة تلتهمها القطط البرية.. ولكنهم يتحرشون بالمحجبات أيضا! في أول أيام العيد قام الشباب بحفل تحرش في حديقة "الفسطاط" ونشرت صور لهم. فهل يمكن أن نمسك بهم؟!